الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٥١ صباحاً

انتهت المشاهد السياسية في اليمن وحان المشهد الأكشن الأخير

عبدالرحمن محمد أحمد الحطامي
الاربعاء ، ٢٥ مارس ٢٠١٥ الساعة ١٠:٢٤ صباحاً
مؤشرات الحرب الطائفية واضحة المعالم وهي للأسف بالوكالة عن الدول الإقليمية المتصارعة في المنطقة ، وستكون إن لم تتداركنا عناية الله مجازر وأهوال تشيب لها رأس الولدان وما حدث في جامعي بدر والحشوش عنا ببعيد ، لقد كان الحدث بقدر ما هو فوق ما يتصوره البشر من الفظاعة و الا إنسانية إلا أنه يعكس النوايا والجرائم الخبيثة التي يعتزم أساطين وخبراء الحروب إجرائها في اليمن وهي البداية وهي الرسالة على السواء ، مضمون الرسالة أن الحرب ليس لها حدود وليس لها ضوابط وستكون شاملة طائفية وسياسية وأمنية و جهوية وقبلية ومناطقية وسلالية ومذهبية ، ولن تتوقف حتى يتوقف تجار الحروب أو يعقل اليمنيون أنفسهم فيحقنوا دماءهم ويحفظوا خيرات وثروات بلادهم ويتدبروا قول الله تعالى ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في نفسه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها و يهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد * وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ) أما الموقف الأمريكي فسيكون على نوعين أو لونين أو مسلكين ؟ المسلك الأول : أن يدعم مجلس التعاون الخليجي عسكريا بالسلاح والخبرات العسكرية ويكون بهذا يدر للخزانة الأمريكية الأموال التي تحافظ على توازنه الاقتصادي والتجاري كما أنه يقوي حضوره السياسي مع دول الخليج التي أصابها الفتور في الآونة الأخيرة .

والمسلك الثاني : دعمه لإيران لوجستيا وأمميا في إفشال أي قرار في مجلس الأمن يدرج جماعة الحوثي ضمن الجماعات الإرهابية أو تطبيق البند السابع عليه حتى يحافظ على التحالف الأمريكي الإيراني الإستراتيجي في إدارة مصالحهما في العراق واستنساخ التجربة العراقية ولو بشكل آخر في اليمن بحسب ما تمليه ظروف وإمكانات الزمان والمكان والمصالح ، وسيبدو المشهد اليمني في الداخل في هذا الصراع على شكلين ؟ الشكل الأول : دول الخليج وهي تدعم شرعية هادي وتدعم وحدة اليمن واستقراره أمام المشروع الإيراني الذي يدفع بالبلاد للدمار والتشظي والطائفية . والشكل الثاني : إيران كواجهة طائفية ومن وراءها ممن لهم مصالحهم في دعم المشروع الإيراني ضد التواجد السني الإخواني الذي يهدد السلم العالمي ويفرخ الإرهاب !! وهم يدعمون ميليشيات الرئيس السابق الذي خلعته ثورة فبراير 2011 الشعبية عبر بوابة المبادرة الخليجية والذين يسمون أنفسهم بالحوثيين وهم في الأغلب من قياداتهم ضباط الحرس الجمهوري سابقا يقودون تنظيم جماعة الحوثي وبتنسيق من صالح الذي لا يزال يملك التأثير على قيادات هذه الجماعة مع ما يمتلكه من ولاءات الكثير من القيادات العسكرية التي لا تزال تتواجد في الجيش اليمني وقد كانت أو لا تزال ضمن الألوية في القوات الخاصة أو كانوا من الحرس الجمهوري السابق ، والمخطط قد يكون أكبر من ذلك فملامح المواجهة تشير إلى أن الحرب قد تأخذ طابعا جهويا إذا بدا المشهد بين الشمال من البلاد والجنوب . والمطالبون بالانفصال وتقرير المصير سيرفعون أصواتهم وقد يجدون من يسمع لهم من المجتمع الدولي وتبدأ التبريرات السياسية في إيجاد الحلول الهادفة لإخماد الحرب الأهلية الواقعة بين اليمنيين والتي منها الفصل بين الشمال والجنوب والجلوس على طاولة الحوار لتقاسم الثروات على قاعدة لا ضرر ولا ضرار وهكذا ينتهي المسلسل الطويل الذي ابتدأ بتنفيذ بنود المبادرة الخليجية ومرورا بتسهيل انتشار المسلحين تحت مسمى جماعة طائفية ابتلعت الشمال من البلاد وهي الآن تسعى لابتلاع الجنوب وينتهي المسلسل بالرفض الجنوبي لمحاولة اجتياح الطائفية من الشمال التي لا تتناسب مع مدنية الجنوب وخلوها من المذهب الزيدي أو الشيعي أو الفكر الطائفي وتصل القناعة بالمجتمع الدولي والرفض الشعبي المحلي إلى ضرورة فك الارتباط وحق أبناء الجنوب في تقرير المصير ويعلن الانفصال ويسعد اليمنيون بعد هذا الانفصال با لأمن والاستقرار وتتعهد دول الإقليم بالدعم السخي وتحسين أوضاع اليمنيين وتنطوي صفحات من العبث السياسي في ذاكرة كل اليمنيين بدأت من عام 1991م حين خرجوا للشوارع في طول البلاد وعرضها يباركون حلم الوحدة التي طالما انتظروها ، لكن السياسيين من الشمال والجنوب لم تكن نواياهم جميعها وطنية صادقة مخلصة حتى أوصلونا في نهاية المطاف لهذه النهاية الحتمية وسيلعن التاريخ هؤلاء الذين عبثوا بمصير اليمنيين وكانوا سببا لجعل اليمنيين دمى بين أيادي خارجية استغلتها ووظفتها لأجندتها ومصالحها الخاصة .

لقد انتهت مهمة بن عمر الذي كان يؤدي دور البطل ودور المخرج كذلك في هذا المسلسل العبثي الطويل وهاهو يغيب عن آخر فصول المشاهد الهزلي السياسي وبقي دور الأكشن الذي له رجاله