الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٣٢ مساءً

لهذه الأسباب، أرفض كيمني عاصفة الحزم

نبيل سبيع
الثلاثاء ، ٣١ مارس ٢٠١٥ الساعة ٠٥:٣١ مساءً
ليس دفاعاً عن السيادة:
فالسيادة اليمنية فرط بها الجميع تقريباً وفي مقدمتهم صالح والحوثي الذي لا يؤمن بالسيادة الوطنية أصلاً لأنه لا يؤمن بالحدود الوطنية، ولم يترك الحكام والقادة السياسيين لمواطنٍ مثلي ومثلك أي فرصة للدفاع عنها أو حتى الحديث عنها.

وليس رفضاً للعدوان الخارجي على اليمن لأنه عدوان خارجي:
فاليمن مليء بعدوانات داخلية شتى اندفعت وتندفع في أكثر من اتجاه، وهو ما جعل الكثير من اليمنيين في الجنوب والشمال يرون في العدوان الخارجي منقذاً لهم من العدوان الداخلي الذي لا يستطيع أحد إنكاره. و"الطغاة يجلبون الغزاة" فعلاً كما قال ابن خلدون.

وليس دفاعاً عن الجيش اليمني وعتاده الذي يدمر الآن لأنه جيش وطني:
فالجيش اليمني كما يقول الكثير من اليمنيين جيش تنخره الولاءات الشخصية والمناطقية فعلاً ويُستخدم مع أسلحته في قمع الشعب وخوض حروب داخلية كثيرة من أجل إبقاء السلطة والسيطرة والنفوذ في يد قوى معينة ومحددة.

كيمني، عليَّ أن أرفض التدخل العسكري الخارجي في بلدي لأنه لن ينجح في إيقاف مآسي هذا البلد ولن ينجح حتى في إيقافها عند الحد الذي بلغته، بل سيضاعفها ويفاقمها أكثر مما هي عليه الآن.

العدوان الخارجي لن يوقف العدوانات الداخلية كما يأمل من يتعرضون لعدوان الحوثي وصالح بل سيضاعفها ويفاقمها أكثر. العدوان الخارجي سيمنح الحوثي وصالح الغطاء اللازم لممارسة عدوانهم في كل اتجاه. وإذا افترضنا أن عاصفة الحزم ستقضي على الحوثي وصالح، وهذا مستبعد في رأيي، فإنها على الأرجح لن تبني اليمن بل ستدمره أكثر.

أستطيع قول مايقوله كثيرون بشأن تدمير الجيش وعتاده، أستطيع قول "طزّ! أصلاً هذا مش جيش وطني، هذا جيش عفاش، وأسلحته كانت دائماً ضدنا". هذا كلام مريح ويحمل قدراً لا بأس به من الصحة. لكنْ ليس علينا أنْ ننظر الى واقع الجيش وأفعاله بل الى الواقع الذي سنواجهه بعد القضاء على الجيش نهائياً والأفعال التي لن تصب فوق رؤوس أحد غيرنا، الأفعال التي ستكون أسوأ وأقسى وأضرى بكثير من أفعال الجيش لأنها ستكون أفعال ميليشيات مختلفة لاتحتكم لأي قانون حتى إحتكاماً صورياً، وهذا ما سنكتشفه لاحقاً بعد أن يُقضَى على الجيش نهائياً ويبدأ زمن الميليشيات الطائفية والمناطقية التي ستنتشر مع صراعاتها الدموية كالفطر والتي ستستهدفنا على الهوية وليس على المواقف السياسية.

كل مايقوله المؤيدون لعاصفة الحزم، بشأن غياب السيادة أصلاً وطغيان العدوان الداخلي والجيش غير الوطني، صحيح. لكنْ هل تأييدهم لعاصفة الحزم صائب؟

تذكروا:
التدخل العسكري الخارجي في العراق لم ينجح.
والتدخل العسكري الخارجي في ليبيا لم ينجح.
والدعم العسكري الخارجي لثورة سوريا لم ينجح.
قالوا إنهم يريدون القضاء على صدام حسين فقضوا على العراق.
وقالوا إنهم سيقضون على معمر القذافي فقضوا على ليبيا.
وقالوا إنهم سيقضون على بشار الأسد فقضوا على سوريا.


ويقولون لكم الآن إنهم سيقضون على الحوثي وصالح، ولكنهم سيقضون... على من سيقضون برأيكم؟
على تنزانيا مثلاً؟!

ما الذي سيجعل من التدخل العسكري الخارجي في اليمن ينجح دون كل سابقاته؟
لأن السعودية هي التي تقوده؟ أم لأن اليمن هو مسرح هذا التدخل؟
هذان الأمران بالذات لا يشكلان عنصري نجاح بل ركيزتي فشل ذريع.

وأزيدكم من الشعر بيت:
تاريخ الحرب الباردة كله مليءٌ بالتدخلات العسكرية الخارجية في أكثر من بلد، أعطوني تدخلاً واحداً نجح!


*من صفحة الكاتب على فيسبوك