الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٠٦ مساءً

الكرة في مرمى عبدالملك الحوثي

محمد جميح
السبت ، ٢٥ ابريل ٢٠١٥ الساعة ٠٥:٤٩ مساءً
الرجل القابع في كهف حصين...
الرجل الذي يبعث من وراء تحصيناته أوامره بإرسال أبناء القبائل إلى محارقهم في مأرب وتعز وعدن، وغيرها من مناطق البلاد...
هذا الرجل الذي يأمر بالقتال ولا يقود المعارك، هو أصل الكارثة...
نزعة السلطة لديه، ونظريات أبيه عن "حق آل البيت"، وخزعبلات الهادي يحيى بن الحسين عن "حصر الإمامة في البطنين"، هي كارثة اليمنيين الحقيقية...
أية كارثة غير تلك هي مجرد تفصيل للعنوان الأبرز للكارثة المتمثل في عقيدة "الحاكم من سلالة والمحكوم من سلالة"...
عقيدة "حصر الإمامة في البطنين"...!
أي دين هذا الذي تبشر به الإمامية في نسختها الحوثية...
أي نبي يمكن أن نتصور أنه جاء ليجعل البشرية كلها رعية لأسرته من بعده...
أي رسول تحاول الحوثية إعادة إنتاجه للناس باعتباره طالب سلطة له ولأبنائه، الذين لم ينتبه الحوثيون إلى أنهم ماتوا جميعاً في حياته...
أي نبي تحاول الحوثية تصديره لليمنيين في ثوب أب لأسرة، أو زعيم لقبيلة حاملاً سيفه على ظهره طالباً حقه وحق أسرته، وهو الذي عرضت عليه قريش الملك فرفضه...
فكرة "الحق الإلهي"، هي الأساس النظري لكل ما يدور من حروب...
لكل ما يدور في السياسة من شرور...
حدث في أوربا قبل سنوات طويلة، أن زعم هتلر أن الحق في قيادة العالم هو للأوربيين، وأن الألمان هم صفوة الصفوة...
وصل هتلر إلى الحكم...
انطلق مشبعاً بنظرية "السوبرمان"...
انطلق يحطم كل شي...
السلطة، الدم، القتل، الحرب، المجد، ألمانيا، الله...
كل تلك مفردات قاتل تحت رايتها هتلر...
وانتهى هتلر منتحراً...وانتهت ألمانيا كومة أحلام متكسرة...
كان هتلر مسيحياً عصبوياً...
كان بقلب نيرون، وفي عباءة المسيح...
لو أسلم هتلر لكان إماماً من إئمة "البطنين"، لكان عبدالله بن حمزة مثلاً...
ولو كان بدرالدين الحوثي مسيحيا، لكان أحد رواد نظرية "الجنس الأبيض الآري"...
واليوم وشعبنا يكتوي بنار الحرب التي أشعلها الحوثي، يجب أن نقولها بكل وضوح:
لا رضى لنا بالحرب...
لا نريدها...
عبدالملك الحوثي هو المسؤول الأول عنها...
الرجل القابع في كهفه بعيداً عن الحرب هو الذي جلب كل هذا الدمار...
الرجل الذي لا يجرؤ على الوقوف أمام شاشة التلفزيون إلا في شريط مسجل، هو الذي جلب هذا البلاء...
بعنترياته الفارغة...
بانتهازيته وتضليله...
بتخلفه وجهله...
بتمترسه بمن ضلل من اليمنيين، يكون عبدالملك الحوثي مسؤولاً أمام الله والتاريخ والشعب في كل ما أصاب اليمنيين من عنت ومشقة...
لم يسقط طائرة واحدة من طائرات التحالف العربي...
لم ينجح في صد طلعة واحدة...
دمر جيشاً صرف عليه اليمنيون أكثر من نصف ميزانية دولتهم على مدى عشرات السنين...
كذب على اليمنيين بأنه يريد أن يسقط "الجرعة" عنهم، فأسقط دولة بأكملها...
كل ما حل باليمن سببه الصراع على السلطة...
يكذب من يقول إنه يريد وجه الله...ما أراد إلا السلطة...
يكذب وهو يتحدث باسم الوحدة...ما أراد إلا الثروة...
يكذب عندما يتحدث عن اليمن...وهو ينفذ سياسات إيران...
يكذب عندما يرفع العلم الجمهوري، وأبوه قاتل الجمهورية حتى النفس الأخير...
يكذبون جميعاً...
يكذبون كما يتنفسون...
قاتلهم الله...
حرقوا أكبادنا على صنعاء...
على عدن...
على البلاد الخضراء الجميلة...
من يوقف هذا السفه...؟
من يوقف هذا الطيش...؟
من يقول لزعماء "الحق الإلهي" أن ألمانيا دمرت عن بكرة أبيها بسبب فكرة مجنونة...؟
من يقول لعبدالملك إننا نعيش في القرن الحادي والعشرين...؟
الكرة في مرمى عبدالملك...
يمكن أن تقف الحرب الليلة، إذا قبل بالقرارات الدولية...
إذا قبل أن يعود مواطناً عادياً...لا "سيداً شريفا"...
إذا قبل أن يكون إنساناً...
إنساناً وحسب..