الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٠٧ صباحاً

قاسم الروحاني ..شهيد في زمن الخيانة.!!

د.عبد الوهاب الروحاني
الخميس ، ٢٨ مايو ٢٠١٥ الساعة ٠٩:٢٥ صباحاً
من كان يتصور ان قائدا عسكريا وثائرا سبتمبريا بحجم قاسم الروحاني سيقضي بضربات جوية امتلأت حقدا وكراهية بين الانقاض بمنزله المتواضع في تعز بوشاية وتدليس وارشاد من اناس اكل الحقد ضمائرهم وفقدوا الانتماء للوطن وارتضوا لانفسهم الارتماء في احضان العمالة والخيانة، وباعوا كرامتهم بثمن رخيص.
الارشاد الظالم والغاشم لقتل قاسم الروحاني المواطن والقائد والمناضل الذي كان يفيض نزاهة ووطنية وجمهورية ووحدة مثل انتقاما صريحا من ما تبقى من قيم الثورة والجمهورية التي يتشدق الظلاميون بالنضال من اجلها والخوف علبها .. لقد منع هؤلاء حتى كتابة هذه الاحرف انتشال جثته من بين ركام وانقاض حقدهم الذي اشعلوه في بيته وجسده الطاهر.
اشيروا علي باحد عرف هذه الهامة الوطنية الكبيرة من أبناء تعز (مثقفين وسياسيين، مشائخ وعقال، قادة عسكريين، جنود وضباط، عامة وخاصة) ينكرون على قاسم الروحاني دماثة اخلاقه او وطنيته ونزاهته..كان قريبا من العامة كقربه من الخاصة ومن فرط توضع الرجل وهو القائد المعروف كان يحلو له تسمية نفسه ب"الرعوي" تقربا من البسطاء وتوددا للعامة.
اختار الرجل الحالمة كما اختارته، واحبها كما احبته، وتماهى بوطنية عالية وسعة صدر مع اهلها فكان مصدر الهام لجمال التمازج والانسجام.
كان من موقعه ونبل منبته ينافح عن تعز المدينة وتعز المحافظة، فاسهم بجد في بناء وتشييد مؤسساتها حينما شغل فيها مواقع قيادية عسكرية هامة، فكان جزءا من مجد تعز عند قيادته للمجد فيها .. كان يفرح لفرح تعز ويحزن لحزنها .. اختار ان يربي ابناءه في احيائها ويدرسهم في مدارسها، فعلمهم قيم المحبة والانفتاح، حبث صار جزءا منها واختار ان يكون تقاعده فيها.
وهكذا يكون مصير المناضلين في زمن "الشرعية" المسخ .. يتعقب الخونة رجالات الدولة ومناضليها لقتلهم كما يتعقبون المنشآت الوطنية والتاربخية لتدميرها .. انه الحقد الاعمى الذي يسعى لمحو وابادة وطن.
شباب اقاسم الروحاني كان شعلة من الحيوية والنشاط .. خدم الوطن والثورة كل حياته، عاش نضالا متواصلا مع بناء وتحديث القوات المسلحة .. عرف بين زملائه من الضباط الاحرار وقادة ثورة سبتمبر بالقائد المثقف والعسكري الناشف الذي لا يساوم ولا يداهن
كانت حياته مليئة بالوفاء لقيم الثورة والجمهورية .. قائدا وحديا صلبا لكنه كان متواريا عن الاوضواء عاش مكافحا، ضحى من اجل تعز اكثر مما ضحى من اجل اهله ومسقط رأسه رغم انه لم يبخل يوما، انتمى الى الحالمة في شبابه وارتضى ان تكون موئله وخاتمته.
رحم الله الشهيد اللواء قاسم وابنته الحقوقية المناضلة ومن قضى معه من مرافقيه.. لقد استشهد في زمن الخيانة ..احزنني فراقه كثيرا .. واحزنتني مآلات الموت التي تطحن الوطن كما تطحن تعز بفعل الطامحين على اشلاء الموتى وجثث النساء والاطفال.
عزائي لعبدالله ابنه الذي احسن تهذيبه ولمن تبقى من ابنائه وبناته واحفاده، وعزائي لكل اخوتي آل الروحاني وللوطن الكبير الذي فقد في رحيله مواطنا غيورا وقائدا فذا كان يسعى لان يكون وطنه قادرا على الدفاع عن نفسه والذود عن سيادته.