الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٦ مساءً

قد تكون تركيا أجدر دول العالم استحقاقا لاسم "الدولة اﻹسلامية"

إحسان الفقيه
الأحد ، ٢٦ يوليو ٢٠١٥ الساعة ١١:٤٦ صباحاً
تلك التي خاضت على مدى تاريخها العريق العديد من الحروب الهائلة، وهي ترفع راية الجهاد الإسلامي لستة قرون متواصلة، وحمَت المشرق الإسلامي من الحروب الصليبية.

تلك التي تكمُن قوّتها في عمقها التاريخي الذي يُذكّرنا بالإمبراطورية العثمانية العملاقة، والتي وصلت أقصى حدود عظمتها في القرنين السادس والسابع عشر الميلادي، حيث حكمت مساحات جغرافية وسكانية مترامية لأكثر من 20 مليون كيلومتر.

تلك التي بلغت حدودها من غرب إفريقيا إلى إيران وآسيا الوسطى شرقا، ومن جنوب الجزيرة العربية جنوبا، إلى أن وقفت بجيوشها الجرارة على أسوار فيينا عاصمة النمسا، وطرقت أبواب روما عاصمة البابوية في إيطاليا.. منطلق الحروب الصليبية في قلب أوروبا.. فتحول البحر المتوسط إلى شبه بحيرة عثمانية..

تلك الإمبراطورية التي حملت لواء الإسلام، وحفِظتْ بيضته ستة قرون أمام جيوش 22 دولة أوروبية في الغرب، بالإضافة إلى الشيعة الصفويين عملاء البرتغال، الذين التفّوا لتطويق العالم الإسلامي وهدم الكعبة في الشرق.
* التالي من السطور لم نكتبه بدافع العاطفة والانحياز بل هو بعض مشاهدٍ حقيقية، وأرقام دقيقة، وإحصاءات موثقة، وملامح واضحة، تؤكد أن تركيا الجديدة تُناصر قضايا الإسلام بقوة واقتدار وبحنكة سياسية، وتفرض وجودها الآن في العالم سواء أأقررتم بذلك او أنكرتموه..

ونعم.. أصبح الكثيرون من أبناء الأمة يُراهنون على الحصان التركي، فيما يراقبه آخرون بقلق، بما في ذلك الأمريكان والأوروبيون والروس وحتى اليهود..

ونعم.. حرب صليبية تشُنّها جبهات متعددة على ديار الإسلام، وإغماضُ أعيننا عن هذه الحقيقة خيانة عظمى، ومع الأسف الشديد فإن تورّط بعض حُكامنا في التماهي مع دمغ المسلمين بالإرهاب، أعطى تصريحا مفتوحا للغرب الصليبي اليهودي، والمد الصفوي الفارسي بمحاصرة ديار الإسلام.
إن الورقة الرابحة بالنسبة إلى المسلمين العرب، هي التحالف مع تركيا التي حمَت المشرق لقرون عديدة، فالأتراك يعرفون دورهم المنوط بهم، ولا يتجاهلون تاريخهم الطويل في الدفاع عن السنة ضد الأحلام الصفوية الصليبية.

تركيا الآن بقيادة أردوغان، تسعى لإزالة ميراث الكراهية والعنصرية والشوفينية بين العرب والأتراك، ونستطيع أن نُدلّل على محبتهم للعرب بأنهم كانوا ينشرون اللغة العربية (وليس التركية) في الدول الإسلامية التي كانت ترزخ تحت نير الاتحاد السوفيتي السابق، والاستبداد الشيوعي الملحد لمدة 80 عاما.

وكلنا شاهدنا الموقف التركي الحازم تجاه الصين في تعدياتها على (الإيجور) المسلمين في إقليم (تركستان الشرقية) الخاضع للاحتلال الصيني.

ولا تفوتني الإشارة إلى وقوف الأتراك إلى جانب أذربيجان؛ مع أن غالبية الشعب الأذري من الشيعة وليسوا من السنَّة، ولكنهم احتاجوا مساعدة تركيا بعد أن تخلَّت عنهم إيران، بل ووقفت إيران مع عدوهم الأرمني ضدهم!!
ولم تتوقف مظاهر التقارب التركي المتنامي مع العالم الإسلامي عند هذا الحدِّ المشار إليه، بل تجاوزت ذلك إلى معظم دول العالم الإسلامي.

وأرغب في التنويه إلى أن بعض القراء يخلط بين تركيا (الكمالية) العلمانية وبين تركيا (الأردوغانية) بصبغتها الإسلامية
* فتركيا الكمالية هي التي سيطرت عليها المؤسسة العسكرية لعقود عبر الانقلابات العسكرية، وإعدام كل من سوّلت له نفسه العودة إلى الجذور الإسلامية.

* تركيا العلمانية هي الدولة الوحيدة في العالم الإسلامي التي اعترفت بدولة إسرائيل عام 1949، وانضمّت إلى حلف الأطلسي عام 1952.

* تركيا العلمانية هي التي تحالفت مع فرنسا لسلخ لواء الأسكندرون من سوريا عام 1939، وصولا إلى معارضة استقلال الجزائر عن فرنسا، والتصويت ضد القرار في الأمم المتحدة..!!

* ما نتحدث عنه قطعا هي تركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية، التي أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أنها عادت - وبقوة - إلى ساحة العمل الإسلامي، بل لا نبالغ إن قلنا: إنها أصبحت مرشَّحة بشكل واضح لقيادة القاطرة الإسلامية نحو النهوض..!!

* أسطول الحرية الذي انطلق بإشراف هيئة الإغاثة التركية ( IHH) بتاريخ 29 أيار/ مايو 2010، والذي يحمل 10 أطنان من المساعدات الإنسانية لكسر الحصار عن 2 مليون فلسطيني، يحاصرهم الكيان الصهيوني، بمساندة عرب الخنوع والاعتلال، وبجريمة مركبة عبر إغلاق المعابر وبناء السياج الفولاذي وعدم السعي إلى كسر الحصار الآثم..

* مصر (فك الله أسرها) لم تكتف بالحصار فقط، بل اعتقلت الجرحى الفلسطينيين الـ 51 ، والذين عادوا لتلقّي العلاج بعد حرب غزة، وتم تعذيبهم بالصعق الكهربائي وبطرق وحشيه.

تركيا دخلت التاريخ عبر بوابة فلسطين، ومصر خرجت منها مع الأسف، فكم من مريض قتله الانتظار على المعابر المُغلقة؟

وكم من ملهوفٍ ضاعت استغاثاته وآماله؟
فهل من أسطول حرية عربي لكسر الحصار عن غزة !!!!