الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٣٨ مساءً

بين جنون هتلر وعبد الملك الحوثي!

نبيل سبيع
الاثنين ، ٢٧ يوليو ٢٠١٥ الساعة ٠٧:٣٩ مساءً
دفعت ألمانيا ثمنا باهضا بسبب ذراع هتلر الممدودة في الهواء بتحيته النازية الشهيرة التي لم تعكس عظمة الشعب الألماني قدرما عكست جنون عظمة هتلر. وستدفع اليمن ثمنا باهضا بسبب إصبع عبدالملك الحوثي الذي ظل يلوح به في وجه كل اليمنيين وكل العالم متحديا ومهددا الجميع بحرب مؤلمة لا تنتهي من أجل الانتصار لـ"الشعب اليمني العظيم" الذي يبدو واضحا أنه لن يخرج من حروب الحوثي المؤلمة إلا وقد فقد كونه "شعبا" ناهيك عن كونه "عظيما" وليس لديه من "العظمة" ما يتذكره أبدا سوى رصيد مهول من الخسارات العظيمة والأحزان العظيمة والمآسي العظيمة وجنون عظمة "السيد"!

***
وبالرغم من مساوئ هتلر، إلا أن الفارق بينه وبين عبدالملك يظل كبيرا جدا:
فهتلر تحدى العالم وحارب العالم فعلا، في حين أن عبدالملك تحدى العالم وحارب اليمنيين!

وهتلر تحدى العالم لأنه غزا أغلب البلدان الأوروبية مع الاتحاد السوفيتي وأراد أن يخضعها ويخضع العالم كله لألمانيا ودولة الرايخ الثالث التي كانت تضم بلدانا وشعوبا أخرى غير ألمانيا، في حين أن عبدالملك تحدى العالم لأنه غزا اليمن وأراد أن يخضع كل المحافظات اليمنية مع الدولة اليمنية لجماعته هو، جماعته السلالية الضيقة، وليس "شعبه اليمني العظيم" كله.

وفي نهاية المطاف، وبالرغم من كل مساوئ هتلر ومخاطر أيديولوجيته النازية التي تعلي من شأن "العرق الآري" فوق سائر أعراق البشر، فإنه يظل متقدما على عبدالملك حتى في هذه النقطة الشوفينية الكارثية:
فهتلر تحدى العالم وحاربه لأنه يؤمن بأن "العرق الآري" والشعب الألماني (الذي ينتمي للعرق الآري مع بقية شعوب وبلدان الرايخ الثالث تقريبا) يجب أن يسودا على بقية الأعراق والشعوب في مختلف أصقاع العالم، في حين أن عبدالملك تحدى العالم وحارب اليمنيين لأنه يؤمن أن "العرق الهاشمي" الذي ينتمي له هو وجزء من جماعته (وليس جماعته كلها) يجب أن يسود على مختلف جماعات وشرائح الشعب اليمني!

من فضلكم، لا تشبهوا الحوثي بهتلر!
ففي هذا التشبيه، إساءة بالغة لأحدهما.

من حائطه على الفيس بوك