السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٨ صباحاً

اليمن شعب بلا دولة تحكمه المليشيات

احمد الزرقة
الأحد ، ٠٢ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ٠٣:٢٨ صباحاً
تعتزم الحكومة اليمنية العودة إلى مدينة عدن في إشارة واضحة إلى أن المدينة التي تحررت من سطوة المليشيا باتت جاهزة لأن تكون قاعدة العمليات الخاصة باستعادة البلاد من هيمنة الحوثيين وحليفهم.

تتبدد المخاوف يوماً بعد آخر وتتلاشى فرص بقاء البلاد تحت أسر الحوثيين، الذين وقعوا في فخ نصب حولهم بإحكام فكانوا أداة بيد غيرهم وتم إنهاء الحلم الحوثي في غمضة عين، غير أن كلفة إنهاء هذه المغامرة كانت باهظة ومكلفة.
منذ تسربت مدينة عدن من بين أصابع مليشيا المخلوع صالح فقد الحوثيون وصالح بوصلتهم وزمام المبادرة وتحولوا من مربع الفعل الى مربع رد الفعل وكلما ابتعدوا عن عدن كلما اتجهوا لممارسة الكثير من العنف والدمار على بقية المناطق.

لا عاصم اليوم للحوثيين من الهزيمة وماكان ديناً لدى المليشيا سيتم استعادته أضعافا مضاعفة لكن كل ذلك سيكون على حساب البلاد ومستقبل روحها وإمكانية إعادة الأمور فيها الى ما قبل تاريخ دخول المليشيا لصنعاء وانقضاضها على الدولة في واحد وعشرين سبتمبر أيلول الماضي.

تتزايد المخاوف لدى المليشيا بشكل كبير من تسرب بقية المناطق من تحت سيطرتها خصوصاً مع تزايد حالات السخط الشعبي ورفض الكثير من القبائل الاستمرار في الحشد والتجنيد لصالح المليشيا بسبب عودة المئات من أبناء تلك القبائل محمولين في توابيت.

يدرك الحوثيون أن المعركة القادمة ستكون في قلب مناطق نفوذهم وأن هناك الكثير ممن يتربصون بهم وكانوا فريسة للمليشيا التابعة لهم خلال فترات سابقة، حيث أوغل الحوثيون في عقوبة خصومهم بشكل غير مسبوق وصل للتنكيل بهم وتفجير منازلهم، بالإضافة لتهجير مناطق بأكملها.

تشدد المليشيا قبضتها على صنعاء اليوم وبقية المناطق المحيطة بها وتفرض إجراءات رقابة مشددة ونقاط تفتيش في العاصمة ومحيطها بدعاوى ومبررات أمنية في وضع غير مألوف جعلها لا تعرف من أين تأتي الضربة المقبلة، خصوصاً مع الإعلان عن تدشين المقاومة في إقليم أزال وتنفيذ عمليات تستهدف المليشيا ومقراتها في كل من ذمار وصنعاء وعمران .

حصاد مر ينتظر اليمنيين ولم تحاول المليشيا تفاديه بل كانت تعتقد أنه لن يأتي قريباً ومع ذلك مازالت تقامر وتكابر وتراوغ غير مدركة أنه كلما تأخر وقت السقوط زادت كلفته.

توقفت المسارات السياسية وفقدت خارطة الطريق التي عمل العالم على محاولة رسمها في البلاد لأكثر من أربع سنوات وتراجع سقف الحلول، ولم يعد يتسع لغير قرارات مجلس الأمن أو استمرار فوهة البندقية بيد المليشيا مصوبة نحو صدور اليمنيين، حتى هذه لم تعد خياراً للأبد.