الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٢ صباحاً

قصة استعادة ‏سبتمبر العظيم

عبد السلام محمد
الاربعاء ، ٠٢ سبتمبر ٢٠١٥ الساعة ٠٩:٣٧ صباحاً
ثورة سبتمبر 1962م شكلت خارطة نظرية تحررية للشعب اليمني؛ لكن ظلت الإمامة النظام العميق الذي ينخر في الجمهورية.
كانت عصابة الامامة في الحكم تمنع أي خطوة للجمهورية إلى الأمام.. فقط كانت تحركنا للإمام.. كانت تعرقل أي تحرك لكرامة للإنسان اليمني .. كانت تعبث بالأمن والاستقرار .. كانت تفسد وتدعم الفساد لتظل عصابة الإمامة تنهب خيرات البلد وترمي الفتات للشعب!!
فقدت هذه العصابة بيئتها الخاضنة وسط الشعب اليمني حتى وجدتها في نظام صالح وحزبه؛ فسارعت لتقديم خدماتها مقابل مصلحة البقاء والتمدد في الدولة.
وحين وجدت صالح يبحث عن أدوات لتمرير التوريث ؛ قبلت أن تكون الأداة المناسبة فتحولت عصابة الإمامة إلى تيارين الأول عسكري انقسم إلى ميلشاوي عبر حركة الحوثي ونظامي عبر اختراق الحرس الجمهوري؛ وقسم سياسي جزء قاد المؤتمر الشعبي العام ومنظمات المجتمع المدني وارتقى سلم الدبلوماسية وجزء شكل أحزاب أسرية معارضة ومعيقة للمعارضة السياسية الحقيقية !!
في فبراير 2011 اكتشف اليمنيون أن صالح أسقط ثورتي سبتمبر واكتوبر وأعاد الإمامة بصورة أخرى ؛ حيث وضع اليمنيين والجوار الخليجي والعالم بين خيارات قبولهم به إماما ونجله حاكما أو سيتحالف مع ايران الفوضى ويرسل لنا جماعات العنف المسلحة القاعدة والحوثيين !!
ولأن التنسيق كان مع الإماميين المدعومين من طهران هو التنسيق الاستراتيجي فقد دفع البلاد بالانقلاب على كل التوافقات بعد أشهر من مسرحية تسليم السلطة فانقلب على الدولة والرئيس وسلم الجيش والأمن لميلشيات الإمامة !!
كان صالح بانقلابه يخدم ثورة سبتمبر دون أن يشعر فقد دفع بنظامه العسكري ونظام الإمامة العميق للإنكشاف؛ فلم يتحمل اليمنيون أن يروا تحالف الاستبداد والإمامة يعود لإهانة ثورة سبتمبر العظيمة؛ فتنادوا إلى الميادين واستعانوا بجيرانهم لإنقاذ المنطقة من فوضى إيران؛ فولدت المقاومة بدعم تحالف عربي وتشكلت نواة الجيش الوطني ؛ وسيستعيد اليمنيون عاصمتهم صنعاء ومعها كرامة سبتمبر العظيم !!

* من حائط الكاتب على موقع فيس بوك