الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٢١ صباحاً

وصيتي للحوثيين...سفينة النجاة لهم ولليمن

علي البخيتي
الأحد ، ٠٤ اكتوبر ٢٠١٥ الساعة ٠٩:٤٥ صباحاً
أعرف أن العالم ضدكم، وأعرف أن العالم صامت عن ما يرتكبه العدوان بحق اليمنيين من جرائم، وأعرف أنه عدوان اجرامي ويقتل المدنيين ويدمر مؤسسات الدولة ويحاصر شعب بأكمله ولا يميز بين سلطة انقلابية وبين شعب ودولة ومؤسسات.

لكن عليكم أن تسألوا أنفسكم كذلك:
لماذا العالم ضدكم؟
لماذا أكثر من ثلثين الشعب ضدكم؟
لماذا حتى إيران وروسيا رفضت الاعتراف بسلطتكم؟

إذا أجبتم على الأسئلة أعلاه ستتمكنون من تحسين صورتكم في الداخل وأمام العالم وستسحبون الذريعة والمشروعية من أي عدوان عليكم وعلى اليمن.
كانت أمريكا وما زالت ضد كوبا، لكنها لم تعتدي عليا او تحتلها، كانت أمريكا وما زالت ضد إيران الخميني، لكنها لم تعتدي عليها أو تحتلها، كانت أمريكا وما زالت ضد فنزويلا والرئيس الراحل شافيز وضد خلفة، لكنها لم تعتدي عليها أو تحتلها.
تلك الدول لم تعتدي على أحد، ولم تعطي ذريعة لأحد لكي يستهدفها، ومارست السياسة بنضج وخرجت من أزمات خطرة باستخدام الحكمة والصبر والنفس الطويل، وأنتم اطلقتم العنان لغبائكم وهمجيتكم وشاصاتكم التي جابت اليمن من شرقه الى غربة ومن شماله الى جنوبه دون وضع اعتبار للقوى الأخرى وللحساسيات المذهبية والمناطقية، ودون وضع اعتبار للصراع المشتعل في المنطقة، ولنظرة الجيران لكم وحساسيتهم منكم، وانقلبتم على النظام، واقصيتم حتى القوى السياسية التي كانت تقف على الحياد، وحاولتم التفرد بالحكم عبر خطوات مجنونة أحادية وغبية، مثل الاعلان الدستوري واللجنة الثورية، ولو درستم تلك الخطوات والتصرفات الرعناء قبل الإعلان عنها ما تورطتم بها.
لماذا أقول أنها خطوات رعناء وغبية؟، لأنها لم تخضع لأي دراسة لتعرفوا مخاطرها وعيوبها ومدى إمكانية نجاحها، ودليل غباء تلك الخطوات أن اقرب حلفائكم –روسيا وايران وحتى سوريا- رفضوا الاعتراف بها.
يكفي غباء وتحميل العالم مسؤولية افعالكم، عليكم مراجعة تصرفاتكم والاعتراف بالأخطاء، والشروع في خطوات وإجراءات أحادية من قبلكم تخففون بها مستوى الاحتقان وتثبتون أنكم تغيرتم، وأنكم مستعدون لحوار جاد مع خصومكم.
هناك إجراءات إذا اتخذتموها ستكون المفتاح لحل الأزمة وسفينة نجاة اليمن ونجاتكم، وستساهم في أن تغير الكثير من القوى المحلية والدولية نظرتهم اليكم:
1- وقف الحرب في تعز وبقية جبهات الحروب الداخلية والاكتفاء بالدفاع عن النفس عند الضرورة لحين فض الاشتباك وإيجاد تسوية سياسية.
2- إطلاق كل المختطفين السياسيين، أو كشف مصيرهم، وعلى رأسهم محمد قحطان والدكتور عبدالرزاق الأشول والدكتور عبدالقادر الجنيد، وكذلك اطلاق سراح الإعلاميين وأصحاب الرأي فوراً.
3- إطلاق اللواء محمود الصبيحي وفيصل رجب وناصر منصور هادي.
4- الانسحاب الفوري وغير المشروط من كل مقرات حزب الإصلاح.
5- الانسحاب الفوري وغير المشروط من كل المؤسسات التعليمية والمساجد والمؤسسات التجارية وكل ما تم الاستيلاء عليه من أملاك الغير.
6- تسليم كل المنازل التابعة لخصومكم السياسيين واخلائها بشكل فوري.
7- تسليم كل مقرات وسائل الاعلام التي سيطرتم عليها وإعادة كل ما نهبتموه منها.
8- الاعتذار عن كل عمليات تفجير وتفخيخ البيوت والمراكز التعليمية التابعة لخصومكم والتعهد بإيجاد آلية لإعادة بنائها.
9- التعهد بإيجاد آلية لإعادة كل ما نهبتموه من أملاك وبيوت خصومكم السياسيين ومقراتهم الحزبية ومؤسساتهم التجارية.
ما سبق مجرد إجراءات وخطوات بناء ثقة، يلزمكم تنفيذها قبل الشروع في أية مفاوضات أو حوار، فكلها متعلقة بحقوق وأملاك خاصة، لا يجوز أن تكون جزء من أي عملية تفاوض، وبعد تنفيذكم تلك الخطوات يمكن معها أن نصدق أنكم أصبحتم جاهزين ومؤهلين لحوار ومفاوضات جادة ومثمرة، وعندها سيتعاطف الكثير معكم، في الداخل والخارج، ولن يبقى العالم كما هو اليوم ضدكم، فسفينة النجاة لكم ولليمن ليست الكتاب والعترة بل السياسة والقبول بالآخر والشراكة الحقيقية معه.

"من السهل القاء المسؤولية على الآخرين،

لكن غالباً ما نكون نحن السبب في ما يحصل لنا".

* من مدونة الكاتب على شبكة الإنترنيت