الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:١٤ صباحاً

نزيف دم مستمر لأكثر من 6 أشهر

خالد القح
الثلاثاء ، ١٣ اكتوبر ٢٠١٥ الساعة ٠٣:١٤ مساءً
أكثر من ستة اشهر والدم اليمني ينزف دون توقف. لم يكترث لنزيفه أحد.

الكل يقاتل من أجل ماذ
لا أعلم.
في تاريخ الحروب بشكل عام يكون الضحية الأول هو المواطن البريء. فيشرد ويسفك دمه وليس له ذنب إلا إنه بريء.
يالله ؟

ماذنبنا ؟ ما جرمنا؟ لماذا نحن ونحن فقط؟
في إحدى الليالي يهاتفني صديقي عبدالعزيز إبن بني مطر .

سررت بمكالمته لكني تمنيت في نهايتها ليته لم يتصل، لم يذكرني. .
بدأ عبدالعزيز كعادته يلطف الأجواء بكلماته المضحكة لكني أحسست من صوته بحزن يسكن بين اضلعه.
ما بك ؟

يرد عليا أنا في الحديدة كانت الساعة تقارب منتصف الليل .

يحدثني عن وضع إنساني مزري .
لاتوجد خدمات لا مشتقات نفطية لا كهرباء لا مواصلات كل مقومات الحياة شبه معدومة.

من نبرة صوته أحسست بحزن كبير بين اضلع الرجل.
قال لي الكل يقتل المواطن فقوات التحالف تقصف ولم تحقق أهدافها المنشودة بل تقتل المواطن وتدمر بنيته التحتية بينما المقاتلون يسرحون ويمرحون في الشوارع. !
والانقلابيين يعثون في الأرض فسادا.
زادة نسبة المحتاجين فأصبحت كل الوسائل حلال كي يسدون رمق جوعهم.

في الحديدة درجة حرارة عالية جدا ورطوبه عاليه جدا وأهلها يعيشون هذه الأجواء.
حدثني صديق آخر بأن هناك من تقرحت أجسادهم من شدة ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة في آن واحد.
الخدمات الصحية شبه معدومه هي الأخرى.
مراكز الكلى والأورام السرطانية والقلب وغيرها توقفت لعدم وجود مادة الديزل.
المنظمات الإغاثة الإنسانية
والجمعيات الخيرية هي الأخرى غائبة.

المواطنون والمواطنون فقط يصارعون من أجل البقاء.
الكل يشاهد المواطن المغلوب على أمره ويستمتعون بموته البطيء .
لن اسرد لكم ما قاله لي صديقي عن تلك العجوز التي تبحث عن طعام يسد رمق جوعها.
ولا عن ذاك الطفل الذي يداوم في البحر من بزوغ الشمس حتى غروبها كي يصطاد سمكة يسد بها رمق جوعه.
كان عبدالعزيز يسرد لي أهوال شاهدها في الحديدة .
كنت صامتا مكبل ماذا أعمل لست من أصحاب الأموال حتى اعمل شيء .

يبدو بأن صديقي موجع مما شاهدة وفي لحظة يتحول إلى تعز.
تعز يا وجعي الكبير.
قال لي يباع هناك الماء في السوق السوداء
مليشيا الجهل والتخلف تمنع عنهم الماء والكهرباء والمشتقات النفطية
تقصف المستشفيات الحكومية والخاصة.
لم تكتفي بذلك.

بل تهدم المنازل على رؤوس قاطنيها بضرب عشوائي لا هواده فيه.

الدور الحكومي! !
أين حكومة الفنادق مما يجري ؟ما الجرم التي اقترفه المواطن حتى يتم خذلانهم.

جرحى تعز يتم ارجاعهم من مشارف عدن!
مدينة محاصرة ومكبلة وليس لها نصيب من حكومة فنادق الرياض إلا شهادة نائب الرئيس التي منحها لتعز بأنها محافظة منكوبه!
انقذوا تعز قبل فوات الأوان يا اوباش فقد بلغ السيل الزبى