الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٤٥ مساءً

رسالة الى سيد أنصار الله "الحوثيين"

علي البخيتي
الاربعاء ، ١٨ نوفمبر ٢٠١٥ الساعة ١٢:٠٧ مساءً
الأخ عبدالملك الحوثي:
ثورتكم "الحُسينية" لا تنطلق من فكر انساني بل من فكر ديني مذهبي عصبوي فلا تتوقع من المختلفين معكم مذهبياً أو فكرياً أن يلتحقوا بكم، مهما غلفتم خطابكم المذهبي بغلاف وطني، فسياستكم الإقصائية على الأرض لكل من هو مختلف معكم وعلى كل المستويات، السياسية والفكرية والعقدية، والذي ظهر جلياً منذ 21 سبتمبر 2014م هو المحدد لرسم صورتكم في وعي الناس، وليست الرؤية السياسية الحداثية التي تقدمتم بها في الحوار، أو خطاباتك من على شاشة المسيرة.

الأخ عبدالملك الحوثي:
الشعب اليمني العظيم –من صعدة الى عدن ومن الحديدة الى المهرة- الذي تتحدث عنه في غالبيته العظمى ضدكم ولا يعترف بثورتكم ولا بعيدكم الوطني الجديد "21 سبتمبر"، الذي تسعون لترسيخه في الوعي العام كبديل ليوم "26 سبتمبر".

الأخ عبدالملك الحوثي:
قاتلنا سياسياً واعلامياً منذ 2007م وسُجنا بسبب ذلك وتعرضنا للتنكيل حتى لا يستمر اقصائكم، فاذا بكم تُقصُون الجميع، سعينا عبر كتاباتنا لرسم صورة جميلة عنكم ليتم دمجكم في المجتمع من جديد بعد تشويهكم أثناء الحروب الست، فاذا بكم تسعون لدمج المجتمع اليمني بثقافته المتنوعة والعريقة في مجتمعكم وثقافتكم الخاصة المنغلقة، سعينا خلال مؤتمر الحوار لإيجاد نصوص تسمح باستيعاب جناحكم الأمني والعسكري في مؤسسات الدولة الرسمية، فاذا بكم تبتلعون المؤسسات الرسمية الأمنية والعسكرية وحتى المدنية وتسعون لاستيعابها في أجنحتكم البدائية.
الأخ عبدالملك الحوثي:
لا تصدق من حولك، ولا بعض النخبة الثورجية الذين يطلقون عليك "قائد الثورة"، فأمين عام حزب الله حسن نصر الله الذي حرر جنوب لبنان من الاسرائيليين لم يسمح بأن يُطلق عليه هذا الاسم "قائد الثورة"، أو يتعامل مع بقية اللبنانيين على اعتباره قائداً ثورياً لهم جميعاً، وحتى بعد سيطرة الحزب على بيروت في العام 2007م بعد مشاكل داخلية سلمها خلال ساعات لمؤسسات الدولة، ولم ينشر عناصره أو ينصب نقاطه أو يرفع شعاراته في أي حي من أحياء بيروت حتى في الضاحية الجنوبية، وأنتم حررتم حديقة الفرقة الأولى مدرع من أحد القادة العسكريين اليمنيين، واعتقلتم بدلاً عنها صنعاء حاضرة اليمن وعاصمتها، وصادرتموها ومؤسسات الدولة فيها لأفرادكم وجماعتكم، ورفعتم شعاراتكم واعلامكم، ونصبتم نقاطكم وصبغتم المساجد وسور صنعاء القديمة وبعض بيوتها بألوانكم، وانقلبتم على السلطة وعلى العملية السياسية وكل التوافقات، وجريتم البلد الى حرب أهلية أدت الى تدخل خارجي.
الأخ عبدالملك الحوثي:
لا تصدق بعض الكتاب الايرانيين ووسائل اعلامهم التي أطلقت عليك لقب "سيد الجزيرة العربية" بعد دخولكم صنعاء، فلم نقبل بك سيداً علينا حتى في المنطقة الزيدية داخل اليمن، ولن نقبل بأي سيد، فقد ولى ذلك العهد الى غير رجعة منذ بزوغ فجر ثورة 26 سبتمبر الخالدة، التي لو لم يكن لها من نجاح الا الغاء الطبقية داخل اليمن لكفاها ذلك الامتياز.

الأخ عبدالملك الحوثي:
أنت مواطن يمني، لك ما لنا وعليك ما علينا، لم ولن تكون سيداً الا على أتباعك ومُريديك ومن يعتقدون بقدسيتك، أنت سيد نعم، لكن على أنصار الله "الحوثيين" فقط، أما نحن فنعتبرك مواطن يمني لك حق الترشح في أي انتخابات قادمة، وستقف مثلك مثل أي مواطن في طابور الاقتراع، ولن تصل الى السلطة بغيرها ولو قَتَلتَنا جميعاً.

الأخ عبدالملك الحوثي:
لست الحسين ولا خصومك يزيد، لست علي ابن أبي طالب ولا نحن معاوية ابن أبي سفيان، لذلك علينا أن ننتقل معاً من عصر "الثورة الحُسينية" الى عصر "الثورة الرقمية"، من عصر "المسيرة القرآنية" الى عصر "المسيرة العلمية"، من عصر "حيا بداعي الموت" الى عصر "حيا بداعي الحياة والبناء والتطوير"، من عصر "الموت لأمريكا واللعنة على اليهود" الى عصر "السلام والتصالح مع العالم المختلف معنا دينياً"، من عصر "بندقي في يميني" الى عصر "قلمي ودفتري في يميني".

الأخ عبدالملك الحوثي:
لا مخرج لليمن الا بـ #‏صناعة_السلام، وثقافة الحياة والبناء والتعليم والتكنولوجيا، شبعنا موتاً وقتلاً وثورات ومقابر جماعية.

من صفحته على الفيس بوك