الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٧ صباحاً

ثورة فبراير.. من ثورة شعب إلى ثورة أمة

أحمد مكرد
الخميس ، ١١ فبراير ٢٠١٦ الساعة ١٠:٥٢ مساءً
الثورة الوحيدة التي أجبرت جميع الدول على الاعتراف بها وبشرعيتها كما أجبرت مختلف الحكومات على اعتبار علي عبدالله صالح "بالرئيس المخلوع"، بالرغم من وقوف عدد من الدول عائقا امام المطالب المشروعة لمعظم ثورات الربيع العربي وتحويلها إلى بلدان متجمدة من شدة برد الشتاء الظالم المنقلب على ثورة الشعب، إلا أنها وقفت عاجزة أمام الثورة اليمنية وأُجبرت إجباراً على الاعتراف بها.
رموز وشباب الثورات في مختلف بلدان الربيع العربي تم تهميشهم وإفشالهم بل وفي بعض الدول تم اعتقالهم ووصفهم بتهم واهية كالإرهاب والعمالة والخيانة وغيرها، إلا أن رموز الثورة اليمنية أصبحوا على رأس القيادة المحلية في مختلف المحافظات وأجهزة الدولة والعمليات العسكرية التي تجري برعاية دول مختلفة.
هنا الثورة اليمنية التي فرضت نفسها على الجميع هنا ثورة فبراير التي أجبرت بعض الدول التي حاولت الالتفاف عليها بالعودة والعدول عن قراراتها الخاطئة والاعتراف بها وبأنها المشروع الوحيد المنقذ لليمن.
لكن أيضا لم تجف بعد دماء شهداء جمعة الكرامة في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء ودماء الشباب الثائر في مختلف الساحات والشوارع وآثار الحريق لم تمتحي بعد من ساحة الحرية بمدينة تعز، ما زالت أرواح الشهداء تنادي بالمزيد من الانجازات وتحقيق جميع أهداف الثورة التي أُزهِقَت أرواحهم من أجلها، كما أن يقينهم وأيمانهم بشباب الثورة ما زال ثابتا في مكانه.
مرت 5 سنوات من الثورة إلا أن جسدي ما زال يشعر بسقيع الأرض التي نمت عليها ليلة جمعة الكرامة بجانب أخي الجريح الذي اخترقت رصاصة المجرم صدره لم أشعر بعد بالدفء.. متوقعا أن عودتي للعاصمة صنعاء بعد تحريرها ستخفف من برودة جسدي واستكمال بقية أهداف الثورة ستشعره بالدفء الكافي للتعافي من سقمه وألمه بسبب الأعمال الإجرامية للانقلاب المتهالك ضد الشعب الثائر.
مع مرور الذكرى الخامسة للثورة اليمنية ما زال شباب الثورة على عهدهم وقسمهم الذي رددوه باستمرار في مختلف الساحات بأنهم ماضون في طريق الثورة ولن يخذلوها ما داموا على قيد الحياة حالفين باسم الله الأعظم أن دمائهم رخيصة من أجل وطنهم وحريتهم، لكن هذه الذكرى تأتي وقد استبدل الشباب الساحات بجبهات القتال مترصدين خلف المتارس بدلا عن الخيام ومتعطشين لرائحة البارود بدلا عن الغازات السامة حاملين للسلاح بدلا من الورود لأن الطاغية وحلفائه رفضوا الرحيل بالورود والهتافات وطلبوا الرحيل على وقع طلقات الرصاص وأزيز الطائرات ودوي الانفجارات التي تدمر معاقلهم ليلة تلو الأخرى، رفض الطاغية أن يرحل على وقع ثورة شعب وأبى إلا أن تثور أمة لإسقاط مشروعه الإمامي الطائفي.
تتجلى كل يوم الانتصارات وتضيق الدائرة على الإنقلابيين وعما قريب ستبدأ مرحلة جديدة من مراحل ثورة فبراير وسيستمر زخمها حتى تحقيق أهدافها.