الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٥٨ مساءً

اليمن وخيار السلام بالقوة

حمود أبو طالب
الأحد ، ١٩ يونيو ٢٠١٦ الساعة ١١:٤٥ صباحاً
في ٧ يونيو رحب المبعوث الأممي للأزمة اليمنية بإفراج التحالف العربي عن ٥٢ طفلا جندتهم جماعة الحوثي وحلفاؤها للقتال في الحدود، وحيا جهود التحالف والحكومة اليمنية في دعم عمل المنظمات الإنسانية وفتح الممرات، ولكن في نفس اليوم أطلق المتحدث الرسمي لجماعة الحوثي تصريحا غوغائيا تهجم فيه على المملكة والتحالف، مدعيا أن الأطفال المطلق سراحهم كانوا مجرد متسللين من الحدود لاعلاقة لهم بالحرب، وأضاف إلى ذلك عبارات عدائية استفزازية تهجمية على المملكة والتحالف، كما أطلقت جماعة الحوثي في نفس اليوم مقذوفات وقعت في إحدى المدن السعودية الحدودية، في الوقت الذي كانت المفاوضات تجري في الكويت للبحث عن مخرج سلمي يعيد لليمن وئامه وسلامه وينقذه من شبح الضياع الذي يصر عليه الحوثيون وحلفاؤهم.
وقبل يومين حذر القيادي الحوثي علي البخيتي زعيم الحركة الحوثية من الاستمرار في عرقلة المشاورات السياسية، ومغبة تضليل وفده في المفاوضات بمعلومات غير صحيحة، ومؤكدا له أن المساعي السعودية والخليجية حقيقية ومخلصة لتحقيق تسوية تؤدي إلى سلام في اليمن، وأن هناك دعما دوليا وإقليميا منقطع النظير للتسوية السياسية وإجماعا على مرجعيتها، وهذا لا يتوفر في كثير من الأزمات المشتعلة ويجب توظيفه قبل فوات الأوان. فهل يا ترى يمكن الأمل أو الشعور بقدر من الثقة في أن الحوثيين يريدون حقا التسوية السياسية والسلام لليمن وإنقاذ شعبه الذي ما زال يدفع ثمنا مؤلما متزايدا كل يوم.
كل المعطيات منذ جولات المفاوضات في جنيف وانتهاء بسيناريو المفاوضات في الكويت تؤكد أن لهم مفاهيمهم الخاصة للسياسة ولهم مآربهم التي لا تضع في اعتبارها سلام اليمن وسلامته وطنا وشعبا. والحقيقة التي لا يصح إغفالها أن التعامل اللين للأمم المتحدة عبر مبعوثها مع جماعة الحوثيين والتساهل إزاء خروقاتهم وصلفهم زادهم تهورا وتماديا في تعقيد الأزمة بمحاولة فرض شروطهم الخاصة التي لا يمكن قبولها وتتعارض تماما مع مصلحة اليمن وجيرانه وأمنهم ومصالحهم الوطنية. كما أنهم يتعمدون إطالة الأزمة لزيادة الوضع الإنساني في اليمن سوءا من أجل توظيفه لصالحهم باتهام غيرهم بالزور والبهتان والزيف والتزوير. لقد قطعت عاصفة الحزم شوطا كبيرا وأوشكت على إنهاء الأزمة عسكريا، لكن الرغبة في الحل السياسي الذي كان الخيار الأول الذي سعت إليه المملكة ودول التحالف منذ البداية، هو ما أدى إلى إعطاء فرصة جديدة للحوثيين لبدء مفاوضات مع الحكومة الشرعية في الكويت، لكن إلى الآن لا تبدو الأمور مشجعة على التفاؤل.
لقد طال أمد الأزمة، وانتظر الكل الحكمة اليمانية لإنهائها، لكن يبدو أنه لا مكان لهذه الحكمة لدى من جعلوا اليمن وقودا لنزق طموحهم السياسي الذي لو تحقق سوف يجر اليمن إلى ضياع كامل، ولذلك هل يمكن القول الآن وبعد كل ما حدث، إنه لا سبيل لإنقاذ اليمن إلا بالقوة؟

"نقلا عن عكاظ"