الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١٦ صباحاً

عن مجد سبتمبر العظيم!

أنور الحذيفي
السبت ، ٠١ اكتوبر ٢٠١٦ الساعة ٠٥:٢٢ مساءً
هاانا احاول ان احتفي به ابتهاجا بجميل ما قدمه لنا لكن ثمة شعور غريب يتملكني وانا اعيش اللحظه التي مثلت حدثا فارقا في التاريخ اليمني المعاصر .

انها مفارقات عجيبه اذ كيف للفرح والحزن كاشعورين مختلفين متناقضين ان يجتمعا في نفسا بشرية واحدة في وقت واحد ...ويالها من حالة صعبة تلك التي تحاول فيها ان تفرح ثم لاتستطيع .

منذ الاول من سبتمبر وانا احضر نفسي للاحتفال به اذ جرت العادة ان نحتفل بعيد الثورة وعلي طريقتنا نحن ابناء الريف اذ نقوم وبلهفة كبيرة وبتشجيع من الامهات والاباء بصنع عجينة كبيرة من الرماد المخلوط بكروسين فداء وتضحيات رجالات سبتمبر ثم ننشرها وبتنسيق محكم علي حواف الاسطح من ثلاث او اربع جهات ليشعل سبتمبر كعادته الفرحة في نفوسنا.
كان هذا في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي.

كبرنا وكبر ت معنا احلاما وطنية كانت بضخامة الوطن المنكوب دوما بابنائه !

وامام سيل الاحباطات الذي انتجته محاولة النكوص والانقلاب علي خيارات الشعب ينتابك شعور وانت تخوض حرب الدفاع عن قيم الجمهورية باننا جيل فشل ان يتعلم كيف تتقن الشعوب تخليد رموزها الوطنية
وكيف تصنع سياجا من القداسة حول قيمها و مكتسباتها تمنع به الموتورين والمقامرين من الاقتراب من خياراتها .

ولعل هذا الاحساس المليئ بالخذلان لاعلام الحركة الوطنية صار ملازما لي منذ ان وعيت نضالات الرعيل الاول من الشهداء الذين قطعت رؤسهم في صنعاء وحجة وتعز عقب فشل انقلاب ٤٨

ومن الموكد ان عدم إحيا ذكرى سبتمبر بما يليق به كحدث عظيم استطاع ان يغيير في البنى الاجتماعية والثقافية والاقتصادية ويغير نمط حياة اليمنين قد مثل صدمة كبيرة هزت الوجدان اليمنيي .