لماذا تجوع ولا تصرخ، من حدّثك ان الشعور الفيزيقي بالجوع عيب ومنقصة؟ اذا ما طالبك ولدك بلعبة، وسمعت طفلتك تبكي في الليل بدون حليب، وفي الصباح صحوت تتحس جيبك ولم تجد ثمنا للرغيف!
يمكنك لحظتها، اعني يمكنك الان ان تعوي، أليس كذلك؟
هذا المساء لديّ نزعة مشتعلة للتحرر من الخطاب الوجداني، تجاه كل شيء، اريد الالتحام مع التشريح العلمي والنفسي للواقع، اجدني بحاجة ملحة للبحث عن ما يقوله علماء السوسيولوجيا (الاجتماع )عن " الجوع" والثورة فمثلاً :
هناك مجتمع في صنعاء يعيش لثلاثة اشهر دونما راتب، ما الذي يدفع المجتمع للعيش في حالة من الخدر الجماعي بدلاً من احداث فعل والنزول إلى الشارع؟
هل تعاني صنعاء من تركيبة مجتمعية رخوة وبنية معرفية محاصرة بالخوف؛ تمنعها من احداث ردة فعل تجاه حالة التردي المخيف للوضع الانساني؟
لا نتحدث عن الخروج السياسي ضد سلطة الامر الواقع /الحوثيين، نحن نتحدث عن احتجاجات شعبوية يقوم بها جمهور من مختلف الاتجاهات السياسية، وفي هذه يشترك الحوثي مع الاصلاحي مع الاشتراكي مع المؤتمري، مع عامل النظافة و بائع الخضار..
السؤال : لماذا لا تنفجر صنعاء بحثاً عن الطعام؟