السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٢٥ صباحاً

هل يسقط الاخوان المسلمين

فضل عبدالكريم الجهمي
الاثنين ، ٠٨ يوليو ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
ليس لدى الاخوان المسلمين برنامج دنيوي اي نظرية بشرية يمكن ان يعتمل بهاء او يسير على اثرها السائرين ومن ثم تتضح خطئها من صوابها بفعل انتقال العمل من التنظير الى التطبيق.

برنامج الاخوان المسلمين يتمثل في القران والسنة وتطبيق ما جاء فيهما على ارض الواقع مع الاخذ بعين الاعتبار خصوصيات الزمان والمكان والاقتداء بأعمال الخلفاء الراشدين ومن تبعهم من الصالحين وهو ما يحتم على الاخوان جيلا وراء جيل السير نحو تحقيق الاهداف والطموحات وهذا ليس برغبة دنيوية انية ولكنه عملا طويلا فيه طاعة لله ومرضاة له.

وبما ان الاخوان المسلمين مستمدين نهجهم من كتاب الله سبحانه وتعالى ومن سنة نبيه عليه افضل الصلوات والتسليم فانه لا خوف عليهم من السقوط ولا هم يحزنون.

وبحسب منطق زماننا فان الوصول الى الحكم حق شرعي طالما كان هذا الوصول تجسيدا لقناعة الغالبية من الجمهور وهذا ما لا يتعارض مع الشريعة الاسلامية بل وتطويرا لمبدأ التشاور في الامر ))وأمرهم شورى بينهم (( ومبدأ حسن اختيار الحاكم ( الخليفة ) ويتجسد هذا التطوير في اسلوب التشاور من خلال الاستفادة من تطور العلم وتطور اساليب العمل والتواصل التي سهلت عملية التشاور وإبداء الرأي فيما يتعلق بموضوع معين وتحت مسمى الاستفتاء وكذلك فان اختيار الحاكم لم يخرج عن هذا المبدأ فعملية الانتخابات هيا بمثابة الختياروالمبايعة للحاكم الجديد ولكن وفقا ولغة وأسلوب هذا العصر.

وما حدث للإخوان المسلمين في مصر ما هيا إلا كبوة وانتكاسة صنعها الاخوان لأنفسهم بفعل حداثة عهدهم في الحكم وبفعل عدم ادراكهم حجم التحديات والمؤامرات التي ستواجه مشروعهم الاسلامي الحداثي الذي يحاكي المشروع الاسلامي التركي القائم على العدالة والمساواة والعمل والانجاز والمحاسبة وليس على الطاعة العمياء لولي الامر الجاهل الامي المفروض على الامة الذي تستمر فروض الطاعة له وهو على سرير المرض لا يفقه شيا مما يقال له ولا يدرك شيئا مما حوله وهيا طاعة عميا اشبه ما تكون بعبادة للأوثان وليس بطاعة لولي الامر العالم الحالم الذي اختاره الشعب والذي في مقدوره أي الشعب محاسبته وعزلة.

ان ما حدث في مصر وما سيحدث ما هيا إلا دروسا وعبر لا تؤدي بالضرورة الى القضاء على جماعة الاخوان المسلمين او حتى اضعاف دورها وإنما هيا محطة جديدة لمراجعة شاملة ومن ثم انطلاقة جديدة وبأدوات ووسائل وعقول جديدة ستؤدي وبكل تأكيد الى انتصار لهذا المشروع طالما ادركت الجماعة بان الحروب هيا معارك متعددة فقد تكسب معركة ولكنك تخسر الحرب وقد تخسر في معركة او حتى عدت معارك ولكنك في الاخير تكسب الحرب.