يرى رؤيا في منامه ، يرى أباه : ينزل ويقبل ركبته ويقول قلت لهم انك ما مت يا أبي ما صدقوني
يضحك ابوه ويقول فديت ولدي الطائع
يبكي الابن : من حين ماتت زوجتي خديجة بالسرطان وأنا لوحدي
الأب : وأولادك الأربعة أين هم ؟
ـ أولادي في عالم غير العالم يا ابي
ليتني تلفون محمول ويحملوني
ليتني كمبيوتر طول الوقت يطالعوني
ليتهم يعتبروني قوقل ويبحثوا في قلبي ويحسوا بي
أو حتى واتس آب يراسلوني
ـ أنت أب
ـ أنا أب وتمنيت أني ماكنتوش
ـ ولدي إذا أولادك فضلوا الأجهزة عليك وأدمنوها
فهذه مشكلتك المفروض تراقبهم وترشدهم وتوجههم
العالم أصبح مفتوح وهم غير محصنين ثقافيا
زمان كنت امنعك من مسايرة أصدقاء السوء في الحارة أو المدرسة أو غيرها
اليوم أصدقاء السوء يأتوهم من كل مكان تلفونات وكمبيوتر وكل شيء
ـ كيف أسوي يا أبي أفكر امنعهم من هذه الوسائل واحظرها عليهم
ـ هذه مشكلتك يا أما تمنع يا أما تتساهل
ـ طيب ايش الحل ؟
ـ الحل في : رقابة ، وترشيد ، وتوجيه
ـ أنا نفسي ما افهمش في هذه الوسائل فكيف أرشدهم وأوجههم في شيء ما اعرفه
ـ اعرفها وافهم فيها واعرف الايجابيات وعززها واعرف السلبيات وعلمهم يتجنبوها ويحذروا منها
ـ تقصد أخوفهم
ـ أقولك فهمهم كيف يستخدموا هذه التكنولوجيا صح ؟ مش تخوفهم وتفقدهم ثقتهم بأنفسهم وتخليهم يتمردوا بالسر ويكذبوا عليك أبنائك رعيتك وأنت مسؤول عنهم والباب هذا لما يفتح على مصراعيه بيحمل الخطر لهم ويدمر حياتهم وصحتهم
كم يا بنات ضحكوا عليهن شباب بحجة الحب ودمروا حياتهن ؟ كم يا أباء وأمهات اكتشفوا انهم فاشلين في تربية أبنائهم عندما انصدموا بأشياء ما كانوا متوقعينها منهم
كم يا استغلال وابتزاز وتشهير وتدمير أسر وانحرافات بسبب الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا ..
ـ معقول يا أبي كل هذا ؟
ـ ايوه معقول ونص ، الشباب يعانون من البطالة والفراغ العاطفي يبحثون عن أي شيء يملأ هذا الفراغ ..
والأطفال والمراهقون يحصلون على تنشئة تلوث أفكارهم وقيمهم
العالم هذا مفتوح على كل شيء جرائم وثقافات مدمرة
وهذا الطفل أو الشاب أو المراهق ما عنده تجربة بالحياة والواجب علينا كأسرة نرشده ونوجهه كيف يستخدمها استخدام صحيح ، هذه الأجهزة المفروض تقربنا وتنفعنا لا تعزلنا ولا تدمر صحتنا ولا تنسف أخلاقنا وقيمنا.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين