الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٥٦ مساءً

أُكِلنا يوم أُكِل القُشيبي وعمران

عبد الخالق عطشان
الاربعاء ، ٠٩ يوليو ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
هولاكوا وهتلر ومعهما بقية المهووسين بحكم العالم كانوا على قدر عال من الصراحة والوضوح من الحوثي - الذي يدعي المظلومية في حربه والدفاع عن الزيديه - فلم يتمترسوا بأهداف تضليلية ولا بحق إلهي لاجتياح المناطق والدول وإنما اعلنوها صراحة أنهم يريدون الإستيلاء والهيمنة على العالم مهما كانت التضحيات ولذلك فقد نجم عن استخدامهم للقوة المفرطة خلق حاله من الرعب والهلع وبعدها نقمة وسخطا عند ضحاياهم والذين كانوا ينزحون من مساكنهم قبل وصول الآلة الإرهابية والتدميرية لأولئك المجرمين من ظنوا أن زعامة العالم وسيلتها الحديد والنار ومع ذلك فقد سقطت تلك الزعامات بنفس الوسائل التي استخدمها أولئك المجرمون.

تكتيك (أفضل وسيلة للدفاع هو الهجوم) هوالتكتيك الذي يسير عليه الحوثي ، يهاجم في كل الجبهات يحتل قرى ،مؤسسات حكومية ، يستولي على منابع الماء ، يقطع الطرقات بنقاط التفتيش ، يقطع الكهرباء ، يفتح أكثر من جبهة في المنطقة الواحدة ، يحاور ويبعث بمحاوريه إلى صنعاء وعمران في النهار ويعودون الليل لقيادة للجهاد المقدس ، يوقع على الإتفاقات ويرتضي الصلح لا حقنا للدماء وإنما لإعداد العدة و إعادة الكَرّة ، في المناطق التي لا يخوض فيها حربا يبعث بعصابات تُدعى طلبة العلم فيوقضون الفتنة ( يتحرشون بالمصلين وأئمة المسجد في جدلِ يُفضي إلى مناوشات وتلاسن وعراك يهدفون من ذلك إن لم يستطيعوا إغلاق المسجد فإزاحة إمامه أو خطيبه المعتمدان من الدولة هو أدنى غايتهم ويزيدون على ذلك هو إلغاء صلاة التراويح )
التدافع على الموت والذي تقوم به المجاميع الحوثية والتي توضح ذلك بعض المصادر أن قتلى الحوثي بالجُملة هو من إحدى التكتيكات التي يستخدمها فهو يدفع بمقاتليه والذين أغلبهم من الفتية وصغار السن واللذين يجيدون التسديد بحناجرهم وإطلاق الصرخة أكثر من تسديدهم وضربهم على الزناد ، يقف جنود الدولة مذهولين أمام الرغبة الجامحة لتلك المجاميع الحوثية التي تتدافع كالفراش لتحرق نفسها غير آبهة بمصيرها والتي ترى في جنود الدولة صور المارنز الأمريكي وفوق ذلك الجندي اليمني شبح سيدهم حسين يدعوهم إلى جنات النعيم وبجواره مجموعة من الحوريات قد مددن أيديهن أن (هيتَ لكم يا أنصار الله)..

حين سقطت صعدة في يد الحوثي بُرَر لذلك السقوط أن الحوثي استغل حالة الثورة وكيد صالح فاستلم صعدة بكل سهولة ويُسر أما الآن فـ(عمران) لامُبرر لسقوطها أو لإسقاطها أو لتركها تلقى مصرعها فعمران مهما يكن هي آخر أسوار الجمهورية الشمالية وأعتاها..

إن المشائخ اليوم والذين يصرخون اليوم أن عمران تتهاوى ويحصُرون جثث القتلى إنما هم سببٌ مباشر لما تلقاه عمران من بغي وعدوان حوثي فهم شركاء في الفعل والتواطؤ و التمالؤ ليس على قتل عمران فحسب وإنما على قتل الجمهوريه وحتما إنه مُصيبهم ماأصابوا به غيرهم وإن المكر السيئ لايحيق إلا بأهله..

لتعلم الدولة أنها قد أقامت الحجة على الباغي والمتمرد الحوثي ولا تحتاج إلى مزيد من إضاعة الوقت في جمع الإستدلالات على هذا التمرد فسيد الأدلة ماثل للعيان فالباغي قد أقبل من أطراف الجمهورية إلى بابها بل ويعبث ويتحكم ويتمترس في عمقها وعلى مقربة من مطارها وقوات احتياطها ..

أتمنى ألا يأتي اليوم الذي يقول فيه القادة والنُخب والساسة وأولي الأمر والعلم : [ أُكِلنا يوم أُكل القُشيبي وعمران ] وحينها ولاة ندم..