الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:١٥ صباحاً

هؤلاء غرماء القشيبي

عبد الخالق عطشان
الاثنين ، ١٤ يوليو ٢٠١٤ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
تذكرني أحداث عمران المتسارعة والمؤلمة والتي أفضت إلى مايشبه دور استلام وتسليم وبآليات رسمية و غير رسمية فاستلم الحوثي عمران وبسط هيبته فيها بخيلائه في نواحيها ومركزها وفي عمقها الأمني اللواء 310 والقوات الخاصة والشرطة العسكرية ، يذكرني هذا المشهد بتسليم بغداد في حين كانت الأنظار متجهة ليلة سقوط بغداد لمفاجآت الصحاف وظهور صدام في أحد شوارع بغداد لكن زاغت الأبصار صباحا حين رؤية القوات الأمريكية في جسور دجلة والفرات وقلب بغداد..

الخطاب الرسمي لماحدث لعمران لم يرتقي لمستوى الحدث الإجرامي ، خطاب الأحزاب كذلك ،خطاب المشترك ماعاد مُشتركا فخطاب الإصلاح انفرد بلهجة شديدة محملا الحوثي النتيجة ، خطاب الحوثي كان الأكثر جرأة وتهكما وصراحة محملا في طياته مزيدا من التحدي و الإستعلاء و التهديد والوعيد صراحة او ضمنا عبر ( العزي ، البخيتي ، عبدالسلام )..، الخطاب الدولي كان قد خلط السم بالعسل فكان الخليط للعامة والعسل للحوثي والسم للإصلاح ، خطاب المفسبكين هو ذلك الصوت الذي لايتعدى صفحاتهم واعجاب وتعليق بعضهم البعض..

القرارات الرئاسية بتغيير المقدشي والصوملي وتعيين الحاوري والحليلي لم تكن مفاجئة ولم تتخذ دون علم أطراف النزاع وإن كانت توافقية إلا أنه توافق بالإكراه الدولي عبر الرسول الخليجي صاحب المبادرة المشؤمة والشبيهة ب ( وعد بلفور ) واتفاقية (سايكس بيكو) وجميعها يفضى إلى الوصاية والإنتداب وأخيرا إلى ا الإستعمار بيد أنه اليوم استعمار عبر وكلاء الداخل وهم المسؤلون عن تسليم ( الخراج ) لتلك القوى الفاعلة في المبادرة ومعها إيران عدو أمريكا نهارا و عشيقتها ليلا.

الجميع يترقب سقوط صنعاء بيد الحوثي وينتظر الجحافل غير أن السقوط ماعاد بحاجة إلى جحافل بقدر ماهو بحاجة إلى بعض التعنتات والإشتراطات والإستفزازات والتهديدات وكلها ستفضي إلى اتفاق ليس لاغتصاب صنعاء أو الإستمتاع بها مدة معلومة وإنما زواج مشروع وبِولي وبشهود ومأمون شرعي يوثق هذا العقد في مجلس الأمن بالإضافة إلى دعوة لهذا الزفاف مكتوب في آخرها ( ممنوع ضرب النار) ، وستصبح صنعاء في نظر كل قوة أخذت نصيبها أنها هي العريس المناسب لها ، بيد أنها ( صنعاء) في نظر نفسها وبقية أبنائها الطيبين ليست إلا مغتصبة يمارس معها مجرموا السياسة الرذيلة بكل أصنافها مغلوبة على أمرها حين رأت تهاون الشرفاء والغيورين في حقها منذ التوقيع على المبادرة المشؤمة الغير مشروطة.. وماسيجري على صنعاء سيجري على أمها ( اليمن ) وقد جرى..

أخيرا المتعطشون لخبر البطل القشيبي فمكانه يعلمه أولئك الموقِعون على المبادرة والذين هم اليوم يمارسون الرذيلة السياسية بصنعاء وأمها ، فلاتتعبوا أنفسكم بالسؤال والبحث عنه فقد أفضى إلى ماقدم حيا أو ميتا وانتبهوا لوالدة القشيبي وأخته حفظهما الله من كيد الكائدين والمتواطئين والمتساهلين والبغاة المتمردين..
قال تعالى ( اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيْقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إلا بَأَهْلِه فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا )