الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤١ مساءً

ممولي داعش وتناقض المواقف في الجهاد

سليم السعداني
الاربعاء ، ٢٣ يوليو ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
شرق أوسط جديد ملبد بغيوم الخيانة والمكر تلهو به دولارات الخليج وأطماع الغرب لتحقيق المخطط الصهيوني في الاستحواذ على العرب والقضاء على ما تبقى لهم من كرامة ، ونحن اليوم نعيش مشهد الموت الدموي الذي يمارسه الإسرائليين في قطاع غزة من قتل وتدمير بكل آلة الدمار وبكافة الأسلحة الكيماوية والمحرمة يقف العرب بصمت وكأنهم يشاهدون أفلام كرتونية للتسلية لا أكثر وفي ظل هذا المشهد المأسوي في فلسطين ظهر لنا في العراق ما يعرف بتنظيم مسلحي " داعش " بفكر جهادي كما يزعمون وبلغة تكفير وإنتقام لكل من خالفهم الرأي والفكر أو المذهب ليبثون الرعب والقتل في صفوف أبناء الشعب العراقي الواحد منتهزين فرصة الدعم الخارجي الذي يتلقونه من دول كالسعودية وقطر ودول غربية ليتسلحوا بالمعدات والآليات واستقطاب الجماعات المسلحة لهم لقتال الجيش الوطني العراقي رافعين راية الخلافة والجهاد كل هذا فقط من أجل تقسيم العراق إلى ولايات ودويلات صغيرة لتمرير المخطط الصهيو أمريكي في إضعاف القوات العراقية ونهب وتدمير ثرواته . الموقف الخليجي في التمويل والدعم لمسلحي داعش بداعي وقف المد الثوري الإيراني وإقصاء الشيعة وكسر شوكة إيران تحت شعار الحفاظ على الدولة الإسلامية وأهمية الجهاد يتناقض مع موقفهم عما يحدث في غزة وفلسطين بشكل عام ، أليس من الأجدر بهم تسخير أموالهم ودعمهم وتبني الجهاد الحقيقي لنصرة فلسطين والشعب الفلسطيني المحاصر والذي يقتل كل يوم في غزة بكل دم بارد وصمت دولي يبارك ماتقوم به إسرائيل بينما نحن العرب نستمر بجبننا وعارنا وخذلانا لإشقائنا في فلسطين من خلال مد إسرائيل بنفط الخليج وصمتنا عن كل جرائم الإنسانية التي ترتكب كل يوم بحق الشعب الفلسطيني المقاوم الباحث عن استقلاله وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف . تباين المواقف في تبني الفكر الجهادي اصبحت واضحة للعيان فالسعودية دعت للجهاد في سوريا ضد بشار الأسد ولكنها ارتأت بأن دعم الجهاد في فلسطين لم يحن بعد فهاهي اليوم مشغولة بالجهاد في العراق عبر تغذية الصراعات ودعم المليشيات المسلحة للإقتتال بين أبناء الشعب العراقي وما مسلحي تنظيم " داعش " إلا نموذجاً للفكر الجهادي السلفي الذي تموله وترعاه السعودية وقطر في المنطقة . متى ستصحوا " داعش " من كذبتها وزيف كلامها الذي تدعيه بالجهاد ونصرة الإسلام ، هل قتال الشعب العراقي وإشعال فتيل الحرب ونار المذهبية والطائفية بين ابناء البلد الواحد هو الجهاد ! أم أن الجهاد الحقيقي هو قتال الإسرائليين وتبني مشروع المقاومة لتحرير فلسطين وكسر شوكة الكيان الصهيوني ووقف مخططه الاستعماري . نقف اليوم أما مشهد التناقض في الدعم والتبني للمشاريع الجهادية التكفيرية في المنطقة فالجهاد بالمفهوم السعودي القطري ليس جهاد ضد إسرائيل بل جهاد ضد المسلمين بمبررات واهية وأفكار ضعيفة مغلوطة . ليتحد الجميع في كشف مخطط داعش القاعدي وإفشال سيطرتها وتوسعها في المنقطة فبروز مناصرين لهما تحت رايتها في مصر ولبنان واليمن لزعزعة أمن واستقرار الدول يجعلنا جميعاً نقف بقوة وحزم ضد هذا الفكر الجهادي المغلوط الذي يتبنى وينفذ سياسات الغرب وبعض الدول الأخرى الراعية للصراعات والحروب في المنطقة . إن سيطرة " داعش "على المقرات الأمنية ونهب البنوك والمحلات التجارية وممارسة كل أنواع القتل والخراب والإغتصابات تحت داعي جهاد النكاح يظهر لنا وحشية هذا التنظيم المسلح ودناءة أعماله ومموليه الراعيين للإرهاب والقتل في المنطقة وبالتالي يجب على الدول الممولة لهم كالسعودية وقطر أو المتبنية لمشروع الدولة الكردية أن يوقفا الدعم والمساندة ويكفروا عن ما ارتكبوه بحق العراق وسوريا ودول أخرى من قتل ودمار بفعل فكرهم التشددي الحاضن لثقافة الموت والدمار بين أبناء الوطن الواحد .