الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٣٢ مساءً
السبت ، ٢٦ يوليو ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٥٦ صباحاً
سيهل العيد ولكن هل تهل معه الفرحة ؟ سؤال فلسفي لا أكثر . يتجاوزه الواقع ببساطته التي تغلب الكثير من الفلسفات المعقدة . فهو - أي الواقع - لا يقدم لنا العيد كاشفاً عن أفراح الناس ، بل صانعاً لها .
صحيح أن وراء الابتسامات كثير من الحسرات ، وخلف جديد (الهُدوم) قديم الهموم ، ولكنه العيد .
يحمل الناس حملاً على الفرح ، ويقودهم إليه بالسلاسل ، فترى الرجل مهموماً قبل العيد بالمصاريف ، وبعد العيد بالديون ، وهو مع ذلك مرتاح البال فقط لأنه (سَيُعيّد) .
إنه العيد .. يخرجك عن المألوف في كل علاقاتك . في علاقتك بنفسك ، وبأهلك ، وبكل من وما حولك . يعطيك فرصة أخرى للتغلب على حظك العاثر ، أو يمنحك هدنة مؤقتة لاسترداد الأنفاس قبل جولة جديدة تخوضها مع الكد والتعب .
(مش وقت يا اخي عيد) جملة تختزل حقيقة العيد الصانعة للفرحة ، سيُكبّر الجميع إذاناً بافتتاح العيد . في المناطق الباردة والملتهبة ، في مواطن السلم والحرب ، تحت قصف الرعود أو قصف الصواريخ . جميعاً سيصلّون ، فيهنئون بعضهم ، ثم يَصِلون أرحامهم ، ليصل العيد - بمهرجانه - أخيراً الى أهل القبور .
العيد إذاً أكبر من فرحة عابرة ، إنه ( دورة في صناعة الفرحة ) يمكن أن تغير نظرتنا للحياة ، وتعيد تشكيل علاقتنا بالأحياء .. فقط إنْ فهمناها .عيد سعيد ، وأنتم العيد