السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٠ صباحاً
الخميس ، ٣١ يوليو ٢٠١٤ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
لا أكاد أصدق أن أحدهم قد يموت جراء جرعة زائدة من مسحوق الهيروين ، بينما نحيا نحن مع كل هذه الجرعات المتباينة والمتتالية من مساحيق الوجوه المهترئة للمسئولين وقبح ملامح النافذين ، ومخدرات الأكاذيب الحزبية والرسمية للمتحاورين، وكوكايين سياسات المتلونين..!

ألا يكفي أننا نتجرع العيش مع هكذا حكومة.. يكفي القليل من سميتها والأقل من غبائها لقتل شعبي الهند والصين ؟ يا لنا من (...) لعين!

أي خط فقر هذا الذي يتحدثون عنه ؟ ألا يبدو لنا من حيث نحن هنا نتجرع ، كخط الأفق المتعالي في السماء؟ ومع ذلك ويا للعجب ما زلنا هنا في الأسفل ، نمارس الحياة بشغف مخاتل ، بل أننا صرنا -لله درنا- نكتب بخط الفقر ذاك بائس كلماتنا ، بديلاً عن خطي النسخ والرقعة.. تغيرت أدبياتنا!

عندما يحكمك الأوغاد ، وتعتاد الصمت على الجرعات ، يصبح الوطن متنفساً للهلوسات المجتمعية (جرعة مباركة ، كل جرعة وأنت بخير ، يستاهل الجرعة من ضيع دفاه ، مع إخوتك متجرع ولا وحدك مصيب..) والديماغوجيا الدينية (الجرعة مفسدة صغرى والحياة مفسدة كبرى، تجرعوا تصحوا ، من كانت جرعته دينه فلا دين له..) والبرابغاندا السياسية ( الجرعة أو الموت ، تحيا الجرعة اليمنية ، هنيئاً لشعب أنت جرعته..)
كم جرعة تلزمنا لندرك أن الفقر عدونا ، واللصوص هم أعداؤنا ، وأنهم هم كانوا وما زالوا حكامنا ، سواء عليهم تمدنوا أم تقبيلوا ، تخاصموا أم تصافحوا.؟ ألا لا سلام الله عليهم قاموا أو قعدوا.. متى سنعي أن المال (السايب) يعلم السرقة ، وأن ذيل الكلب لا (ينعدل) ، وأن جيب المسئول السمين أعرض من قفاه..؟

هل نعي في ثالث أيام العيد (السعيد) أننا بعد البكاء سنبكي ، وأن عرض فصول مسرحية (الجرعة) لن ينتهي ، وأن إحراق الكلمات والإطارات لا يكفي ، ما لم نغادر مدرجات الجمهور ، المشاهد المستاء الحزين، لنستبدل المخرج السمين ونخلع طاقم الملاعين الممثلين ، وبعضاً من وعينا اللعين ، لنكتب بشرف ، ولو لمرة واحدة ، وبضمير الشعب الجامع الجائع ، نص مسرحيتنا الحياتية وماهية جرعتنا الوطنية ؟