الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥٤ صباحاً

الحرب ليس حلا

عبد الله دوبلة
الثلاثاء ، ٢٦ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٣٥ مساءً
أيا كان الحوثي، شرا محضا أو خيرا حسب ما يراه أنصاره أو خصومه، هو مشكلة وطنية تعني الجميع سواء حين كان في مران أو وهو يحاصر العاصمة الآن.


غير أنه وهو كذلك، لم تكن الحرب معه هي الحل في الحالة الأولى، وهي لن تكون في الحالة الراهنة، ليس لأن الحوثي قد صار أقوى والدولة أضعف الآن، بل لأن ذلك هو الواقع بالفعل.


الاعتراف والإيمان بهذه الحقيقة قد يفتح أفاقا جديدة ومغايرة للتفكير بحلول لهذه المعضلة بعيدا عن فكرة الحرب التي لا تزال هي من تشغل كل الأفق، وحيث يكون استبعادها لأسباب أخرى مؤقتة _كضعف الدولة كما يحدث الآن في بعض النقاشات_ لا يساعد على التحليق بعيدا عن ذلك الأسلوب القديم في التفكير والذي وصلت معه البلاد حد الخطر. فهل هناك أخطر من حصار العاصمة واحتمال سقوطها ومعها البلد في الحرب الأهلية؟!.


الحوثي جماعة مسلحة وتسيطر بقوة السلاح بما في ذلك السلاح الثقيل على أجزاء واسعة من البلاد، وهي أيضا تخوض معارك في مناطق أخرى، كما أنها الآن تحاصر العاصمة بمسلحيها تحت حجة المطالب الشعبية وقد يكون في نيتها إسقاطها كما فعلت في عمران. كل ذلك صحيح. لكن. هل إذا كان الحوثي كل ما يرغب فيه هو الحرب وإسقاط العاصمة، هل يكون الذهاب معه إلى ذلك هو الخيار الأفضل؟!. وهل بإمكان هذه المعركة إن حدثت إنهاء خطره على العاصمة؟، أم أنها قد تفتح كل الخطر على كل اليمن إن سقطت، حيث لا أحد يضمن عدم حدوث ذلك؟.


أي كانت نية الحوثي، وعلى عنجهيته وغروره في حصار العاصمة، هو لا يزال يتعاطى سياسيا مع الأزمة على الرغم من مراوغته مع لجنة الوساطة الرئاسية التي نزلت إلى صعدة وفشلت في التوصل إلى حل معه. على الدولة والأطراف السياسية الأخرى ألا تقطع حبل السياسية معه مهما تطلب الأمر من الجهد والوقت والتنازلات فكل ذلك يهون مقارنة مع الحرب.


ليكن منع الحرب هو هدف الجميع وخيارهم الوحيد الآن، صحيح أن ذلك لا ينهي المشكلة، غير أنه يبقي الباب مفتوحا أمام ذلك الأمل في المستقبل، وهو ما لا توفره الحرب الأهلية إن غرقت فيها البلد. فالعيش مع شبح الحرب ليس بأسوأ من الحرب على كل حال.