الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٣٤ صباحاً

الخاسر الكبير ..!!

مصطفى راجح
الأحد ، ٣١ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ٠١:٠٣ مساءً
علي صالح لم يعد قادراً على التحكم في منظومته في المؤتمر والجيش .. على الأقل في الهضبة القبلية العليا
توقع كثيرون ان يتراجع خطوة للخلف في تقاربه مع الحوثي بعد عمران ؛
غير أنه تقدم خطوة الى " الإمام " باتجاه التماهي مع الحوثي في جولة العاصمة
ليس ذلك لأنه يرغب في ذلك
وإنما لانه فقد التحكم في منظومته،وهو يدرك ذلك جيدا،

وتصله معلومات يوميه عن تحويل مئات الضباط وقبليي المؤتمر ولاءاتهم للسيد الجديد ؛ كولاء بديل وليس كتكتيك تحالفي يتحكم به قائدهم القديم وزعيمهم السابق .

صالح لم يعد رئيساً
وهو بلا أيديولوجية من تلك التي تعمل كلاصق مثبت لأقدام الواقفين عليها
ولم يعد بيده الطلاع والنزال عبر أدوات الدولة والوظيفة العامة ومنظومة الجيش والأمن والمخصصات
ما عجز عنه عبد ربه أنجزه الحوثي ، ترك الرئيس المؤتمر معلقاً بين خيط الصواب وخيط الخطأ
فنهش الحوثي ضلعه القبلي بنغمته " الزيدية " التي لا زال رأس القبيلي قادراً على التقاط ترددها
ولما لا ؛ طالما لم تتثبت في القبيلي نغمة الدولة وتردداتها
وترك عبد ربه الجيش معلقاً بين حبل الولاء وحبل الوطن
وممزقاً بين ساطور الإرهاب ورصاص الصرخة
فذهب مئات ومئات من ضباط الجيش وأفراده للتخييم بجانب جلد الهيمنة العليا
الهيمنة المقدسة تلبس حلتها الجديدة مع انها لم تكمل بعد خلع رداءها البالي المستهلك ؛
والجيش الذي لا تشده بمهام وطنية حين يشاهد حصد الجنود والضباط بأيادي الميليشيا يفقد وجهته وتدب فيه الفوضى ويحبطه الخذلان.

الجيش بلا قائد ووضوح في الرؤية يقتله التخييم على أبواب عاصمته من قبل المسلحين اكثر مما تقتله رصاصاتهم لو وجهت نحو الجنود والمقاتلين تحت راية الوطن

لا تكتيك لصالح يا هؤلاء
صالح أشبه بالبائع ديناً
وما حصده من بيعة عمران
سيلقاه في بيعة صنعاء
مشائخه ولاءاته في عمران طارت كالدخان
لو أرادوا الان ان يختلفوا مع الحوثي حتى في موضع بسطة على الارض لما تجرأوا
على الوقوف امام " قبيلة المذهب " العابرة للحدود القبلية وخطوط طولها وعرضها .
" الأولاد " الذين قامر صالح بكل زعامته من أجلهم اصبحوا بدورهم يتلاقفون عليه، واحد منهم يسخر منه بنصيحة الاعتكاف في الجامع، وآخر يشد الحبل معه كأنه لم يكن يوما أميرهم وراعيهم.


والهوام والاوباش اللذين ساقهم واطعمهم في ركاب حكمه أصبحوا يجادلونه كأنه ماكان قادراً بدونهم على زعامة البلاد !!

هم لا يدركون ما يدركه
ولا يرون ما يراه
توزعت أيدي الرماة
وتاهت الخطوط
ضاعت الحسبة بين الكهوف في مران
والرعاة خارج الحدود
لاعبين على الأقل قادران على الحصاد
ولملمة مابعثره هو بظن انه الوحيد في نهاية المطاف من يستطيع جمعها في قبضتيه.


" رعاة الخارج .. وحوثي إيران "

والآن
و " الزعيم " الذي توحد اليمن في عهده يداعب الأسى
يرقب الأوراق كلها تفر من يديه تختلط.
ويلمح الرعاة قادرون وحدهم على رعاية الفوضى وخط سيرها وضبط إيقاع وجهة اليمن .
ويفتح عينيه الكبيرتين باتجاه الأزرقين والمطار مذهولا بسادة القبيلة الجدد
محاربين لم يمروا من أمامه يوما.
ولم تباركهم يداه.
محاربين لم يضبط لهم ايقاعهم هو .
ولا اختبر ولاءهم.


أمام كل ذلك يرفع التيس القديم راية الختام.
يمشي مع الركاب كاليتيم.
يبارك مسيرة بلا ضمان .
مسيرة لا يأمن فيها حتى على رأسه.
ترتسم في وجهه ملامح الرضى المريب.
لمخطط الخنق الكبير على مداخل البيت الكبير لليمن
مداخل بيته الكبير
مداخل العاصمة صنعاء
بيت كل اليمنيين
عاصمة الجمهورية اليمنية
العاصمة التي يقامر مرغماً بها
في غابة الذئاب
في لعبة حظ خاسرة مقدماً

من صفحة الكاتب على "الفيس بوك"