السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٣٨ مساءً

الاتفاق خيـــــانة

منير مجاهد العكيش
السبت ، ٢٠ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ١٢:٥٤ صباحاً
ْ
ان أي اتفاق مع مليشيات الحوثي في هذه المرحلة بعد كل هذه الجرائم التي ارتكبتها ولا يتضمن احد بنوده بسط نفوذ الدولة على محافظتي صعدة وعمران وتسليم كافة الاسلحة المتوسطة والثقيلة ومحاكمة كل القتلة والمجرمين عن كافة الجرائم التي تسببت بها بحق الوطن والشعب هو بمثابة خيانة صريحة وتأمر علني , فقد عرفنا من خلال متابعتنا لهذه المليشية طوال فترة مسلسلها الاجرامي في العديد من المحافظات اليمنية انها ما تلجأ الى الصلح والوساطة وإيقاف للحروب التي تشعلها وتقبل بها بل وتبحث عنها وتحت مصطلحات ومسميات كثيرة اهمها ايقاف نزيف الدم وحقن الدماء وإحلال السلام إلا كلما هزمت وتلقت ضربات موجعة وخسرت كثيرا ومالت الكفة لغير صالحها وذلك لحفظ ماء وجهها ولكي تحصل على استراحة محارب تلملم فيها شملها وترتب فيها صفوفها وتطبخ فيها الخيانات وتحاول شراء بعض الذمم من ضعاف النفوس وتدرس أسباب هزيمتها ثم تعاود الهجوم مجددا , أما إذا كانت الغلبة لمليشياتها فإنها ترمي بكل الدعوات للسلام والصلح والوساطة عرض الحائط وترفضها وتشترط لها شروط تعجيزية وهذا هو دأبها ووسيلتها التي تلجأ أليها كلما دعت الحاجة , فالصلح بالنسبة لهم مناورة وتكتيك مرحلي وخدعة ومغالطة هم من يستفيد منها ويقطف ثمارها , فهذه المليشيات لم تلتزم بأي اتفاق قط خلال مراحل عدوانها على اليمنيون سواء في دماج او حتى في حاشد رغم ان ذلك كان بوساطة لجنة رئاسية , ومؤخرا في عمران بعد ان ظهر علينا عبدالملك الحوثي يعلن ايقاف الحرب من طرف واحد بعد شن الطيران اليمني ضربات موجعة عليهم ونزل وزير الدفاع بنفسه الى عمران يشرف على هذا الاتفاق , وما هي إلا ايام حتى استكملت هذه المليشيات ترتيب صفوفها وأوراقها لتعاود عدوانها على المواقع والنقاط العسكرية , وكان هذا الاتفاق بمثابة الخيانة الكبرى التي سلمت محافظة عمران ومعسكر اللواء 310 الى هذه العصابات وهيئت الاجواء وأزاحت كل العوائق امامها على خط صنعاء وفتحت شهية المرتزقة والمتآمرين لاقتحام صنعاء ومحاصرتها وما يزال اليمنيون يدفع ضريبة هذا الاتفاق الى اليوم خصوصا في امانة العاصمة..
باستثناء جبهة أرحب والجوف الذي وجدت هذه العصابات فيهما مقاومة شرسة وهزمت على أيدي رجال أرحب و الجوف فعندما تجد هذه العصابات أن المعركة ليست في صالحها وستهزم تنسحب وتلتزم بالاتفاق وتفتح جبهة في منطقة أخرى ..
فاليوم هناك تحالفات واستنكار غير معهود لجرائم هذه العصابات واستعداد من كل القوى القبلية والسياسية والدينية والمجتمعية لإزاحة هذا الخطر الذي يهدد كل اليمنيون وهي فرصة تاريخية لاستثمار هذا الحماس الوطني والاصطفاف الشغبي لإنهاء تمرد الحوثي ووضع حدا لكل جرائمه وتجريد مليشياته المسلحة من السلاح الثقيل وإعادته لمخازن الجيش ومن ثم القضاء على هذا الوباء نهائيا وبسط نفوذ الدولة على صعدة وعمران وكل المواقع التي استولت عليها بقوة السلاح , لان الحديث عن تسليم هذه المليشيات الاجرامية لأسلحتها للدولة سلميا وبعد هذه الهستريا تعيشها والمنجزات التي ترى انها حققتها بعد وصولها الى امانة العاصمة ضرب من الوهم ونوع من المغالطة فهذه المليشيات لا تعترف بشرعية الدولة وسيدها يسعى لكرسي السلطة لأنه يعتبره حق له من عند الله , منحه الله إياه دون سائر البشر , والسلطة الآن هي سلطة مغتصبة لحقه الشرعي والحصري ولذا سيزج بكل المغرر بهم ممن يعدونهم بالفردوس الاعلى لكي ينال السيد كرسي السلطة ويحقق مراده ولو على جبال من الجثث وأنهار من الدماء ,
فيا ليت كل اليمنيون في هذه المرحلة وعلى رأسهم الرئيس عبد ربه منصور هادي يعوون هذا الخطر ويدركون هذه المؤامرة التي تحاك ضد الوطن والشعب من خلال ما يسمى بمسرحية الصلح والاتفاقيات وسيناريوهات الوساطات التي تنتصر دوما لمليشيات الحوثي وتثبت تقدمها وما تسعى الا لمزيدا من تمكين هذه العصابات من هذا البلد والشعب للفتك به لاحقا خصوصا واننا هذه المرة في امانة العاصمة ولسنا في صعدة او عمران او حتى الجوف والعواقب ستكون وخيمة و قد لا تحمد عقباها.
.