الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٠٥ صباحاً

مواصفات رئيس الوزراء المنتظر

عبد الخالق عطشان
الاربعاء ، ٠١ اكتوبر ٢٠١٤ الساعة ٠٣:١١ صباحاً
الكل يتحدث عن مؤامرة ، الجميع يتحدث عن خيانة ، الجميع يتحدث عن انقسامات ، لكن أن يتحدث رئيس الجمهورية ووزير دفاعه ورئيس جهاز الأمن القومي عن ذلك فهذا ما لا يعقله عاقل والأدهى والأمرْ أن يتحدث هؤلاء المسؤولون عن المؤامرة بعد كل سقوط وكأنهم كانوا يرقبون السقوط كمتفرجين أو منتقمين..

حينما يتحدث رأس القوم أن صنعاء لم تسقط فليت شعري ماهو الذي يقصد في صنعاء لم يسقط أهو منزله أم منزل رئيس جهاز الأمن القومي أم منزل صالح ووزراء المؤتمر ومشائخ المؤتمر وساسة المؤتمر ، وحينما يخرج سكرتير هادي ليتحدث أن الجيش اليمنى ما زال قوياً وأجهزة الأمن متماسكة ويمكنها حماية الدولة ضد أى اعتداء فأي جيش يتحدث عنه هل هو الجيش المرابط على ثعور منزل الرئيس هادي وهل اللواء 310 و 314 و كتيبة التلفزيون وبقية المعسكرات وتلك الترسانة من الأسلحة الثقيلة من المدرعات والمدفعية والرشاشات ووو والتي سقطت ونُهبت لم تكن مصنفة ضمن الجيش اليمني وإنما كانت قوات زائدة عن اللزوم و لامحل لها من الإعراب العسكري ولذلك فهي مجرورة بالحوثي ومالذي يعنيه (العراسي ) بأجهزة الأمن المتماسكة والتي لم نرى لها أثرا منذ 21 سبتمبر 2014 يوم التوقيع على اتفاقية السلم والشراكة وإنما وجدنا مليشيات تقوم بالواجب بينما الأمن المتماسك في سُبات وإقامة جبرية ..

إنك أيها القارئ العزيز والوطني الغيور يأخذك الأسى وتتغشاك نوبة من الذهول حينما تسمع أن رئيس جهاز الأمن القومي يحدثك أن الأمور تحت السيطرة ولو أنك أخرجت رأسك من أي نافذة ونظرة إلى الشارع فعلا لرأيت أن الأمور تحت سيطرة إخواننا واحبتنا الحوثيون وهم الأوفر حضا والأصدق وعدا والأقوى على الأرض السياسية والعسكرية . ولذلك فقد استبسلت الرئاسة في الدفاع عن منزل الأحمدي عندما هاجمه الحوثيون وعززته بترسانة بشرية ومادية من القوة وسطرت أروع البطولات لخبرته ودرئه للخطر قبل وقوعه ولصراحته .. أما صنعاء فلا مكان لها من الإعراب الرئاسي فأصبحت مجرورة بالخيانة والتواطؤ واليوم هاهو الأحمدي يُرد له الاعتبار ويُحكم من قبل أبو علي الحاكم بسبب الإعتداء على منزله ويبدو أن الأحمدي رئيس جهاز الامن القومي في نظر هادي هو السيادة الوطنية والخط الأحمر الذي طالما تحدث عنه والاعتداء عليه اعتداء على الجمهورية .

رئيس الوزراء المرتقب مازال في رحم الإشتراطات والنزاعات وولادته متعسرة في غرفة العمليات بدار ( الرئاسة ) رغم أنه مضى على موعد الولادة أكثر من اسبوع، وأم الجنين تصارع آلام الموت جراء اغتصابها رغم حملها ، والجنين له عدة آباء يتنازعونه وكل يريد أن يُلحقه به ويبدو أنه لافائدة من مولودٍ تعدد آباؤه واختلفوا فيه أو يبدو والله أعلم أن مواصفات رئيس الوزراء الجديد غاية في التعجيز تماما كــ ( بقرة بني اسرائيل )..