الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٦ مساءً

المزارع والعجل

عباس القاضي
الأحد ، ١٩ اكتوبر ٢٠١٤ الساعة ١٢:٢٢ صباحاً
ماتت البقرة وتركت عجلها الرضيع ،،، حديث الولادة يلاقي مصيره ،،، غير أن صاحب البقرة أخذته الشفقة وتمكن من فلبه الشغوف حب هذا العجل المخضب بالألوان الزاهية ،،، اعتنى به اثناء فترة الرضاعة حتى بدأ يشتهي الحشائش والزروع ،،، ولم يكن في السهل والوادي ما يشبع العجل ،،، الا في سفح الجبل .
حمل المزارع العجل وصعد به الجبل ،،، ليستظل تحت شجرة هناك ويترك العجل يرتعي من حشائشه المنيعة حتى شبع ،،، ثم حمله بين يديه لينزله.

وهكذا استمر المزارع يحمله كل يوم إلى سفح الجبل ليرتعي ،،، والعجل يكبر ويكبر حتى اصبح ثورا ،،، والمزارع يحمله ولم يستثقله لان نموه التدريجي لم يشعر المزارع بأنه قد أصبح ثورا سمينا مكتنزا ينوء بحمله عصبة من الرجال .

تذكرني هذه القصة الرمزية بتعود الناس على حكم الرئيس السابق وفساده وذلك لأن معظم المواطنين تربوا بوجوده لثلث قرن ،،، فلم يشعروا بثقله ولا بأخطائه .

ولو كان المزارع رأى هذا الثور بالصدفة وقالوا له : ارفعه من مكانه ما استطاع ،،، وهو يحمل ذات الثور كل يوم ويصعد به الجبل ،،،، وهكذا لم يستطيعوا أن ينحملوا جكومة الوفاق لأشهر ،،، رغم تحملهم أخطاء النظام السابق سنينا .