الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٤٥ مساءً

لدي ذاكرة أكثرعنادا من بغل في مخْلف بين مطر

محمود ياسين
السبت ، ٠١ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
لا تكترث ذاكرتي للسياط ، النشوات والتسامح عوضا عن القبول المبدئي بالقفز من المخلف الى الهاوية وترك البغل يبحث عن سبب اضافي لرثاء ذاته.

كتبت مرة أتساءل في مقالة "من يقتل البغل؟" لا أحد بالطبع ، اذ كيف تقتل داخلك ، لكن بوسعك تغيير الطريق مؤقتا ، كان ذلك التساؤل على ايقاع ركام التزامات يومية وطرقات تعود منها كل يوم مرورا بورشة أبوخالد للخراطة ومخبز العدل والاحسان -يصلح اسم حزب أسسته جماعة محظورة- عوضا عن فكرة قراءة لوحات المحلات ذاتها يوميا هناك سيارات كثيرة في الأرجاء تجوب مدينتك بلا إيماءة موسيقى وكأنهم عمال يدفعون عربات في منجم للفحم .

يفترض بالليلة الكتابة عن "من يحتسي النخب؟" يعني رواية واحتفاء وما يفترض به انجاز وخطوة في هذا العالم الذي يشبه معصرة سليط تقربك كل خطوة من مكان الخطوة الأولى .

لا لا هذا تشاؤمي حقا لكن فكرة المعصرة راقتني كثيرا وان كنت ازمع مفارقة وعيي المسكون بجمل المعصرة الذي يدور حول نفسه وبالبغل ايضا .

من يقرأ لي كلمة البغل سينتابه بعض الحرص البرتكولي بشأن حضوري العام مع انه في جوهر الأمر نحن كائنات وجدت على هذه الأرض بقرار واحد ومسألة ان كائنا يحمل الأثقال واخر يكتب رواية هي عملية انتقاء ومفاضلة بين ثقلين احدهما بغلاف ملون .

تهنئة ودودة بالنقود وصلت للتو وكأنني سأبيع عشرين مليون نسخة ، هذه لا تتجاوز الألف نسخة وأظنني سأبيعها بمائتي ريال مثلا!!

انا اعرف ظهيرة المثقف في مكتبة وبجيبه ألف أو الفين ، ليس عادلا مقايضة مئونة يومه بنسخة من رواية ايا يكن شغفه بكاتبها الا انه بحاجة لما يمكنه من الجلوس لاحقا لقراءتها .

القيمة الفعلية في ايماءات التخاطر بين ذاكرتين تكونتا على تثاؤبات مكان واحد ، السرد كثيف ان كان هذا دقيقا مسمى كثيف ، ما أعنيه هو انك يا صديقي بحاجة لبعض التركيز واطلاق أمنية في الهواء بشأني وهي ان اتمكن حقا من استعادة قدرتي على الاحتفاء بخطواتي الصغيرة فأنا بحاجة لهذا حقا .

هذه الطبعة الثانية من الرواية اما الأولى فقد طبعتها نينوى ووزعتها في معارض الكتب بأكثر من عاصمة عربية لكنها لم ترسلها لليمن .

الان هذه تبادل الهزء وانا الان احتفي بهذا بقارورة كندا احمر .

ليس لأنني كنت يوما شابا نشأ في عبادة الله ولكنني قروي لا يحتاج للكثير ليثمل .

من صفحة الكاتب على " الفيس بوك "