السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٤٨ صباحاً

‏النضال .. فلسفة وحكمة‏

محمد الهميس
الأحد ، ٢٥ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠٤:٠١ مساءً
سيدرك أولئك المتحمسين من الشباب الذين لا يفقهون الا طريقاً واحداً للنضال وهو القتال وخوض الحروب أنهم كانوا مخطئين !!

وأنهم كانوا متسرعين في قراراتهم ومتعجلين في إصدار أحكامهم وأن نظرتهم كانت قاصرة في كثير مما يجري من أحداث ومن معترك سياسي ينتج عنه بعض النتائج السيئة كما يتصورون ، وأن هناك طرقاً كثيرة للنضال والتي تؤتي الثمار بأقل كلفه حتى وإن طالت الفترة من الناحية الزمنية .

أن على هؤلاء الشباب معرفة أن القتال ليس هو الغاية بحذ ذاته ،، وأنه وسيلة أخيرة إذا انقطعت جميع السبل واستنفذت كل الوسائل النضالية الممكنة شرط أن يكون نتيجته لا تؤدي الى منكرٍ أكبر ،، كما يجب وقبل خوض المعارك أن تكون النتيجة مضمونه بنسبة كبيرة جداً ،، وأن تكون نتائجها تصب في مصلحة الوطن والشعب كل الشعب .

وبما أن هناك دروس يجب أن يأخذ الجميع منها العبر والعظات ( ما يجري في سوريا وغيرها ) فمن الواجب أيضاً الا تتكرر الأخطاء ، ولا ينبغي كذلك الانجرار لمخططات تهدف لتكرار تلك السيناريوهات المخيفة التي تجري في هذه الدول المنكوبة ،،

أخيراً سيعلم الشباب المتحمس والمندفع للقتال مهما كانت النتائج ، ولا يأبهون لما ستؤول إليه الأمور ، وينزعجون لعدم استجابة قادتهم لرغباتهم المجنونة ، ويقدحون فيهم ليلاً ونهاراً ، ويتهمونهم بتهم استفزازية ومبالغ فيها ،، ويظلمونهم ويتطاولون عليهم بحسن نية في غالب الأحيان وبسبب قلة الوعي والفهم والإدراك ولعدم إلمامهم بما يجري ويدور.

سيعلم كل هؤلاء ان قادتهم كانوا على حق وانهم يتمتعون بقدرٍ عالٍ من الحكمة والوطنية والخوف من الله.

كما أنهم لا يؤمنون بردات الفعل ولا تسيطر عليهم الانفعالات ولا يستطيع أي طرف جرجرتهم الى تآمراته التي يسعى لتنفيذها ويريد بهم ان يكونوا احد أدواتها !!

كما أنهم سيعلمون ان هؤلاء القادة قد وضعوا في رؤوسهم أنهم مؤتمنين على امه وشعب ووطن ، وانهم مستعدين للتضحية حتى بأنفسهم وأحزابهم ليحيا الشعب وليسلم الوطن.

ولكنكم قومٌ تستعجلون!