الجمعة ، ١٧ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٥٨ مساءً
يَفْرُس اليمنية.. قرية أم سجادة للصلاة؟
مقترحات من

يَفْرُس اليمنية.. قرية أم سجادة للصلاة؟

بهذه الاستهلالة المثقلة شجنا، افتتح الشاعر اليمني الدكتور عبد العزيز المقالح قصيدته "في الطريق إلى يَفْرُس" ليسجّل شهادة عشقٍ لهذه القرية الواقعة على بعد 30 كلم جنوبي غرب مدينة تعز.
 
وتعود شهرة يَفرس إلى الشاعر المتصوف أحمد بن علوان الشهير بـ(ابن علوان) الذي تُوفي ودُفن فيها، وإلى جامعه الكبير الذي بني على ضريحه بعد سنوات من وفاته، وأصبح مزارا تؤمه قوافل المتصوفة منذ منتصف القرن الهجري السابع وحتى يوم الناس هذا.
 
يقع الجامع -مربع الشكل- على هضبة مرتفعة، وله أربعة مداخل، وتتوسطه قبّتان كبيرتان إحداهما بنيت على الضريح وتجاورها منارة طويلة، وتحيط بهما عدد من القباب الصغيرة.
 
وتلحق بالمسجد غرف خاصة بتدريس العلم الشرعي، وغرف أخرى للوافدين، وحمامات وخزانات مياه يُجلب إليها الماء من مسافة بعيدة عبر ساقية تُعرف بالهدّارة.
 
وبني الجامع وملحقاته بالأحجار والآجر، وطُليت الجدران الداخلية والخارجية بالقضاض الأبيض (الجبس) مما جعل اللون الأبيض الحاضر بقوة يمنح المكان جلالة ومهابة وفرادة جمالية.
 
ويلاحظ الزائر للجامع تشققات كثيرة منتشرة في جدران الجامع وقبابه ومناراته ومرافقه وتواجه بوسائل ترميم بدائية، كما يلاحظ طقوسا مختلفة يمارسها الزائرون القادمون من مناطق يمنية مختلفة. 

تاريخ الجامع
في حديثه للجزيرة نت، استعرض عدنان مهيوب تاريخ الجامع، مشيرا إلى أنه بني عام 660هـ (نحو 1261م) في أوج ازدهار الدولة الرسولية التي اتخذت من مدينة تعز القريبة عاصمة لها، وقد أولى الملوك الرسوليون جامع ابن علوان عناية خاصة، ثم توالى على العناية به الطاهريون فالأتراك.
 
ويتحدث مهيوب الذي يعمل قيّما للمسجد عن حفلات صوفية تُقام في فناء المسجد، تتخللها الأذكار والأناشيد، وأكبرها تلك التي تقام في ليلة الحادي والعشرين من رجب، حيث تفد جموع الزوار من بلاد شتى، ثم تُقام وليمة عشاء كبرى تعقبها جلسة إنشاد صوفي حتى منتصف الليل.
 
مثير للجدل
وإذا كانت المصادر التاريخية قد اختلفت في توصيف الشيخ أحمد بن علوان (537-654هـ) بين مادح وقادح، فإن الدكتور عبد الولي الشميري -دكتوراه في أدب العصر الرسولي- يرى أن ابن علوان عاش عالما مؤلفا، ومصلحا سياسيا، وشاعرا متصوفا، واتصل بالملك عمر بن علي بن رسول، وكان يوجّه إليه سهام النقد السياسي شعرا ونثرا، ومن ذلك نونيته المشهورة التي منها: "عارٌ عليك عمارات مشيّدةٌ/ وللرعية دورٌ كلها دِمَنُ".
 
وقد مكّنه الملك من بعض الصلاحيات الإدارية، ومنحه حق التولية والعزل في مناطق معينة من اليمن، فأظهر كفاءة إدارية عالية، واستقرت الأوضاع، فأحبه الناس لعلمه وعدله وورعه، ونسبوا إليه الكثير من الحكايات والخوارق التي ترقى إلى مرتبة الأساطير، وتناقلوا عنه بعد موته ما هو بريء منه، وأسرفوا في التقرب والنذور له، حتى قال أحد الشعراء مستنكرًا "يا عين هذا الصنمُ الأكبرُ/ وهذه يفرسُ والمنكرُ/ هذا ابنُ علوان وذا قبرُهُ/ يعبده الجاهلُ لا يفترُ".
 
وبسبب ذلك هُدم ضريحه سنة 1943م، فانقطع الناس عن زيارته فترة من الزمن، ثم أعيد بناء الضريح، وتجديده.
 
ويؤكد الشميري في حديثه للجزيرة نت أن شعر ابن علوان فخم العبارة عميق المعاني تحضر فيه شارات الصوفية ورموزها، ويغلب عليه الحنين إلى عوالم شفافة من المثل والمعاني الجليلة، ومن ذلك قوله: "تمادى الشاهدان بنور عقلي/ فذا يُحيي، وذاك يريد قتلي/ فوافقتُ المُشير إلى التَّجلي/ وخالفتُ المشير إلى الَّتخلي/ ولو أني نطقتُ على فنائي/ لقُلت مقالة الحلاج قبلي/ ولكن شدَّ من أهواه أزري/ وقوَّى همتي وأجَدَّ عقلي/ فبعضي من فنون الحب فانٍ/ وبعضي بين إخواني وأهلي/ فلا أدري أللإخوان أبقى/ أم الأهلين ؟أم لله؟ أم لي؟/ ولي وجهان: مكنونٌ وبادٍ/ ولي علْمان: جزئيٌّ وكُلي".

الخبر التالي : طبيب يمني يحصل على زمالة الكلية الأمريكية الثالثة في الأمراض الباطنية

الأكثر قراءة الآن :

هام...قيادي بارز في المجلس الانتقالي يُعلن استقالته(الإسم)

رئيس مجلس الشورى يحث واشنطن على ممارسة ضغط أكبر على الحوثيين !

منظمة ميون تجدد مطالبتها للحوثيين بفك الحصار على مديرية العبديه

بحوزة سعودي ومقيم...السلطات السعوديه تحبط تهريب شحنة مخدرات ضخمة

الخدمة المدنية تعلن يوم الخميس اجازة رسمية

مقترحات من

اخترنا لكم

عدن

صنعاء

# اسم العملة بيع شراء
دولار أمريكي 792.00 727.00
ريال سعودي 208.00 204.00
كورونا واستغلال الازمات