مرشح رئيس الحكومة السابق «لقمان»: تمدد الحوثي سيكون مرهقاً وصالح خرج من الرئاسة إلا أنه لا يزال يحكم

قد يعجبك أيضا :

السفير أحمد لقمان، المدير العام لمنظمة العمل العربية والمرشح السابق لرئاسة الحكومة اليمنية، أن تشكل في اليمن حكومة توافق تجنب بلاده سيناريوهات ومخاطر كبيرة.

وأوضح في حوار مع الشرق الأوسط بأن المفاوضات التي يجريها رئيس الوزراء الحالي خالد بحاح ستقوده إلى تشكيل حكومة توافق مستقلة بعيدا عن الخلافات السياسية؛ إلا أنه توقع صراعا حول الدستور وتوجهاته.

وقلل لقمان من شأن الأنباء التي تقول بأن اليمن سقطت في يد إيران، بسبب دعمها للحوثي، موضحا أن قوة الأخير «اكتسبها عبر ست حروب سابقة»، لكنه أشار إلى أن تمدد الحوثيين سيكون مرهقا لهم، وليس في صالحهم.

وأوضح بأن اليمن « لن ينجرف أكثر مما حدث، نظرا لاستشعار الجميع بالخطر الذي قد يطال الجميع ومن دون استثناء». وأشاد لقمان بدعم المملكة العربية السعودية موضحا أنها «وقفت بجوار اليمن كثيرا وقدمت الكثير لحمايته من مخاطر كبرى».

وأكد بأن علاقة الحوثي بإيران ستكون عبء عليه، أكثر مما هي في صالحه، مشيراً إلى أنه من الصعب أن تسيطر إيران على اليمن لأنه يصعب ذلك، ولا يمكن لليمن أن يصل بعيدا أكثر من المستوى الذي وصلنا إليه، مضيفاً بأنه ليس من صالح اليمن أن يكون في حالة عداء مع أحد.

وحول قوة الحوثي، أوضح لقمان بأن الحوثي اكتسب قوته من الحروب الست التي خاضها، ومن امتلاكه للسلاح، وكذا من عدم الانتقال إلى الدولة الجديدة، عقب 2011م، مشيراً إلى أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح خرج من الرئاسة لكنه ظل في الحكم، وبقيت إدارة اليمن كإدارة للصراع، وليست إدارة لدولاب الحكم في الدولة اليمنية.

وحول الوزارات السيادية أوضح لقمان بأنه ضمن الاتفاق الذي تم توقيعه فإن الحقائب السيادية والتي تشمل الداخلية والدفاع والمالية والخارجية تكون من نصيب الرئيس يقوم باختيار من يشغلها، لكن لا يمنع ذلك من التوافق على شخصيات قد تكون من هذا الطرف أو ذاك على أساس مقبول من الجميع.

وأشاد لقمان بشخصية رئيس الوزراء الجديد خالد بحاح، مشيراً إلى أنه يجري مفاوضات حثيثة من أجل تشكيل طاقم الحكومة الجديد، مؤكداً بأنه يجب التعاون في تقديم التسهيلات والتوافق حول بعض أعضاء الحكومة، لأن المرحلة المقبلة صعبة وتستوجب القدرة على التحرك والحكمة وحسن التصرف وإصرار على النجاح.

وأوضح بأن اتفاق السلم والشراكة الذي حصل أخيرا بين الرئيس والأحزاب والمكونات السياسية في اليمن جاء انطلاقا من المبادرة الخليجية، حتى وإن لم يشر إليها، لأن المبادرة الخليجية هي القاعدة التي تحكم التصرفات إلى جانب الدستور في الوقت الراهن. وبالتالي جاءت الاتفاقية لمنع الفوضى وحرب قد تكون مؤثرة جدا على مستقبل اليمن. وأيضا تحكم تشكيلة طاقم الحكم الذي يمكن يؤدي إلى الاستقرار، لأن الحكم السابق كانت له مثالب كثيرة، ووصلنا إلى هذه الدرجة من التخبط بسبب إجراءات كان لا بد من أن تقوم بها الحكومة السابقة.

وأشار بأن الصراع المقبل سيكون حول الدستور وتوجهاته، وموضوع الأقاليم وتشكيلها، وهذه فيها وجهات نظر متعددة، فهناك رؤية تتحدث عن إقليمين، وتوجه قوي أن تكون ستة إقليم، وهناك من يرى تقليل عدد الأقاليم لأن استيعاب البلاد قد لا يكون بالشكل الذي تراءى للمجتمعين أثناء مؤتمر الحوار الوطني لأن البلاد يجب أن مهيأة لهذا.

وأضاف بأن الأسوأ هو الخوف من ذهاب دعاوى الانفصال بعيدا لتمزيق اليمن، وأن الصراعات بين الحوثيين والإصلاح والقوى الأخرى قد تنتشر، وهذه ستكون عبئا كبيرا على الرئيس عبد ربه منصور هادي وعلى طاقم الحكم. وهم بالفعل متنبهون لهذا الأمر، وبالتالي كل المساعي التي تبذل حاليا هي محاولة لتجاوز أي مخطط يمكن أن يذهب باليمن بعيدا عن منطقته وإقليمه.

وأشار إلى أن التمدد إلى الجنوب ستكون مرهقة للحوثي، وليس من صالحه ولا غيره التمدد بأكثر مما يجب. والاهم هو أن يسعى الجميع لإعادة الهيبة ومكانة ودور الدولة، لأن تلاشي الدولة وضعفها والاستمرار في طعنها بكل مقوماتها هو طعن في خاصرة اليمن، وليس مفيدا للجميع، أيا كانت انتماءاتهم.. ونحن نعول أن الحكمة تتحكم في نوازع الصراع، لأن الإنسان عندما يستسلم لمبررات الصراع سيكون هو أول من يكتوي بنيرانها.

الخبر التالي : تحذيرات من بطء جهود الاغاثة الإنسانية في اليمن