الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٢٧ صباحاً
الاضطرابات السياسية تُفاقم مشكلات الأمن الغذائي في اليمن
مقترحات من

الاضطرابات السياسية تُفاقم مشكلات الأمن الغذائي في اليمن

قد يعجبك أيضا :

انطلاق منصة (مال) للعملات الرقمية المشفرة برؤية إسلامية

الحوثيون يستنجدون باحفاد بلال لرفد الجبهات...ماذا يحدث؟

مصدر ميداني يكشف حقيقة سيطرة الحوثيين على الجوبه!

شاهد الصور الأولية للحوثيين من أمام منزل مفرح بحيبح بمديرية الجوبه عقب سيطرتهم عليها

عاجل...التحالف العربي يعلن تدمر مسيرة حوثية

�لكثير من اليمنيين انفسهم غير قادرين على توفير القوت اليومي لهم ولأسرهم بسبب تأثر سبل معيشتهم نتيجة ارتفاع وتيرة الاضطرابات السياسية في اليمن، لاسيما عقب سيطرة جماعة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء في 21 سبتمبر من العام الجاري بعد مواجهات استمرت لعدة أيام مع وحدات من الجيش اليمني.
 
عبد الحبيب محمد، عامل في إحدى المحلات التجارية في حي التلفزيون في العاصمة اليمنية صنعاء، قال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن رب العمل اضطر إلى تسريحه مع اربعة من العاملين عقب المواجهات التي دارت في المنطقة الشهر الماضي بين الحوثيين والجيش.
 
«انخفضت الحركة التجارية في الحي بعد نزوح السكان إلى مناطق ومحافظات اخرى هرباً من المواجهات المسلحة مما اضطر رب العمل إلى الاستغناء عنا والاحتفاظ بأثنين من العمال فقط بسبب عجزه عن دفع رواتبنا» يقول محمد.
 
كان محمد يقطن مع زوجته وأطفاله الستة في صنعاء ولكنه اضطر إلى السفر إلى قريته في محافظة تعز بعد أن فقد مصدر دخله وعجز عن توفير قوت اولاده.
 
«وجدت نفسي فجأة عاجزا عن توفير لقمة العيش لي ولأولادي، أنا قلق من هذا الوضع المتردي وأخاف أن يأتي يوم لا يجد فيه اطفالي ما يأكلون» يضيف محمد.
 
محمد ليس الوحيد الذي تأثر بالاضطرابات السياسية المستمرة في اليمن بل هناك الكثير من المواطنين الذين اصبحوا عرضة لانعدام الأمن الغذائي.
 
وقد حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) نهاية الشهر الماضي من أن تصاعد الفوضى السياسية في اليمن-الذي يعد من أفقر دول العالم- يهدد بزيادة تردي الأمن الغذائي المتدهور بالفعل.
 
وقال مسؤولون في المنظمة إن أكثر من نصف السكان البالغ تعدادهم 25 مليوناً مهددون غذائياً بحيث لا يستطيعون الحصول على ما يفي باحتياجاتهم الغذائية.
 
ويعرف انعدام الأمن الغذائي بأنه عدم قدرة أفراد المجتمع على الحصول مادياً واقتصادياً على الغذاء الأساسي الذي يمكنهم من العيش بصحة ونشاط.
 
وفي الوقت الراهن، أصبح لا يخفى على أحد من المارين في شوارع المدن اليمنية منظر الاشخاص الذين يبحثون عن الطعام في المخلفات الملقاة في براميل القمامة، ولم يعد ذلك المنظر غريباً لاسيما وأن الكثيرين اصبحوا عاجزين عن توفير ما يسد حاجتهم من الغذاء.
 
عبدالله المخلافي، أحد القاطنين في العاصمة صنعاء، يقول لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الظروف التي عاشتها اليمن ولا تزال تعيشها إلى الآن كفيلة بأن تتسبب في انعدام الأمن الغذائي وعدم قدرة السكان على الحصول على لقمة العيش التي اصبحت هماً يحمله المواطن اليمني على عاتقه طوال اليوم.
 
«نزوح مستمر للسكان، ومواجهات مسلحة مستمرة واغتيالات، ورواتب منخفضة، وفساد ونهب لمقدرات الوطن في ظل غياب التنمية التي تخفف الهموم على عاتق المواطن» يضيف المخلافي.
 
وقد اشار مسح اجراه برنامج الأغذية العالمي في شهر يوليو من العام الجاري، بالاشتراك مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، ان هناك أكثر من 10ملايين يمني، أي أكثر من 40% من السكان، لا يعرفون كيف سيؤمنون وجبتهم التالية.
 
ولفت المسح إلى أن نحو خمسة ملايين يمني يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي، ومن الجوع بسبب استمرار الصراعات الداخلية، بدرجة تستلزم إمدادهم بمساعدات غذائية خارجية.
 
ويعاني الكثير من اليمنيين من سوء التغذية بسبب الاستهلاك غير الكافي أو غير المتوازن للمواد الغذائية بسبب انعدام الأمن الغذائي. وبحسب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) فإن واحداً من كل أربعة يمنيين يعاني من سوء التغذية.
 
وقد أظهر مسح برنامج الأغذية العالمي أن اليمن احتل المركز الأول في معدلات سوء التغذية المزمن لدى الأطفال دون سن الخامسة، وأشار إلى أن معدلات سوء التغذية الحاد في اليمن بلغت حد الخطر في معظم أنحاء البلد، وارتفعت نسبتها في بعض المناطق إلى حد يحتّم التدخل العاجل.
 
واعتبرت محافظة الحديدة من أكثر المدن اليمنية التي يعاني أطفالها من سوء التغذية، الأمر الذي حدا بعض المنظمات الدولية، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، للتدخل وتنفيذ عدة مشاريع لمعالجة سوء التغذية في العديد من مديريات الحديدة.
 
ويقوم مشروع سوء التغذية في الوقت الحالي بمعالجة ثلاث فئات وهي: فئة الأطفال الذين لم يكملوا عامهم الثاني وذلك لوقايتهم وتحصينهم من التعرض لسوء التغذية، وفئة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، وفئة الأمهات اللاتي يعانين من سوء التغذية.
 
ويعاني كثير من المواطنين في المدن اليمنية من سوء التغذية، لاسيما في مدينة الحديدة الواقعة غرب العاصمة صنعاء وذلك كونها من أكثر المدن التي تعاني من الفقر.
 
تقف رقية سعيد في مركز علاج سوء التغذية بمنطقة باجل في محافظة الحديدة، حاملة طفلتها ذات العامين في يديها بانتظار قيام الأطباء بفحص جسد الطفلة الهزيل الذي يعاني من سوء التغذية.
 
تقطن رقية سعيد في منطقة باجل بمحافظة الحديدة، وهي أم لخمسة أطفال، ثلاثة منهم يعانون من سوء التغذية.
 
بداخل مركز العلاج يُسمع بكاء أطفال أجسادهم هزيلة تبدو وكأنه لا يكسوها إلا الجلد. يجلس أهالي هؤلاء الأطفال على أرضية المركز بانتظار قيام الأطباء بفحص اطفالهم وإعطائهم بعض الأدوية.
 
وتقول رقية سعيد لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنها لا تستطيع توفير الغذاء الصحي لأطفالها كونها تفتقر إلى المال الذي يمكنها من ذلك.
 
وتضيف «توفي زوجي وانا فقيرة ولا استطيع توفير الطعام لأطفالي باستثناء ما يجود به علي بعض فاعلي الخير، اشعر بألم في قلبي كلما تدهورت حالة أطفالي ولهذا أتيت إلى المركز الصحي كي أعالجهم من اجل ان تتحسن حالتهم» .
 
ظروف الحياة الصعبة وغلاء الأسعار وتردي الأوضاع المعيشية في البلاد نتيجة للاضطرابات السياسية الداخلية شكلت عائقاً امام رقية سعيد التي تقول "في أغلب الأيام لا نجد إلا الخبز والشاي.
 
د. فكري دريب، مسؤول التغذية في منظمة الصحة العالمية، قال لـ (د.ب.أ) إن نسبة سوء التغذية لدى الأطفال في محافظة الحديدة وصل في آخر إحصائية لها خلال العام الجاري إلى ما يقارب 18% وهذه النسبة تفوق المعيار العالمي لسوء التغذية الذي يفترض أن لا يتعدى 15%.
 
ويضيف دريب أن حياة الآلاف من الأطفال اليمنيين معرضة للخطر وانهم في المنظمة يبذلون قصارى جهدهم لتقليل نسبة خطورة سوء التغذية وذلك من خلال تقديم الخدمات الطبية ومشاريع التنمية والتوعية بمخاطر هذا المرض.
 
وأوضح دريب أن الأوضاع السياسية المتدهورة التي مرت بها اليمن ساعدت في تفشي الجوع وسوء التغذية في الكثير من المدن اليمنية، وذلك نتيجة لارتفاع الأسعار والنزوح من المناطق التي شهدت صراعات مسلحة الأمر الذي جعل الكثير من الأسر اليمنية تعجز عن الحصول على التغذية السليمة. يقول دريب: «الفقر وقلة الوعي وخاصة في المناطق الريفية هما أهم اسباب سوء التغذية» .
 
وكانت اسعار السلع الغذائية الأساسية شهدت ارتفاعاً عقب قرار الحكومة اليمنية في 30 يوليو من العام الجاري برفع الدعم عن المشتقات النفطية الأمر الذي تسبب في زيادة اسعار البنزين والديزل بحوالي 60%.
 
وبالرغم من قيام الحكومة بتخفيض اسعار المشتقات النفطية في أواخر الشهر الماضي ، ظلت اسعار المواد الغذائية كما هي بدون أي تراجع يُذكر.
 
ويذكر دريب أن بعض المشاكل التي تأتي نتيجة سوء التغذية، ومنها مشاكل النمو في الجسم والدماغ وضعف المناعة الشديدة، تجعل حياة الأطفال عرضة للخطر وللموت أحياناً.
 
وبحسب دريب فإن «المساعدات التي تقدمها المنظمات لا تكفي وحدها لمعالجة سوء التغذية، فهناك حاجة ماسة إلى بذل مزيد من الجهد لرفع مستوى الأمن الغذائي للأسر اليمنية، إلى جانب توفير الخدمات الأخرى كالرعاية الصحية والمياه الصالحة للشرب».
 
وبحسب منظمة اليونيسيف، فإن الأطفال هم أشد فئات السكان في اليمن تضرّراً نتيجة انعدام الأمن الغذائي وانتشار سوء التغذية، فمن بين نحو 4.5 مليون طفل دون سن الخامسة، يعاني أكثر من طفلين من كل خمسة من التقزّم، في حين أن 13% تقريباً يعانون نقصاً شديداً في التغذية.
 
ولا تزال مسألة التغذية تمثل خليطاً معقداً من حالات الطوارئ ونقص التغذية المزمنة حيث يعاني 43 % من الأطفال دون سن الخامسة في اليمن من نقص الوزن بينما يعاني 19% منهم من نقص الوزن الحاد وهي النسبة الأعلى عالمياً وفقاً لليونيسف.

الخبر التالي : الإعلان عن تشكيل «حلف القبائل السنية» في «العدين» و «الحزم» لتأمين المنطقتين

الأكثر قراءة الآن :

هام...قيادي بارز في المجلس الانتقالي يُعلن استقالته(الإسم)

رئيس مجلس الشورى يحث واشنطن على ممارسة ضغط أكبر على الحوثيين !

منظمة ميون تجدد مطالبتها للحوثيين بفك الحصار على مديرية العبديه

بحوزة سعودي ومقيم...السلطات السعوديه تحبط تهريب شحنة مخدرات ضخمة

الخدمة المدنية تعلن يوم الخميس اجازة رسمية

مقترحات من