السبت ، ١٨ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١٨ مساءً
دول العالم تغلق سفاراتها في اليمن ...  ما هي خيارات الشعب اليمني؟ وما هو مصير المبادرة الخليجية؟ وأين أخطأت السعودية وأين أصابت؟
مقترحات من

دول العالم تغلق سفاراتها في اليمن ... ما هي خيارات الشعب اليمني؟ وما هو مصير المبادرة الخليجية؟ وأين أخطأت السعودية وأين أصابت؟

قد يعجبك أيضا :

انطلاق منصة (مال) للعملات الرقمية المشفرة برؤية إسلامية

الحوثيون يستنجدون باحفاد بلال لرفد الجبهات...ماذا يحدث؟

مصدر ميداني يكشف حقيقة سيطرة الحوثيين على الجوبه!

شاهد الصور الأولية للحوثيين من أمام منزل مفرح بحيبح بمديرية الجوبه عقب سيطرتهم عليها

عاجل...التحالف العربي يعلن تدمر مسيرة حوثية

ا تغلق الولايات المتحدة الأمريكية سفارتها في صنعاء الى اجل غير مسمى، وتطلب من رعاياها المغادرة فورا، وتحذو حذوها معظم الدول الأوروبية الكبرى مثل بريطانيا وفرنسا وايطاليا، فان هذا يعني أن حربا دموية شرسة في طريقها الى اليمن، وان مبادرة السلام الخليجية التي أطاحت سلميا بالرئيس علي عبد الله صالح واتت بنائبه عبد ربة منصور هادي قد انهارت كليا وتحولت الى رماد.
 
أمريكا متورطة في حرب ضد الإرهاب في اليمن، مثلما هي زعيمة الرعاة للمبادرة الخليجية والانتقال السلمي للسلطة، وانسحابها بهذه الطريقة السريعة، دبلوماسيا على الأقل، وبعد استيلاء “أنصار الله” الحوثيين على السلطة، وحلهم البرلمان وعزلهم للرئيس، وتغطية نفسهم تشريعيا من خلال إعلان دستوري، يعني أنها “غسلت يديها” من اليمن، ويأست من إصلاح أوضاعه، وتركت أبناءه يواجهون مصيرهم وحدهم، تماما مثلما فعلت الدولة الخليجية الأخرى.
 
لا نعرف ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنسحب أيضا من الحرب التي تشنها ضد تنظيم “القاعدة” من خلال طائراتها بدون طيار (درونز)، ونسأل أيضا عن “شرعية” هذه الحرب بعد انهيار الحكومة اليمنية التي وفرت الغطاء القانوني لها؟
 
من الصعب التكهن بالخطوة الأمريكية المقبلة، فالإدارة الأمريكية تقف موقف المتفرج من أحداث اليمن، فالإدارة تنظر للحوثيين نظرتها نفسها الى “الدولة الإسلامية” أو جبهة “النصرة”، أي أنها لا تعتبرها خطرا على مصالحها يتطلب تجييش الجيوش، وإرسال الطائرات لقصفهم، على غرار ما تفعل حاليا في العراق وسورية، ولكن هذا الموقف السلبي في نظر الكثيرين من اليمنيين قد يتغير في حال انهارت المفاوضات النووية مع السلطات الإيرانية.
 
اليمن بات بلا رئيس ولا حكومة ولا برلمان، ويعيش انقسامات حادة بين الشمال والجنوب، وبين الشرق والغرب، وبين غلاة السنة وغلاة الزيديين، ونخبته السياسية عاجزة ومفلسة، وثورته تعرضت لعملية إجهاض تنطوي على الكثير من القسوة، وأحلام الشعب اليمني في الديمقراطية والرخاء والتعايش والوحدة الوطنية واجهت وتواجه انتكاسة كبيرة.
 
السيد جمال بن عمر المبعوث الأممي ينفخ في قربة مقطوعة، يخرج من اجتماع مع القوى اليمنية ليدخل اجتماعا آخر، ونتيجة هذه الاجتماعات واللقاءات المستمرة منذ أكثر من عام الفشل التام، وحتى إذا توصلت هذه الاجتماعات الى اتفاقات، فان حظوظها في التطبيق على الأرض دون الصفر.
 
“أنصار الله” باتوا القوة المسيطرة على معظم اليمن الى جانب العاصمة صنعاء، ويحتلون القصر الجمهوري ويسيطرون على مؤسسات الدولة وأجهزة الإعلام، وقوة عسكرية ضخمة مدعومة ببعض وحدات الجيش اليمني الموالية للرئيس علي عبد الله صالح، بينما لا تملك القوى القبلية والمدنية المعارضة لها غير إصدار البيانات المنددة، وإذا امتلكت سلاحا فهو سلاح فردي في معظم الحالات.
 
اليمن الآن يقف أمام ثلاثة خيارات رئيسية يمكن تلخيصها كالآتي:
 
أولا: التسليم بالأمر الواقع والقبول بالهيمنة الحوثية والتعايش معها حقنا للدماء والحفاظ على ما تبقى من الدولة وهيبتها ومؤسساتها.
 
ثانيا: مقاومة التيار الحوثي عسكريا، والاستعانة بالقوى الخارجية خاصة المملكة العربية السعودية ومن خلالها الولايات المتحدة الأمريكية.
 
ثالثا: الاستمرار في الحوار مع التيار الحوثي على أمل التوصل الى تسوية وسط تحقيق التعايش والمشاركة في السلطة بالتالي من قبل كل الأطراف أو معظمها.
 
ترجيح احد الخيارات ربما يكون عملية غاية في الصعوبة والمغامرة، لان كل واحد فيها له عيوبه ومزاياه، وبعضها بلا مزايا على الإطلاق في نظر الأطراف المتصارعة، كل حسب موقفه، فما يقبله تيار “أنصار الله” يرفضه التيار المقابل الذي يعتبر وجودهم في صنعاء اغتصابا للسلطة.
 
القبول بهيمنة التيار الحوثي يعتبر استسلاما، ومقاومتها ربما يكون عملية مكلفة ماليا وبشريا في بلد منهك مثل اليمن يقع في دائرة الإفلاس.
 
الإهمال الدولي، والخليجي منه بالذات لليمن، والتآمر عليه ووحدته واستقراره في معظم الأحيان هو الذي أوصل هذا البلد صاحب الجذور الحضارية العرقية وأهله الطيبين إلى الحفرة العميقة التي يعيش في ظلها الآن.
 
لا نملك حلولا نطرحها غير تكرار الاسطوانة المشروخة حول ضرورة الحوار والتعايش والبعد عن الاقتتال المذهبي والمناطقي، ولكن ما يمكن أن نتكهن به هو أن اليمن سيظل يدور في هذه الدائرة المفرغة من العنف وعدم الاستقرار طالما لا يشكل خطرا مباشرا على جيرانه، وعندما ينتقل الى مرحلة تشكيل هذا الخطر، فان الظروف ربما تتغير، ولا نستبعد تدخلات إقليمية ودولية عسكرية على وجه الخصوص.
 
السعودية الجار القوي لليمن ارتكبت أخطاء جسيمة في اليمن فقد انقلبت فجأة على حلفائها في حركة الإصلاح السلفية المهيمن عليها من قبل الإخوان المسلمين، ودون أن تكون على علاقة جيدة مع حركة “أنصار الله” الحوثية الشيعية المدعومة من إيران، والاهم من ذلك أن حليفها التقليدي الرئيس علي عبدالله صالح سار على عكس رغبتها وتحالف مع غريمها الحوثي، وعلاقته بالمملكة كانت شخصية ومحصورة في العاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز وجناحه، وليس في مؤسسة الحكم السعودي.
 
العاهل السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز منهمك حاليا في ترتيب بيته الداخلي كأولوية مطلقة، وربما يحتاج الى وقت طويل حتى يلتفت الى الملف اليمني، أما الولايات المتحدة فمنشغله في حرب ضروس ضد “الدولة الإسلامية” ولا نعتقد أنها مستعدة لخوض حرب أخرى في اليمن ضد الحوثيين الى جانب حربها ضد تنظيم “القاعدة”.
 
اليمن، وباختصار شديد مقدم على أيام صعبة والانهيار على الصعد كافة هو عنوان المرحلة المقبلة، نقولها بكل الم وحسرة نحن الذين نحب هذا البلد وأهله الشرفاء الطيبين واصل العرب والعروبة.

* مركز الروابط للدراسات الاستراتيجية

الخبر التالي : الدكتور القربي يحذر من انهيار الوضع في حال لم تتوافق القوى المتحاورة في موفمبيك

الأكثر قراءة الآن :

هام...قيادي بارز في المجلس الانتقالي يُعلن استقالته(الإسم)

رئيس مجلس الشورى يحث واشنطن على ممارسة ضغط أكبر على الحوثيين !

منظمة ميون تجدد مطالبتها للحوثيين بفك الحصار على مديرية العبديه

بحوزة سعودي ومقيم...السلطات السعوديه تحبط تهريب شحنة مخدرات ضخمة

الخدمة المدنية تعلن يوم الخميس اجازة رسمية

مقترحات من