في خطوة مفاجئة.. "صقور" الخليج ممنوعة من دخول الأردن

قد يعجبك أيضا :

الأردن مكاناً جاذباً واستراتيجياً لمحبي صيد الصقور والحيوانات البرية للمواطنين والسياح على حدٍ سواء، خاصة القادمين من دول الخليج، ونتيجةً للسمات السطحية التي يمتاز بها موقع الأردن الجغرافي وتوفر البيئة الطبيعية المتنوعة لأنواع كثيرة من الطيور المقيمة والمهاجرة، التي يصل عددها إلى ما يقارب 430 نوعاً، إلا أن الجمعية الملكية لحماية الطبيعة منعت، اليوم الثلاثاء، إدخال الصقور من دول الخليج إلى الأردن؛ بهدف المحافظة على الأنواع البرية من الحيوانات المهددة بالانقراض؛ وتطبيقاً للقانون والتعليمات التي تحظر صيد الصقور أو حتى حيازتها أو عرضها أو بيعها في المملكة.

رئيس مجلس إدارة الجمعية، العين خالد الإيراني، قال في تصريح له، اليوم الثلاثاء: إن "تأكيد قرار المنع جاء بعد اتفاق مع وزير الزراعة، وتم تعميمه من قبل وزير الداخلية على المعنيين في المؤسسات الوطنية وسفارات الدول الخليجية لإعلام رعاياها بالقرار".

وكانت السلطات الأردنية، وفور ورود أخبار باحتمالية انضمام الأردن إلى دول مجلس التعاون الخليجي، قد أصدرت قرراً في حينه في عام 2011، بالسماح لمواطني دول الخليج، وتحديداً السياح وفئة الشيوخ، باصطحاب "صقورهم" أو طيورهم الجارحة عند زيارتهم للمملكة.

مناكفة أردنية
في حين يأتي قرار المنع اليوم، بحسب مراقبين تحدثوا لـ"الخليج أونلاين"، رداً واضحاً من السلطات الأردنية على دول الخليج التي لم توضح موقفها بعد من انضمام الأردن إلى دول المجلس الخليجي.

وقامت الجمعية، بالتعاون مع وزارة الزراعة ومديرية الجمارك والإدارة الملكية لحماية البيئة، بعقد ورشات عمل تدريبية في معظم المعابر الحدودية لتطبيق اتفاقية "السايتس" الخاصة بتنظيم تجارة الحيوانات البرية المهددة بالانقراض، ومنع إدخال الصقور إلى المملكة.

قرار بلا قيمة

ودرج زوار الأردن من الخليج على أن يصطحبوا صقوراً معهم؛ لغرض استخدامها في صيد الطيور والأرانب شرقي الأردن، في حين تمنع التعليمات الصيد شرق السكة، إلا أن عارفين بعمليات الصيد أكدوا لـ"الخليج أونلاين" أن القرار لن يكون له تأثير واضح على الأرض؛ لأن عمليات صيد الصقور، وكذا الحيوانات البرية في الأردن، تتم أصلاً بصورة سرية من قبل مجموعات محترفة، تعمل بالدرجة الأولى بهدف جمع الأموال من السياح الخليجيين الذين يفضلون عمليات الصيد في مناطق خاصة في الأردن.

وكانت وزارة الزراعة تسمح للسائحين من مختلف دول الخليج العربي والعالم باصطحاب صقور معهم في أثناء دخولهم الأراضي الأردنية، من مختلف المعابر الحدودية في العطلة الصيفية، حيث يتجهز محبي هذه الهواية من الخليجيين، ولا سيما مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة، للسفر للأردن مع اقتراب العطلة الصيفية لهذا العام.

واشترطت وزارة الزراعة على هؤلاء قبل تطبيق قرار المنع مؤخراً، اصطحاب شهادات صحية للصقور وجوازات سفر "سايتس"؛ للسماح بدخولها إلى المملكة؛ للتأكد من خلوها من الأمراض.

وانتقدت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، في وقت سابق، قرار وزارة الزراعة السماح للخليجيين بالصيد في الصحراء الشرقية باعتباره مخالفاً للقانون.

وأكدت في حينه التزامها بتطبيق القانون ومنع الصيد في الصحراء الشرقية؛ لخصوصية الحياة البرية فيها، واحتوائها على العديد من الحيوانات والطيور المهددة بالانقراض.

وكانت جهات رسمية في دول الخليج العربي خاطبت الأردن بشكل رسمي، مطالبة السماح لسياحها بإدخال الصقور معهم، لممارسة هواية الصيد.

يشار إلى أن اتفاقية الاتجار الدولي بالحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض "السايتس"، هي اتفاقية دولية بين الحكومات، وتهدف لوضع الضمانات اللازمة لعدم تهديد التجارة الدولية في هذه الأنواع لحياتها وبقائها.

أنواع نادرة
يعتبر طائر "الشنار" الذي يمتاز بوجوده بكثرة في الأردن، من الطيور المفضل صيدها لدى مواطني دول الخليج، وهو طائر ذو حجم متوسط ويكون الذكر أضخم من الأنثى، ويتميز بألوانه الزاهية ويحيط بالعينين خط أسود بارز، ويكون الصدر مخططاً باللونين الأزرق والرمادي، أما منطقة البطن فهي ذات لون برتقالي، وينتشر في مناطق الجبال والسهول مثل جبال الشراة.

وكان الأردن قبل أعوام قليلة فقط، قد شجع إقامة مسابقات ومواسم صيد لطيور الصحراء الجارحة، وهي الرياضة المفضلة للعشرات من شيوخ الخليج والأمراء، ونص القرار الإداري الأردني حينها على أنه "بإمكان الشقيق السائح الخليجي الحضور لعمان مع صقوره وطيوره، بشرط واحد فقط؛ وهو التزود بشهادة طبية تظهر خلو الطير الجارح من الأمراض".

والهدف، كما قال الناطق باسم وزارة الزراعة، نمر حدادين: "تمكين المصطافين في موسم الصيف من إحضار طيورهم التي كانت تعلق على الحدود حتى يتم استصدار شهادة تصدير واستيراد أردنية لها"، إلا أن حدادين استدرك بالقول:"إن قراراً منافياً للقرار السابق قد صدر اليوم".

الخبر التالي : علي عبدالله صالح في أحد كهوف سنحان.. وجيبوتي ترفض «رسمياً» استقباله على اراضيها