رجل الأعمال الشميري .. قصة الإنسان الذي قتله أعداء الإنسانية

قد يعجبك أيضا :

�لأول الموافق (17 نوفمبر 2015).. كانت محافظة الحديدة، غرب البلاد، على موعد مع جريمة مروعة، أبطالها كالعادة، مسلحو المسيرة القرآنية، الحوثيين، وضحيتها كان رجل أعمال في السبعين من عمره، كان يحمل حتى آخر لحظات حياته، هم وطنه، ورغبة جياشة في النهوض به من خلال أفكار نهضوية، عجز عن اجتراحها شباب اليوم، الذين وضعتهم جماعة الحوثي المتوحشة أمام خيارات كلها تؤدي إلى الموت.

عبد السلام الشميري، أحد رجال الأعمال اليمنيين القلائل الذين جمعوا ما بين العلم والثقافة، والابتكار، والفكر، والحنكة الاقتصادية، والخيرية المتأصلة في روحه وعقله وتفكيره.

عبد السلام الشميري، ألف كتبا في الحضارة والنهضة، وأدار مشاريع اقتصادية، وقدم أفكارا وتصورات عملاقة للنهضة بالقطاع الصناعي والزراعي في اليمن، كما أنه أحد رموز العمل الخيري، في البلاد.

لم تشفع له شيخوخته، ولا وقار شيبته، لدى عناصر مليشيا الحوثي الذين فقدوا القدرة على التمييز بين الخير والشر، والحق والباطل، فصاروا شياطين يأتمرون بأمر زعيم لربما صار مستشارا لإبليس الرجيم.

قتلوه في غرفة نومه، بلباسه المنزلي المتواضع، قتلوه بقرابة 30 رصاصة اخترقت جسده، وانتزعت روحه، التي ذهبت إلى بارئها، بينما انهالت لعنات اليمنيين على القتلة، ومن دفعهم ومنحهم صلاحيات القتلى، سواء في صنعاء أو مران بصعدة.

لم يكتف قتلة المفكر ورجل الأعمال الشميري، بارتكاب جريمة القتل البشعة هذه، والتي أماطت اللثام عن حقد دفين يملأ قلوب الحوثيين، إزاء فاعلي الخير، وحاملي مشاريع النهضة لهذا البلد، الأسير منذ أكثر من عام، بأيدي القادمين من دهاليز التخلف الإمامي، الذي توارى بين الكهوف منذ ثورة 26 سبتمبر الأبية.

لم يكتفون بذلك، بل قاموا بنهب منزله، والتهديد بتفجير عمارته المكونة من عدة طوابق، بل وزادوا بأن قاموا بنهب المعدات الثقيلة والخفيفة من مصنع النهضة، والكسارة التابعين للشهيد الشميري.

ولم تكن هذه الجريمة، هي الأولى من نوعها، فلق سبق وقتل الحوثيين عدد من رجال الأعمال في الحديدة وعدة محافظات أخرى، ولأسباب واهية، فقط لأن سيدهم عبد الملك الحوثي منحهم تراخيص القتل وبشكل سخي.

الشهيد الشميري، لا يحتاج لمن يتحدث عنه وعن أفضاله وخيريته، لأن مشاريع الخير، ورجال الإقتصاد، إضافة إلى شريحة واسعة من المستفيدين من العمل الخيري، يعرفونه جيدا، لكن هذا لم يمنع عدد كبير من السياسيين والمثقفين والأكاديميين من التعبير عن أسفهم لهذه الجريمة.

فهذا علي البخيتي، القيادي الحوثي المنشق، قال في منشور على صفحته الشخصية في موقع "فيس بوك": "هذا الشيخ الجليل، ورجل العلم والمعرفة، ومؤلف لكتاب عن الحضارة، والسياسي المخضرم في حزب الإصلاح، ورجل البر والإحسان، ورجل الأعمال العصامي، طلع بقدرة قادر يمول خلية اغتيالات ويديرها من منزله.

وأضاف البخيتي: " ألا لعنة الله على الكاذبين، من الأهبل إلى عاد با يصدق إعلامكم أو مصادركم الأمنية المسطولة بعد كل التهم التي كلتوها لسام الأحمر والأدلة التي لفقتوها والشهادات التي زورتموها وعرضتها المسيرة لعدة أيام، وفي الأخير طلع سام الأحمر براءة من كل تلك التهم الكيدية".

وقال البخيتي: "الحوثيون يقتلون أي إنسان حتى ولو لم يخض معهم صراع، لا يوجد عندهم إلا صنفان من البشر، إما تابع أو عدو ومنافق".

واختتم قائلا :"رحمة الله عليك أيها الشهيد عبدالسلام الشميري ولعنة الله على قاتليك، ولعنة الله مليون مرة على من سيتهمك بأنك داعشي وزعيم خلية اغتيالات"، مضيفا " وقارك وسماحة وجهك ومهابتك وسنك وعصاك التي تتوكأ عليها تنفي تلك التهمة السخيفة تماما عنك، وتقول لمن قتلك من الحوثيين: انتم قتلة وحقراء وسفلة ومنحطون ولصوص".