تحويل قصر لمتحف بعد محو آثار صدام.. تعرف على القصة

أعاد العراق الحياة لأحد قصور الرئيس الراحل صدام حسين، في مدينة البصرة (جنوب)، بعد غلقه لأكثر من 13 عاماً، بتحويله إلى متحف تاريخي.

فرصة العودة إلى الحياة شملت أيضاً متحف البصرة الحضاري، الذي أغلق منذ حرب الخليج الأولى عام 1991، حيث تحول من مبناه القديم إلى قصر صدام حسين، الذي استقرت فيه القوات البريطانية عقب غزو العراق في 2003، وسلّمته للحكومة العراقية عقب انسحابها من البلاد في 2008.

وافتُتح المتحف للزوار، الثلاثاء الماضي، وكانت الحكومة العراقية سلمت القصر في 2010 لفرع الهيئة العامة للآثار والتراث بالبصرة لتحويله إلى متحف.

قد يعجبك أيضا :

انطلاق منصة (مال) للعملات الرقمية المشفرة برؤية إسلامية

الحوثيون يستنجدون باحفاد بلال لرفد الجبهات...ماذا يحدث؟

مصدر ميداني يكشف حقيقة سيطرة الحوثيين على الجوبه!

شاهد الصور الأولية للحوثيين من أمام منزل مفرح بحيبح بمديرية الجوبه عقب سيطرتهم عليها

عاجل...التحالف العربي يعلن تدمر مسيرة حوثية

ونُقل المتحف من مبنى أثري في المدينة إلى القصر بمساعدة جمعية أصدقاء متحف البصرة البريطانية الخيرية، وشركة بي. بي النفطية البريطانية، وبدأ العمل في 2012 لتجهيز القصر.

ونظراً لضعف التمويل ستُفتح صالة عرض واحدة فقط للجمهور، تعرض أكثر من 400 قطعة أثرية عُثر عليها في مواقع أثرية بالبصرة، بينها أوان فخارية يرجع تاريخها إلى ما يزيد على 2000 عام مضت.

وتسعى الجهات العراقية المختصة لتزويد المتحف بأكثر من 4 آلاف قطعة أثرية تُجلب من مخازن المتحف العراقي في بغداد، بينها قطع يعود تاريخها للحقبة الآشورية، وأخرى للحقبة البابلية، وفترات الحكم الإسلامي.

وفي هذا الصدد قال مصدر مقرّب من الإدارة المحلية في البصرة لـ"الخليج أونلاين"، إن شروطاً كانت مفروضة من قبل أحزاب سياسية وشخصيات دينية على الهيئة العامة للآثار للسماح لها بتحويل القصر إلى متحف"، مؤكداً أن الشروط تتعلق بـ "وجود آثار لصدام حسين، حيث توجد نقوش بارزة تحمل اسم صدام داخل القصر وعلى الجدران، وهو ما كان يعتمد في بناء جميع قصوره".

وبيّن أن "الآثار تمت إزالتها، برغم معارضة جهات بينها أجنبية؛ معتبرين هذه الآثار تدل على مرحلة زمنية من مراحل العراق".

وكانت مجلة ناشونال جيوغرافيك العالمية أكدت في تقرير لها، في أبريل/نيسان الماضي، وجود بعض "التحديات التي تواجه الجهات المنفذة للمشروع".

ونقلت المجلة عن مدير الشركة الإنشائية التي تتولى أعمال ترميم القصر، مهدي الموسوي، قوله: إن "الشركة تواجه مشكلة في إزالة اسم حاكم العراق السابق صدام حسين، المحفور بخط اليد فوق البوابة الرئيسة للقصر، وعلى اللوحات الخشبية الجميلة حوله، مع اللقب المرافق لها وهو أمير العرب".

وأضاف الموسوي، وهو ينظر إلى العبارات المكتوبة على جدران القصر: إن "سياسيين سيأتون إلى الموقع للتعبير عن الإعجاب بالمشروع وإسناده"، مستدركاً "لكنهم لن يكونوا سعداء بما هو مكتوب على الواجهة".

وأوضح مدير الشركة أن "مجموعة من قوات المليشيات تأتي غالباً للموقع مهددين بالاستيلاء على البناية"، لافتاً إلى أن "الهيكل الخارجي للقصر ما يزال يحمل آثار تفجيرات العبوات والسيارات المفخخة منذ أن كان يستخدم كقاعة استراحة لقوات الجيش البريطاني في البصرة بعد احتلال العراق سنة 2003".

وذكرت المجلة الأمريكية أنه "خلال مدة الاستقرار السياسي التي شهدتها البصرة في السنوات الأخيرة، وانتعاش صناعة النفط فيها، تحولت المدينة إلى مرفأ استقطاب للزوار ورجال الأعمال من الشمال والوسط، وأصبحت نقطة استقطاب تجاري وثقافي".

وقال مدير فرع البصرة للهيئة العامة للآثار والتراث، قحطان العبيد، بحسب ناشونال جيوغرافيك: لقد "اقترحت على الحكومة الاتحادية عندما غادر البريطانيون البصرة في 2008 أن تحول إدارة القصر لمسؤوليتنا"، وتابع أن "موافقة الحكومة على ذلك استغرقت سنتين".

وكشف العبيد عن "موافقة الحكومة المحلية في البصرة على صرف 3 ملايين دولار من كلفة المشروع البالغة 3 ملايين و500 ألف دولار، في حين جمعت مؤسسة أصدقاء متحف البصرة الخيرية البريطانية تبرعات لتغطية الباقي، جاء أغلبها من شركات النفط، مع تبرع المتحف البريطاني بتقديم الإسناد والمشورة مجاناً".

وتعرضت كثير من المواقع الأثرية والمتاحف العراقية لعمليات نهب وتدمير في أعقاب حرب عام 2003.

وبعد أكثر من 10 سنوات على الحرب أُعيد افتتاح المتحف الوطني العراقي في 2015، بعد سرقة أكثر من 15 ألف قطعة أثرية منه أثناء الحرب، وتمت استعادة ما بين 8 و9 آلاف قطعة منها حتى الآن.

الخبر التالي : الحوثيون يعلنون دخول صاروخ «صمود» على خط المواجهات مع السعودية