الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٣٣ مساءً
قائد الثورة البكر .. الشيخ أمين حسن أبو راس : مسيرة نضال وحكاية إنسان ..
مقترحات من

قائد الثورة البكر .. الشيخ أمين حسن أبو راس : مسيرة نضال وحكاية إنسان ..

قد يعجبك أيضا :

انطلاق منصة (مال) للعملات الرقمية المشفرة برؤية إسلامية

الحوثيون يستنجدون باحفاد بلال لرفد الجبهات...ماذا يحدث؟

مصدر ميداني يكشف حقيقة سيطرة الحوثيين على الجوبه!

شاهد الصور الأولية للحوثيين من أمام منزل مفرح بحيبح بمديرية الجوبه عقب سيطرتهم عليها

عاجل...التحالف العربي يعلن تدمر مسيرة حوثية

�رس - عبد الرحمن حزام: قبل أن يكون الشيخ أمين حسن قاسم أبو راس مناضلاً وقائداً وزعيماً لأكبر قبائل اليمن كان إنساناً قريباً من البسطاء مهتماً بقضاياهم ودوداً معايشاً لوضعهم مدافعاً عنهم ومتألماً لألمهم بل أن نضاله كان من أجل تحرير المواطن من الظلم والقهر الذي عاناه من الحكم الإمامي البغيض .. , لم يمن على شعبه رغم كل ما قدمه للوطن من تضحيات عاش طاهر اللسان طاهر القلب طاهر اليد , وما كان يحب أن يظهر دوره في الثورة والدفاع عن الثورة . ويأتي هذا التقرير من حرصي على إظهار دور صانعي شمس الثورة – حسب وصف الشاعر الشهيد محمد محمود الزبيري- أنشر هذه السيرة العطرة المفعمة بكل معاني الإنسانية وهذا التاريخ المليء بأعظم الأدوار النضالية لعلم من أبرز أعلام اليمن ورجل من أعظم رجالات هذا الوطن . الشيخ المناضل أمين بن حسن قاسم أبو رأس شيخ مشائخ بكيل -رحمه الله- أحد أبرز أعلام اليمن الذين دافعوا عن الثورة والجمهورية منذ اليوم الأول من طلوع فجرها المشرق وكان اول من لبى نداء الثورة وقام في أسبوعها الأول بتطهير دمت وقعطبة من بقايا العهد البائد عاش حياته مكافحاً مناضلاً صلباً جسوراً ومقاتلاً شجاعاً وقائداً محنكاً مخلصاً لوطنه ينتمي لأسرة عريقة شاع صيت ابنائها في مختلف أرجاء اليمن لما عرف عنهم الشجاعة والعدل , والنضال منذ الاحتلال العثماني وحتى الآن .. ولد في الجوف – برط والده الشيخ حسن قاسم أبو راس شيخ مشائخ بكيل أحد رواد النضال ضد الاحتلال التركي ومن بعده الحكم الإمامي ووالدته هي السيدة ملوك أبو راس التي اشتهرت برفضها للظلم الذي عاناه اليمنيون من الاحتلال التركي حتى أنها دفعت بأبنائها إلى مقاومة السلطات التركية والوقوف في وجهها بكل شجاعة ففقدتهم كلهم شهداء من أجل التحرر والاستقلال , ولم تضعف أمام تلك المصائب مما دفع الوالي التركي إلى خوض حرب استهدف فيها أسرة أبو راس . --------------------- آل أبو راس .. لمحة تاريخية: ------------------- وأسرة أبو راس لها تاريخها النضالي منذ الاحتلال التركي من تاريخ اليمن فهو وهي أسرة وطنية عريقة قدمت تضحيات جسيمة ضد النظام الامامي البائد وسقط من ابنائها الابطال العديد من الشهداء الميامين فوالده المرحوم حسن بن قاسم ابو رأس استشهد في سجن الامام تحت التعذيب واخوه قاسم بن حسن اغتاله الامام بواسطة السم عام0691م عندما احس الحكم الكهنوتي بخطورة بقائه حياً كما قدم اخويه قرباناً لثورة 84م وهما النقيب محمد بن حسن والنقيب عبدالله بن حسن ابو رأس.. • معركة المطاحن معركة من اشهر معارك اليمنين ضد الاتراك خاضها الشيخ قاسم حسن أبو راس جد الشيخ أمين أبو راس: المطاحن (من التطاحن و ليس جمع مطحنة ، بلغة اهل الجبال من الجوف تلفظ إم-طا-حن) جبل وقعت فيه واحدة من اشرس المعارك اليمنية ضد الاتراك و كانت بين قبيلة ذو غيلان بقيادة النقيب قاسم بن حسن ابوراس شيخ مشايخ بكيل ( جد النقيب امين ابوراس) في تلك المعركة و من شراستها و حدتها تطاحن الفريقان وانتصرت ذو غيلان و اصبح الجبل المطل على قرية الحوري بقضاء ذي السفال و المشرف على مدينة القاعدة يعرف بالمطاحن الى يومنا هذا و قصيدة "دقوا طبول الحرب" هي لشاعر ذو غيلان الشيخ المناضل المرحوم / احمد محمد حسين الشرعي – رجوزة – برط – الهجرة- القاهرة نجد ريح، نظمها أيام غزو الأتراك لليمن و هو مع مجموعة من مشائخ ذو غيلان و على رأسهم النقيب المرحوم الشيخ قاسم أبوراس و هي: من تركيا ساقت حذوف المقادير -------- بجيوش قادوها رجال العماله في القاعدة دكت علينا الطوابير -------- مثل الدبا مسترسلاً في رماله الارض ماجت او قيامه او اعاصير -------- كأن السهل يقبل وتقفي جباله الخيل تلعب قبلهم و النواطير -------- دقوا طبول الحرب اذن بفعاله من قبل اراهم ما خطر بالتفاكير -------- ان يكلف المسلم بغير احتماله وسألت ربعي هل تباح المقاصير --------- واحنا نشاهد يالها من فساله وفزوا رفاقي من سؤالي مذاعير --------- مثل الاسود الضارية من سلاله و قالوا أبشر لا تهم العصافير --------- احنا نرش لمن يهمك عقاله ما نكسب الخيل الأصيال مناظير -------- ولا الوطن يجتاح واحنا عياله وشدوا سروج الصافنات البواطير -------- وكل منهم قال اودي الرساله وركبت حمرا من خيول المناصير --------- صما ملاقيها تقـود البلاله وهزيت رمح أسمر يشابه رشا بير --------- هزيت رمحي لين حّمر سقاله وحكمت ضربي في صدورالخنازير --------- واغمدت سيفي ذي يلين الصفا له يشوقني يوم الوغاء كأنه الزير --------- ينقض كالضرغام يفرس غزاله ويشهد لسطوة من ذكرته محاسير --------- خيلاً تزاول كالنساء في مزاله نورد حياض الموت وحنا مصادير ---------- والارواح نرخصهالكسب الجماله ايمان منا بالقضا و المقادير ---------- و اخلاص منا للوطن حبنا له حتماً علينا الذود دون المعاوير ---------- و نلقى بقلتنا جموع البساله ليتك ترانا يا رفيق الغنادير ---------- وقت الضحى والبيع نافذ واقاله كأن المنايا عايرنا الاضافير ---------- واخصيمنا في الحرب تقصرحباله لو الحياة تباع كان المسافير --------- باعوا بساعة والجبان البقاء له ولكن الرحمن بيده تدابير ---------- ومشيت ابن ادم ورزقه واجاله و لا يمنع الجبان كثر الدنانير ----------- لو صك دون الموت باباً ولا له يأتيه و الابطال تمرح مناوير ----------- عسى الردى غداه والا عشاء له والجيد يتمتع و يستأهل الخير ---------- والناس في كل النوايب فـدا له والختم صلوا عدا ما غرد الطير ----------- على النـبي المصطفى احمد و اّله -------------------- قصة البداية -------------------- يقول الشيخ فيصل أمين أبو راس : "بدأت مسيرة الشيخ أمين أبو راس النضالية بعد ان استشهد ابوه و عمه و اخوته ، و امر الحاكم بمصادرة اطيان اليتامى من اجل مضاعفة معاناتهم و مآسيهم بقصد تشريدهم ! ذلك الشاب اليافع اصبح قائدا و زعيما يمنيا و نسرا من نسور الوطن يحلق في سماه ، كان مخلصا للوطن و ثار مع الابطال .. و انتقم من الحاكم الجائر و اراح الشعب من استبداد و جبروته ". ومن أول رسائله إلى الإمام وهو في ريعان شبابه وتدل هذه الرسالة لما كان يحمل ذلك الشاب اليافع من همة وهموم رغم صغر سنه آنذاك يصف فيها ما عانته اسرته من آل حميد الدين من قتل ونهب للأموال : "يا مولاي -وإنها ( ياء) الاستغاثة لا (ياء) النداء- .. وهبناكم، ولاءً عن رضا، حق التصرف في الدماء قطرات الدم التي سالت عنوة ويعلم الله هل عن حق ام عن باطل، وقلنا لنا رجاء و لهم مندوحة! كم وهبناكم حق التصرف في الأجساد ففي السجون بطون عزتي، وهبناكم حق التصرف في الأموال فخربت بيوت و انتهكت حرمات و لم يبق السيف والتخريب إلا يتامى و مرضى وقلنا لهم و منهم خاصة و سينتهي الامر عند هذه النهاية المومضة المؤسفة وسيأتي وقت يتحرك فيه الضمير فيقدم الى العاطفة النبيلة قائمة حساب ما تولى الغضب عمله وسيتدخل الله ورسوله و الحلم و الشفقة و الفضل والى آخر هذه الصيغ ولكن لا فالضعيف المغلوب المظلوم المنكود ليس له محل تحت ملكة القسوة و القهر، ويأتينا وفي هذه الايام بالذات نهاية النهاية وداهية الدواهي او ما يعبر عنه بالانتحار وسؤ المصير و الحكم بالاعدام. شكلت الطريق ثلاث مرات وجاءت النتيجة واحدة وعلى سبيل الصدفة اخذت من اموالنا ما يصل الى نصف الاحجاف، فقلت لماذا نأسف أو نضج أمر عام ومهما كانت مصلحته عامة او خاصة لزمنا الصبر و السكوت ولكن جاء مهندس رابع فنقض ما قرره المهندسون الثلاثة وحول الطريق من مجراها المتقرر ثلاثاً لا عن ضرورة ولا صعوبة حولها الى البقية الباقية من المال البقية التي فيها بقاء بقية اسرة لسد الرمق لا غير بقية مال تتعلق به حياة نساء و أطفال وعجزة ومرضى لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلاً حولوا الطريق إلى هذه البقية التي هي الحياة ولا تحمل غير هذا المعنى حولوا الطريق اليها عنوة وعن مؤامرة وعن قصد لإنهاء بقية كل أمل في الأمام وفي ولي العهد وفي الحياة نفسها، قلت لكم حولوا الطريق عن التشكيل المتقرر و المجمع عليه من ثلاث مهندسين لا عن ضرورة ولا عن صعوبة بل الصعوبة في التحويل وقلت لكم عن قصد ومؤامرة حين وجدوا ثغرة في المهندس الضعيف ومن رفاقه من بقية أحقاد واطماع وقد بدأ التلاعب يتحكم و المؤامرة تتدخل و الأطماع تسيطر. اعذروني واعفوا عني إذا راجعتكم بهذه اللهجة فالقضية معناها نهاية حياتنا حياة أسرة فهذا الموضع الذي حولوا اليه الطريق تتعلق به حياة أسرة لقمة العيش حلاوة الروح عامل الصبر عامل الرجاء و الأمل. انني ادعوكم بكل ما يحرك فيه نبل العاطفة وحنان الحليم وعدالة المقتدر و انصاف القادر ان تخرجوا بانفسكم و تنظروا التشكيل الاول و الاخر ومقدار المصلحة او عدمها وهل تهديم اسرة دعت اليه الضرورة او الصدفة او او الخ ... فان تتحركوا فالقول الفصل قولكم وقد حكمكم الله فينا فيما ان رايتم ان لا عذر لنا فسنلجا إلى الصبر ونقول(لهم ومنهم) لا غضاضة او لا تتحركوا فان المملوك مضطر لنقل عائلته و اللجؤ إلى إي جهة لنستجدي ما يسد رمق الحياة بعيداً عن الشماتة و الحاجة إلى الأكفاء وبعيدا عن تذوق أنواع الإهانة و الشقاء وبعيدا عن سؤ المغبة ولكم النظر. مولاي اننا في حالة احتضار وانتضار الموت البطئ مع ان في وسعكم ما يفرج الكربة و يقيل العثرة و قد ارتبطت كل وسائل الارتزاق بكم ولا افصل هذا وانتم اكثر مني الماما ما للفرد على الدولة من حقوق وما يجب على الحكومة نحو الفرد وان المملوك ليس بالمتأخر كفاءة او فهما عن امثاله الذين لهم اوفر نصيب في هذه الدولة فكلنا خريجي مدرسة الفطرة لا تفوق الا شهادة المحسوبية و الاثرة و المحاباة. اننا اسرة بل اكبر اسرة مارست الفقر بعد الغنى و الاهانة بعد العزة و الجفوة بعد الحظوة لا عن ذنوب لا عن عيوب ولا خروج عن حدود كونها اسرة عادية لا يأتيها تصور المزاحمة من بين ايديها ولا من خلفها وحتى لو كانت كذلك فعرف الله وكل ملك في الدنيا لا يعاقب بقطع الارزاق وفرض الحصار و البقاء تحت وطأة العقد النفسية ولدغات الفاقه وشكاسة الظروف المنعدم فيها كل عمل حر مجدي وانحصار الاسباب في افراد بلغوا من الثراء ذروته. وحتى المصلحة من هذه الطريق سينعمون بها لوحدها وعلى حساب كم من اسرة اصبحت فقيرة بعد انتزاع أطيانها لتتوسع منافع كل مستغل كل محتكر كل عدو للخير، انزلوا الى مستوى الناس وراقبوا الله و الضمير ولا يكون همكم من الشاة الا لبنها او الانتفاع بجلدها بعد موتها، شأن الراعي المهمل، ان الشاة أبقى من الذئاب واشد حاجة للرعاية من ذوات النيوب و المخالب، ولا تأمنوا مكر الله والا تغتروا بالسلطان فالتاريخ مليء بالعبر، والله الموفق كل شئ واكبر وانا لله انا اليه راجعون.... المواطن/ امين بن حسن ابوراس ------------------- أبو راس الإنسان : ------------------ كان قريب من البسطاء والفقراء منحازاً إليهم: ------------------ وقف أمين أبو راس في وجه ظلم الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين، وكاشفة جهراً بحقيقة ما آلت إليه أمور البلاد والعباد، فأرسل له رسالة ينصحه في بعضها قائلاً: (انزلوا إلى مستوى الناس، وراقبوا، وارحموا الفقير) ! . ومن خلال رسائل الشيخ أمين أبو رأس، يظهر أن الشيخ كان يتحدث بلسان البسطاء ومنحازاً إليهم ولم تفتنه مكانته عن المواطنين، إذ دائماً ما كان يتحدث بلسانهم ويصرح بمطالبهم، حتى حين استفرد كل شيخ بلواء يديره كيفما شاء، ظل هو ينادي بتحسين الأوضاع ورفع الظلم عن المواطنين وكان ذلك أحد أسباب الخلاف التي سبق سردها وأكثر ما يشرح ذلك رسالتان له تنمان عن موقف متقدم وانحياز إلى صف المواطنين، الأولى أشبه بصرخة استنكار في وجه المشايخ والقادة الذين كانوا يتصارعون على النفوذ والمصالح حررها في 24 مايو 1970م ونصها: «تتوارد ا لأنباء من تهامة بأن الأهالي يموتون جوعاً على مرأى ومسمع من المسؤولين، انقذوا البشرية من الكارثة التي سيسألنا الله عنها.. اتقوا غضب الله قبل أن يحل بالجميع، إن هذه الصورة التي تنقل إلى المشاعر الإنسانية هذا المشهد المحزن، تسبب لصاحب الضمير الحي الدوران.. انظروا إلى القصور من أين عمرت؟ وإلى الآبار الارتوازية من أين حفرت وجلبت مكناتها؟ وإلى الملابس الفاخرة والحلي من أين وكيف لبست؟ والبنوك من أين ملئت؟ والسيارات من أين اقتنيت؟...». ومن رسائله التي يقف فيها مع المواطنين رسالة للقاضي عبد الرحمن الإرياني : «فخامة رئيس المجلس الجمهوري القاضي عبد الرحمن الإرياني.. رفعت إليكم برقيات عدة مطالباً تحديد اختصاصات مسؤولي لوائي إب وتعز من الألف إلى الياء ولعل ما رفعت به وضع في سلة المهملات كما عرفنا، فاتقوا الله ومتى يستقيم الظل والعود أعوج، فالمسؤولين من عسكريين ومدنيين جعلوا من اللوائين مركز استرزاق وعبث بالمواطنين الضعفاء وسلب أموال وهتك حرمات، واللواءان واقعان في الجمهورية العربية اليمنية وليس في مستعمرات إسرائيلية والله تعالى يقول (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) انقذوا إب وتعز من مآسي المسؤولين وخاصة العسكريين. . أخوكم المواطن/ أمين حسين أبو رأس» ولم تقتصر رسائله إلى الحكام المتعاقبين في اليمن بل أخذ على عاتقه قضايا كل ابناء اليمن من خلال رسالة للملك فيصل ملك المملكة العربية السعودية : "صاحب الجلالة، الملك فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ، ملك المملكة العربية السعودية، المبجل تحية العروبة والإسلام والكفاح المشترك، من أجل نصرة الحق وبعد: لقد فكرت كثيراً وقلبت أوجه الرأي طويلاً قبل أن أخذ القلم والقرطاس لأنقل إلى جلالتكم بواسطتها صادق مشاعر الأخوة والإحساس العميق إزاء مواقف جلالتكم المشرفة فيما يتعلق بقضية التخلف والعزلة الرهيبة في اليمن التي لا زالت مجسدة في صورة الثالوث المخيف، الجهل، والفقر، والمرض. أن مواقفكم العظيمة حجما وكما وكيفا بالنسبة لليمن في الأعوام الأخيرة التي تلت ميثاق المصالحة والسلام لأصدق دليل على مدى اهتمام جلالتكم بهذا الشعب العربي المسلم الجار الذي حرم لقرون طويلة من أبسط مقومات الحياة الإنسانية، وما قدمتوه جلالتكم وتقدموه وستقدمونه لهذا البلد في مجال التعليم بصورة خاصة ليس إلا ترجمة أمينة لما تكنون جلالتكم من حب الخير ومصداقاً لقوله تعالى " والأقربون أولى بالمعروف..." وهذا العون السخي الصادق يشكل نقطة جليه في مسار جلالتكم الحكيمة الرامية إلى تعميق أواصر القربى والعقيدة الحقه بين مختلف شعوب العالم العربي والإسلامي قاطبة. ياصاحب الجلالة، لست بحاجة إلى أن أستعرض في هذه السطور مجمل المراحل التي مر بها الشعب اليمني في كفاحه من أجل العدل والتقدم والرخاء كما لست بحاجة إلى أن أضع بين أيدي جلالتكم الآثار الكريمة التي تركتها مساعيكم الحميدة من أجل تحقيق أهدافه من الحرية والأمن والسلام أو في مضمار جهاده الشاق أيضاً من أجل خلق اليمن القوي، علمياً، واقتصادياً، واجتماعياً وحسبي أن أشير هنا إلى نقطة هامة اعتقد أنها موضع تقدير جلالتكم ... أن اليمن يا صاحب الجلالة، قد سئمت الحرب بكل آلامها ونتائجها الدامية ولم تعد قادرة على مواصلة جهدها في سبيل( مواجهة ) الخراب والدمار الذي لا بد أن تنعكس نتائجه لا على اليمن فحسب بل على الجزيرة العربية والخليج والوطن العربي كله. يا صاحب الجلالة، اسمحوا لي جلالتكم أن أقول بأن الشعب اليمني كل الشعب اليمني من شماله وجنوبه لم يعد قادراً على استيعاب الأفكار الخارجة عن عقيدته وتقاليده مهما كان صور له الذين يحاولون طرح مثل هذه الأفكار فقد علمته التجارب المريرة التي جربها عبر مراحل نضاله الشاق بأن يقيم كل الأعمال على ضؤ نتائجها وأبعادها حتى لقد اصبح المواطن العادي على درجة عالية من الوعي والحس الوطني الذي يؤهله لإدراك كل الخطوات التي تشكل الطابع العام لعلاقة هذا البلد أو ذاك مع اليمن ولذا فأنني أرى انطلاقاً من هذا المفهوم بأن الأعمال المجسدة في المشاريع الحية ممثلة في المدارس، والمستشفيات، والطرقات الخ.. هي خير ما يمكن أن يقدم لهذا الشعب في صراعه الشاق. أما المساعدات، والهبات التي تهدف لتدعيم موقف هذا الشخص أو ذاك فأنها سوف لن تأتي إلاَّ بنتائج عكسية لنوايا الخير والإصلاح وباختصار أو وللأصح و بصراحة ((…لأن) الشعوب هي التي تصدر أحكامها في النهاية فيما يتعلق بعلاقتها بهذا البلد أو ذاك أن بلادنا بحاجة إلى من يأخذ بيدها بكل صدق وإيمان للخروج بها من واقعها المتخلف بكل صوره سواء بنينا مدرسة أو جامعة أو بنينا مصنعا أو أقمنا مزرعة وما عدى ذلك فكفقاعات الصابون سرعان ما تتلاشى مع أبسط لمسة هواء وهذه حقيقة. أن تدعيم الأشخاص (يا جلالة الملك) أياً كانت هويتهم عمل غير صالح في وجهته السلبية ولا الإيجابية القريبة والبعيدة وهذا ما أخشاه أنا شخصياً بل وما لا أريده على الإطلاق... وعليه أكرر القول بأن اليمن من وجهة نظر كل يمني مخلص مؤمن، فوق الجميع، هو الباقي وما عداه هو الزائل الفاني... على أمل أن يحضا هذا بتقدير جلالتكم أولاً وأخيراً . أخوكم/ أمين بن حسن أبو رأس وفي رسالة عاتب فيها الأخ رئيس الجمهورية قال فيها يظهر فيها جلياً مقته لمن استغل الثورة ومن يأكل ثروات البلاد قال فيها : "وصلت إلى صنعاء بناءً على اتفاق مع المسؤولين اليمنيين والعرب من أجل القيام بحملة تصفية كاملة لمنطقة الشمال الشرقي، لقد حملت نفسي مسؤولية القضاء على الحسن التزاماً تاماً وتصفية الموقف نهائياً ولم أكن أعلم أن الرغبة هي عكس ذلك، ولقد بقيت هذه المدة بصنعاء دون فائدة ولم يجب أي طلب، لأن المعركة حاسمة وليس ادعاءات وأكاذيب مع ا لعلم بأنا لم نطلب شيئاً غير تبديل بعض البنادق بأخرى صالحة والصرفيات اللازمة تكون بنظر مندوب القيادة العربية، ولكن لا فائدة ولو كان أحد غيري من التافهين الذين يتسلمون مئات الآلاف لغير معركة، لأجبت طلباته وله الفضل. فالإخلاص والعمل الجاد والشرفاء لم تعد مطلوبة ولا مجابة.. وتجاه هذا أجد نفسي مضطراً للعودة محل عملي ما دمتم غير راغبين في تصفية الموقف، ولكم في كل التافهين والأدعياء العوض وشكراً وهذا للإحاطة». ولمواقفه البطولية أحبوه الناس في شمال وشرق اليمن ويظهر من خلال هذا الزامل الذي استقبل به ابناء ريده الشيخ اثناء قدومه لحضور مؤتمر ريده : يامرحبا واهلين يامقدامنا ----- الآف ماشن الهميل أمين ابو راس مرحبا شرفتنا ---- كونتها راية بكيل ------------------ الطريق إلى الحرية : ----------------- قاد الشيخ أمين أبوراس أول فرقة فدائية لإغتيال الإمام في تعز على طريق الخلاص من الحكم الملكي يقول محمد محمد اليازلي مؤلف كتاب من الثورة البكر إلى الثورة الأم: "كان الإمام احمد يحيى حميد الدين قد أتخذ من مدينة «تعز» عاصمة لحكمه الذي دام قرابة 14 عاماً، خلالها كانت الحركة الوطنية اليمنية قد كثفت نشاطها في لواء تعز اكثر منه في صنعاء او في أية مدينة يمنية اخرى في شمال الوطن، بل اكثر من مدينة عدن نفسها التي كانت ملاذاً للأحرار، وقاعدة الانطلاق شبه المنظم للحركة الوطنية منذ بداية نشأتها في مطلع عقد الاربعينات من القرن الماضي، وهو الأمر الذي جعل الشهيد النقيب قاسم حسن ابو راس وشقيقه المرحوم أمين حسن ابو راس يتخذان من مدينة «تعز» حارة مستشفى الأحمدي سابقاً (الجمهوري حالياً) موطناً شبه دائم لهما، وكانا يتنقلان في المدينة ومناطق قضاء الحجرية وماوية وعزل جبل صبر وغيرها من المناطق ذات الصلة بالحركة الوطنية، باعتبارهما المسؤولان عن القطاع القبلي في عموم مناطق ما كان يسمى بالمملكة المتوكلية اليمنية.. كما كانت تحركاتهما تتم تحت عدة ذرائع منها العزومات في الولائم والمناسبات الاخرى كتقديم التعازي والمجابرة او بمناسبة العودة من أداء فريضة الحج، وفرص هذه الاتصالات بين العناصر الوطنية الثائرة كانت توفر للثوار الأماكن الآمنة لعقد اجتماعاتهم السرية بعيداً عن عيون الإمامة التي كانت ترصد تحركات الثوار في المدن بشكل واسع، ومع ذلك فإن تأثير نشاط الحركة اليومية التي شهدتها مدينة تعز عاصمة حكم الإمام احمد، وخاصة في مجال البناء العمراني وتوسع وتجدد الحركة التجارية فيها، اضافة الى انتقال أعمال مركزية سلطة الدولة من صنعاء الى تعز التي شهدت في المقابل دفعاً جديداً لحركة قوى المعارضة السياسية في اطار الحركة الوطنية اليمنية بشكلها العام اكثر تطوراً جديداً ونشاطاً ملحوظاً على الصعيدين النظري والعملي. أول تنظيم سري---------------------" الجمعية الوطنية الثورية الديمقراطية -------------------------------------- يقول الكاتب : وللحقيقة والتاريخ فإن أول من بدآ العمل في تشكيل الهيئة التأسيسية «للجمعية الثورية الوطنية الديمقراطية» الجديدة في تعز كانا المناضلين النقيبين قاسم وامين حسن ابو راس من اوائل السباقين في تبني الدعوة الى تشكيلها منذ خمس سنوات مضت على تاريخ التشكيلة الجديدة كونهما ممن لهما الباع الطويل في العمل الوطني السياسي في حركة الاحرار اليمنيين المناهضين -عن سابق فهم وقناعة- لنظام الحكم الإمامي الكهنوتي الاستبدادي منذ نعومة أظافرهما.. كما كان حال والدهما المناضل الشهيد حسن بن قاسم ابو راس، الذي استشهد نتيجة التعذيب وسنوات السجن الطويلة بعد خروجه من سجن الشبكة «تعز» بشهرين، وهنا لابد من الاشارة الى ان سلطات الإمامة البائدة كانت تدرك ان التعذيب والسجن الطويل كانا كفيلين بالقضاء على الشهيد، وارادوا ان تكون نهايته خارج السجن حتى لا تكون الإمامة مسؤولة عن استشهاده، ومع ذلك كان الجميع يدرك ان تضحيات آل ابو راس لم تذهب هدراً، وان الثوار ماضون صوب تحقيق تطلعات ابناء الوطن في الثورة والخلاص من ذلك النظام الكهنوتي القاتم السواد، وهو الأمر الذي كان يؤمن به آل ابو راس كل الايمان، فهم «رأس بكيل» وزعامتها منذ اكثر من (300) سنة تميزت خلالها هذه الأسرة السبئية بخصوصية حب التضحية والفداء في سبيل القضايا الوطنية العامة، والشواهد الحيّة أمامنا كثيرة عن النضالات والمواقف الوطنية الشجاعة لآل ابي راس التي تنحدر من سلالة كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ابن الرسول هود عليه السلام، ومنطقتهم برط التي ظلت على مرّ التاريخ اليمني حصناً استراتيجياً منيعاً، وهي تبعد عن العاصمة صنعاء بحوالى220كم. ويضيف اليازلي: لقد كانت فترة عقد الخمسينات من القرن العشرين من أخصب الفترات التي شهدت نشاطاً مكثفاً للعمل الوطني الذي كان يقوم به الشهيد «قاسم» وشقيقه المغفور له أمين حسن ابو راس، في مناهضاتهما لنظام الإمامة الحميدية الذي كان يسير في طريق التصدع في أركانه بعد حادث انقلاب 5591م الذي قضى عليه الإمام احمد في نهاية أسبوعه الأول. -------------- دور فاعل ------------- ويشير الاستاذ اليازلي الى الدور الوطني الفاعل للجمعية الوطنية الثورية الديمقراطية التي ربطت بين نضالات شعبنا في شمال الوطن وجنوبه ضد الإمامة والاستعمار، وهو الأمر الذي أدى الى تحقيق قفزة نوعية ناجحة على طريق الثورة الشعبية ضد تلك العهود البائدة، وذلك من خلال الأداء النضالي السري المنظم للجمعية الثورية التي تشكلت من (15) عضواً من مختلف القطاعات المدنية والعسكرية ومشائخ القبائل وكبار التجار، وكان في مقدمة اعضائها الشهيد قاسم بن حسن ابو راس الذي وقع عليه الاختيار أثناء الاجتماع الذي عقدته الجمعية الثورية بمنزل المرحوم الملازم اول محمد مفرح في شهر مارس 58م ليتحمل مسؤولية القطاع القبلي بكامله، وكان ضمن قطاع المشائخ النقيب امين ابو راس والشيخ حسين بن ناصر الأحمر، والمشائخ التالية اسماؤهم: - الشيخ مطيع دماج - الشيخ زيد مهفل - الشيخ ابراهيم حاميم - الشيخ عبدالرحمن قاسم العريقي - الشيخ ناشر عبدالرحمن العريقي - الشيخ عبدالقوي حاميم - الشيخ محمد هاشم عبادي - الشيخ عبدالله هاشم عبادي - الشيخ حزام الشعبي - الشيخ علي شويط - الشيخ قاسم قطيش - الشيخ محمد الحباري - الشيخ علي ابو لحوم - الشيخ عبدالله ذيان - الحاج رافع - الشيخ عبد الروؤف الحاج رافع كما تشكلت ست لجان شملت قطاعات الجيش والأمن والحرس الملكي مكونة من (21) عضواً، ولجنة للعلماء مكونة من (5) اعضاء برئاسة القاضي عبدالرحمن يحيى الارياني، ولجنة للتجار مكونة من (12) عضواً، ولجنة خاصة بمختلف الدوائر الحكومية وأصحاب الاعمال الحرة مكونة من (19) عضواً، ولجنة الجبهة القومية (7) اعضاء وكان يطلق عليها اسم حركة القوميين العرب. وكان القاضي عبدالرحمن الارياني هو المسؤول والمشرف على التنظيم الوطني السري في مدينة «تعز» وله صلات بصنعاء - عدن - القاهرة - الحديدة - إب وعدن.. وذكر المناضل المرحوم عبدالغني مطهر في كتابه «يوم ولد اليمن مجده» بانه بارشادات وتزكية من النقيب الشيخ قاسم حسن ابو راس، والشيخ حسين بن ناصر الاحمر ثم اختيار الشيخ علي ناصر طريق للقيام بالاتصالات في لوائي مارب والجوف الى جانب حريب - البيضاء وذلك لثقتهما بالمذكور واخلاصه في العمل الوطني. خطة لمهاجمة القصر وقد كانت من ابرز أنشطة التنظيم السري «الجمعية الثورية»: - إعداد خطة تفصيلية مدروسة لمهاجمة قصر الإمام بمدينة تعز، وتم توزيع المهام على كل العناصر الثورية التي ستقوم بعملية الهجوم. - خطة لمهاجمة الإمام في مطار تعز بقيادة المناضل المرحوم أمين أبو راس. ولكن لم يكتب النجاح للخطتين، حيث ان الإمام لم يصل الى «تعز» بل توجه من الحديدة الى السخنة -للعلاج الطبيعي في الحمام- وكان لهذا الخبر على رؤوس اللجنة القيادية التي كانت قد أعدت واستعدت للقضاء على الإمام وقعت الصاعقة، ولكن لم يقف الاحرار مكتوفي الأيدي، فقد قرر الشيخ الثائر حسين بن ناصر الاحمر تنفيذ خطة اخرى وقال: اني تطوعت بنفسي وتبرعت بدمي في سبيل إنقاذ هذا الشعب من اغلال الطغيان، ومن فساد هذا الحكم، وأنا سوف أقوم بالابراق الى الإمام للاذن بوصولي اليه لمقابلته لأمر مهم، وفور مقابلتي له سوف أسدد بندقيتي الى صدره وأنقذ الشعب من طغيانه وجبروته. وعلى الفور نهض النقيب الثائر قاسم ابو راس من مجلسه وقال: لا والله وشرف حاشد وبكيل ومذحج وشرف كل القبائل اليمنية انه لم ولن يموت حسين بن ناصر وحده ما لم يكن قاسم ابو راس طريحاً بجانبه، فلتكن البرقية تحت اسمينا الاثنين. ولكن عند وصول البرقية الى الطاغية اعتذر عن مزاولة أي عمل لمدة 6-8 اشهر بناءً على نصيحة الاطباء له، وكانت هذه خدعة من الإمام حيث كان على علم بما تم تدبيره من خلال أحد الجواسيس التابعين له، وقد كشفه القائد الشجاع النقيب امين ابو راس، وكان مصيره القتل لتقرر بعد ذلك اللجنة التنظيمية للجمعية الثورية تدبير خطة ثالثة لاغتيال الإمام، وتضمنت هذه الخطة بادخال فدائيين بالشراشف بعد ان تم الاتفاق مع السائق الخاص بنساء الإمام بالقصر احمد عبدالله الاصبحي -عضو الجمعية- على ان يحمل مجموعة مكونة من ثمانية فدائيين للقضاء على الطاغية، وتم تحديد نقطة تجمع الفدائيين على طريق الحوبان، وسلاحهم مسدسات او قنابل لان حمل البندقية ملفت للنظر حين الدخول من باب القصر، وما ان أتم الاخ محمد نجاد اقتراحه حول هذه الخطة حتى باركها الجميع.. إلاّ أن الشيخ حسين بن ناصر أضاف على ضرورة اختيار الفدائيين من المجتمعين حفاظاً على سرية العملية.. وتم اختيار الفدائيين التالية اسماؤهم: - الشيخ حسين بن ناصر الاحمر - النقيب قاسم حسن ابو راس - الشيخ امين حسن ابو راس - محمد مفرح - الشيخ حسين شملان - الرقيب علي محمد واصل - عبدالقادر الخطري - محمد علي نجاد وسيكون دليلهم الى غرفة الطاغية الخاصة الرقيب علي محمد واصل من الحرس الملكي لمعرفته بذلك.. ليتم عرض الخطة على القاضي عبدالرحمن الارياني الذي عبر عن ارتياحه لذلك وقال: انها ناجحة 100٪ فيما لو انحصر سر هذه الخطة في نطاق المؤتمرين. وفي اليوم الثاني سلم عبدالغني مطهر الشراشف مع الجزمات الى الخطري ليتسلم كل فدائي ما يخصه، على ان يتم تسليم المسدسات والقنابل الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم التالي -يوم موعد التنفيذ- ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث لم تمضِ ثلاث ساعات من اليوم التالي حتى وصلت الاخبار تحمل تغيير السائق الاصبحي بسائق آخر، كما جاء أمر من الإمام بمنع دخول او خروج أي امرأة من القصر إلاّ بتصريح خاص منه. وهنا أتضح الأمر بأنه يوجد جاسوس للإمام قد سرب له الخطة المدبرة لإغتياله، وسرعان ما كلف القاضي الارياني الخطري الذي دون هذه المعلومات في كتابه بالذهاب الى الشيخ النقيب قاسم ابو راس واشعاره بالتحرك السريع من مدينة تعز في تلك اللحظة، حيث صدرت الأوامر من الطاغية باعتقاله، وان مصدر هذه المعلومات النقيب علي بن علي الجائفي الذي أكد بأن احد اصحاب المناضل قاسم قد أوشى به. وعندما وصل 15 جندياً من الحرس الملكي كان النقيب قاسم قد غادر تعز، فأخذ الإمام يبرق ويرعد الى مختلف الألوية -المحافظات- للقبض على الثائر قاسم ابو راس، وظل الإمام الطاغية يترقب له الفرصة المواتية ليغتاله ولي العهد محمد «البدر» تنفيذاً لأمر ابيه الإمام احمد بواسطة السم الذي تم دسه بين اللبن للشهيد عندما كان في طريقه الى مدينة «القاعدة»، حيث تناول لبناً في عزلة السودان، وان صاحب المنزل الذي تناول فيه اللبن كان على علاقة بعامل الإمام في مدينة إب وكان قد زوج ابنته للإمام احمد في آخر أيامه، وقد شارك في تشييع جثمانه الطاهر كل التيارات الوطنية وآلاف من الناس الذين كانوا يكنون للشهيد -رحمه الله- كل التقدير والاحترام.. ليتقدم صفوف النضال الوطني الثائر العملاق المرحوم امين حسن ابو راس الشقيق الأصغر للشهيد البطل النقيب قاسم ابو راس الذي سطر اروع ملاحم النضال الوطني في سبيل تحقيق الارادة اليمنية في الثورة والجمهورية والاستقلال الوطني. --------------------------- قائد مخلص ووطني صادق --------------------------- في هذا السياق يقول المؤلف : كان النقيب الامين.. الشيخ الثائر الانسان أقوى مخلص وطني، وأصدق وأشجع نقيب وشيخ قائد تنظيمي.. عمل ونشط جنباً الى جنب مع شقيقه المناضل الشهيد النقيب قاسم بن حسن ابو راس في صف الحركة الوطنية اليمنية، وفي اطار تكويناتها التنظيمية السرية المتباينة التي تكونت في «تعز» في عقد الاربعينيات وعقد الخمسينات من عمر الحركة الطويل.. وله من المبادرات والمواقف الوطنية ما يفوق على الآخرين من رفاق درب النضال الوطني المشترك.. فمنه كانوا يأخذون ويستلهمون فيسيرون في مواصلة الخطى.. واليه -كما عرف ذلك الكثير منا- كان يرجع اليه في كثير من الخطوات والمحاولات الفدائية البطولية التي كانت قراراتها تتخذ في غاية السرية، وكانت اتصالاته بالاحرار في الداخل لا تقتصر على محافظتي «تعز» و«إب» فقط، بل كانت شاملة لعموم ألوية اليمن وفي مقدمتها صنعاء. وفي صيف عام 1960م عقد اجتماع سري في بيت المناضل القاضي عبدالسلام صبرة بحارة القاسمي بصنعاء القديمة حضره عدد من رؤوساء واعضاء ومندوبي اللجان التنظيمية من صنعاء وتعز والحديدة، وتم اختيار الشيخ امين ابو راس عضواً في مجلس قيادة الثورة الذي ضم 14 عضواً، منهم 17 عضواً تم اختيارهم في ذلك الاجتماع. كان الثائر الجسور المرحوم امين ابو راس على موعد مع الشرارة الاولى لساعة الصفر لانطلاق الثورة السبتمبرية عام 1962م، وكانت مهمته الاولى في مدينتي قعطبة ودمت ومريس لمواجهة أي تحرك بريطاني سلاطيني قد يحدث من قبل القوات البريطانية التي كانت متمركزة في مدينة الضالع الواقعة تحت سيطرة القوات الاستعمارية البريطانية المحتلة لجنوب الوطن آنذاك.. حيث تحرك صبيحة يوم الثورة بعدد كبير من المقاتلين باسلحتهم الشخصية، وقام بالقاء القبض على المناوئين للثورة في تلك المناطق وارسالهم تحت الحراسة الى صنعاء، وعندما أنهى واجبه الوطني في تلك المناطق توجه الى صنعاء لينطلق منها فور وصوله الى المناطق الشمالية والشرقية الشمالية كالجوف وحرف سفيان وصعدة ومعه المئات من المقاتلين الابطال من قبائل (ذو محمد وذو حسين) لمطاردة فلول الملكية وترسيخ دعائم الثورة الوليدة. ولنا مع تضحياته ونضالاته الباسلة حلقات قادمة ان شاء الله تعالى باعتبار ان مسيرته النضالية الوطنية تشكل بحد ذاتها واحداً من المحاور الخصبة لكتابة وتدوين تاريخ الثورة اليمنية (26سبتمبر و14اكتوبر) بحقائقه وأحداثه ووقائعه كما كانت في زمانها ومكانها. ---------------------- مواقف وبطولات يرصدها رفقاء السلاح : --------------------- وأترككم مع أقوال من رافقوه أدلوا بها لصحيفة 26 سبتمبر تتحدث عن الشيخ أمين حسن أبو راس : > يقول الوالد غالب حمود عامر- تعرفت على الفقيد الشيخ أمين ابو رأس - رحمه الله - بعد قيام الثورة المباركة 62سبتمبر 26م حيث كان اول من لبى نداء الثورة وقام في اسبوعها الاول بتطهير دمت وقعطبة من بقايا العهد البائد ثم وصل الى صنعاء في تاريخ 02 سبتمبر وكلف مباشرة بتطهير فلول المرتزقة واعداء الثورة في محافظة صعدة وقبل ان يتحرك الى هناك كان قد بعث برسالة الى برط يقول فيها «واجهونا الى حرف سفيان ولا تدخلوها الا بعد ان تتأكدوا من وجودنا» فتحركنا مجاميع كبيرة من ذو محمد وآل محمد وعندما وصلنا الى قرب حرف سفيان تأكد لنا انهم قد وصلوا فدخلنا وسلموا لنا سلاح بدون ذخيرة وبداء التحرك باتجاه صعدة وبعد مسافة بسيطة تم التوقف ووزعت لنا الذخيرة وعندما وصلنا الى طرف المدرج فاجئتنا العناصر الملكية بنيران بنادقها واستشهد في هذا المكان الاخوين فيصل عوفان وابن جبلة وهزمنا الملكيين عند حلول الظلام وتم توزيعنا على الجبال المحيطة من قبل قائدنا الشيخ أمين ابو راس وكنا بدون ماء ولا أكل وفي الصباح الباكر شنت العناصر الملكية هجوم من يمين الخط وشماله وتصدينا لهم وهربوا من منطقة العمشية سمسرة المسحط- وفي الظهر كان الجوع قد اثر علينا فتغدينا من الجربة ذرة نية مباشرة عادوا الملكيين بهجوم آخر مستخدمين رشاشات جرمل ورشاشات معدلة ولكن الهزيمة كانت مصيرهم. > ويواصل الوالد غالب حديثه: >> لقد كان في القيادة الى جانب الشيخ أمين النقيب عبدالله بن محسن ثوابه شيخ من ذو محمد واخرون وواصلنا المسير الى «العقلة» شعب في آل عمار وهناك وصل الينا الشيخ هندي بن دغسان ونصحنا بعدم الدخول الى صعدة الاَّ بعد التأكد من خلو الطريق من الالغام والكمائن خرجنا من الخط وطلعنا الجبل وعندما شاهدنا الملكيين هربوا من نفوسهم دون طلقة واحدة من قبلنا بعدها شاهدنا قلعة الصفراء وكان يتواجدفيها ملكيين وعندما وصلنا بابها كان محمد بن الحسين وعبدالله بن الحسين وعلى بن الحسين داخل القلعة.. دخلنا من الباب الشرقي للقلعة وهم خرجوا من الباب الغربي وكان معهم اثنين خبراء عرب الى جانبهم.. ووجدنا هناك أكل جاهز ولحم وذخائر وبنادق وذهب وكان عددنا اكثر من مائة وخمسون مقاتل جمهوري.. تدعمنا دبابة واحدة وعربة نقل ومدرعة وستة اشخاص من الجيش النظامي امسينا في قاع الصفراء وقد وزعوا لنا من كدمة ونصف الكدمة الى دخولنا صعدة حيث دخلت قوات الجمهورية بقيادة الشيخ امين ابو رآس من الجهة الشرقية بينما دخلت قبائل حاشد بقيادة غالب الاحمر من الجهة الغربية. وهنا لا بد من الاشارة الى ان الشيخ أمين ابو رأس كان قد وقع يوم الثاني من ديسمبر على اتفاق مع الشيخ قايد شويط والشيخ العماري ومجلي تم بموجبه تكليف المذكورين بعزمهم الى صعدة الاتصال بمشائخ سحار وآل عمار بشأن التحرك الى صعدة وعليهم مع من يتفقوا مهم إغلاق طريق العمشية في وجه العدو وعلى النقيب أمين جمع الخسائر والامكانات لذلك وألتزم الجميع بالوفاء وتجاوبت بعض القبائل مع الشيخ أمين وطلب سلاح من صنعاء في هذه الاثناء وصلت برقية بتوقيع صالح جزيلان تحمل رقم (341) مستعجل جداً باب النهرين صنعاء الاخ امين ابو رآس توجهوا ذو محمد وادعة والعمار والعبدين غريراً ووضحوا بالضرب على سوق الربوع وكتاب وما اليها. > ويضيف قائلاً: دخلنا صعدة ظهراً وقام الشيخ امين بارسال مجموعة الى قلعة السنارة التي كانت محصنة ويسمونها قفل صعدة وتم تطويقها وكان فيها نائب الامام وإلى جانبهم (9) اشخاص اخرين من أعوانه وثيقة (رقم 7) وفي الليل تحرك الفقيد ومعه مجموعة الى (السنارة) ووصلوا والقوا القبض عليهم وتم سجنهم داخل القلعة لمدة يومين بعدها تحرك بهم الشيخ امين الى صنعاء ليلاً وتم تقديمهم للمحاكمة كما علمنا آنذاك، بعد ذلك والحديث هنا ما يزال للبطل المقاتل غالب تم تكليف مجموعة بقيادة ناجي محمد ابو رأس وحمود محمدناجي ابو رأس الى منطقة «مجز» خارج صعدة ونحن بقينا الى وصول التعزيزات وعندما وصلت المجموعة الاولى تم محاصرتها من قبل الملكيين وعندما انتهت ذخيرتهم قاوموا بالسلاح الابيض ولكن للأسف تم اسرهم ونقلوا الى جيزان وبقوا اسرى لمدة ثلاث سنوات ثم تقدمنا بقيادة عبدالله ثوابة الى منطقة وادعة وهناك قبضنا على مسؤول ملكي اسمه ساري وهو الذي قام في عهد الامام بتدمير منازل آل ابو راس في برط وعدة بيوت لذو محمد عندما كان ساري نائباً للأمام في برط.. وكان معنا في تقدمنا هذا اشخاص من قبائل صعدة وعندما وصلنا الى منطقة السهلين وقت الظهر شن علينا الملكيين هجوم مباغت ودارت معركة لمدة نصف يوم ووقعنا في خدعة من قبل الاشخاص الذين كانوا معنا من محافظة صعدة حيث وجهوا علينا نيران بنادقهم من الخلف واصحابهم من الامام ولم يكن امامنا من خيار الا المرابطة وفي الساعة العاشرة ليلاً تقريباً وصل الينا جماعة من الناس من اهل ال داجي- من آل سالم المعروفين بارتباطهم مع ذو محمد.. قالوا «مذبوحين» قواموا تحركوا وكان عددنا (53) شخص من ذو محمد قلنا لهم النصر او الموت، فاقترحوا علينا طريق سلامة ونصر، وتحركنا معهم بحكم معرفتهم بالطرق، ووصلنا الى منطقتهم «البرقة» ولكن ما حدث بعد انسحابنا ان الملكيين قاموا كل طرف يرمي الاخر ظناً منهم انهم يرموا علينا ووقعوا في نفس الخدعة التي اوقعونا فيها. >ماذا حدث بعد ذلك.. وهل مازال حينها الشيخ أمين في صنعاء؟ >> عندما عاد الشيخ امين الى صنعاء كلف بمهمة طرد الملكيين من الجوف.. ونحن بعثنا برسالة الى ذو محمد في برط للوصول الينا وإنقاذنا، وفي اليوم المحدد لوصولهم فوجئنا بطلقات نارية وقلنا انهم واصلين لإنقاذنا لكن ما حدث كان العكس -قوات ملكية متقدمة في اتجاهنا وهاجمونا بمختلف الاسلحة الثقيلة و الخفيفة وهربنا الى عند جماعتنا وطلبنا منهم ذخيرة ولكن كانت لا توجد لديهم... قال عبدالله بن سعد- ذو محمد ما تخيب -دبروا اموركم، وخرجنا باتجاه برط، وعانينا الكثير من سفر ليلة كاملة، وعند وصولنا وجدنا خبر بأن القوات الملكية متوجه الى برط -آل احمد بن كول- بن حنيش- وكان الأعداء قادمين من الحديدة- عرابة -ذي ملح -العرقوب- « الوثيقة رقم «6» تؤكد صحة ذلك، حيث تقول الاخ الشيخ امين ابو راس -حفظه الله-.. عجلوا سفركم الى منطقة برط فالموقف يستوجب تعجيل سفركم، وليكن طلب النقيب/ عبدالله دارس ومن تحبون واستصحبوهم معكم.. الله الله فالموقف لا يحتاج الى تساهل.. نائب رئيس الجمهورية في الخامس مـــــــن ديسمبر 36م». وكانت كما يقول الوالد عوض القوات الملكية المتقدمة على برط قوامها الفين وخمسمائة مقاتل تم جمعهم من مختلف المناطق، وتحرك الشيخ أمين من الجوف لكسر الحصار الذي فرض على قبائله في برط، ومن ذلك اليوم استمرت المعارك بين قوات الجمهورية والملكية حوالى ست سنوات متواصلة وكانت قد وصلت قبائل جمهورية من اب الى صنعاء ممن ينتمون الى ذو غيلان وتحركت الى برط بطلب من الفقيد -رحمه الله- وعلى رأسهم النقيب محمد مقبل ابو راس، والنقيب محمد بن حسن أبو رأس والنقيب ناجي محسن ابو راس والشيخ مطيع دماج وآحرين لم نتذكرهم وظلوا هناك سنتين يقاتلون ليل نهار الى جانب اخوانهم في برط ضد جحافل الامامة البائدة... وكانت تقوم الطائرات المصرية بإسقاط اسلحة ومواد غذائية للمدافعين عن الثورة في برط.. كما زار السلال والمشير عامر برط والحرب مستمرة فيها وكنا في استقبالهم عندما وصلوا في مطار برط الحربي يوم عشرين يوليو 63م كنا نردد الزامل الذي يقول: كل في سلام يانسل قحطان ربعنا يصل القلوب القوية قائد الجمهورية اليوم وصلنا من يريد الموت قال امامية عبدالحكيم عامر يارمز العرب ياقائد القوات يانسل الاسود أهلاً بكم الف في اوطاننا وطن العروبة نسل قحطان بن هود _____________________ خروج الزبيري إلى برط : _____________________ عندما ضاق الشهيد الزبيري مما وصلت إليه الأمور في تلك المرحلة ورأى أن الثورة التي كافح في سبيلها وتشرد وسجن.. انحرفت عن مسارها الصحيح قرر الخروج من صنعاء إلى (برط) استنكاراً لما يحدث وعلى خطى أسلافه العلماء ويؤيد هذا الاجتهاد رسالة مذيلة باسمه وأسماء ثلاثة من علماء الدين أو على الأقل الذين كانوا يشاطرونه نفس التفكير وهم: محمد مطهر الفسيل وعبدالمجيد عزيز الزنداني وعبدالملك الطيب، والرسالة موجهة إلى القبائل التي تقطن (برط) ونصها «إلى إخواننا الأعزاء الأمجاد الأحرار، أبطال ذو غيلان وذو محمد وذو حسين وإلى ممثليهم جميعاً. الأخ الحر البطل النقيب أمين أبو رأس والأخ الحر المكافح النقيب تركي بن خرصان والنقيب الحر المناضل الأخ عبدالله محسن ثوابة حفظكم الله تعالى ورعاكم وحياكم وسلام الله عليكم: وصلت رسالتكم الكريمة حقاً في منتصف الليل وقد شكرنا لكم فضلكم وشهامتكم وأخوتكم وحقق الله أملنا في لقائكم جميعاً في قمة الجبل الأشم البطل، متجردين إليكم إن شاء الله آملين في هذا اللقاء الحر خيراً كثيراً لشعبنا الحر الثائر الذي ينتظر على أيديكم المعجزات والله يرعاكم ويوفقكم وهو إله الشعب» إخوانكم محمد مطهر الفسيل، عبد الملك الطيب، عبد المجيد عزيز الزنداني، محمد محمود الزبيري، 6 رمضان 1384هـ» . وعندما اغتالت يد الغدر الشهيد الزبيري ولم يستمر في مشروعه في 65م وهو عائد من منطقة (رجوزة) في ظروف غامضة، ورغم العناية التي أحاطه بها أهالي (برط) باعتباره ثائراً مثلهم في المقام الأول إلا أن مقتله في بلدتهم دفع الآخرين إلى التقول عليهم أو محاولة وصمهم بما حدث فقد بعث اللواء حسن العمري برسالة إليهم جاء فيها «من اللواء حسن العمري إلى كافة مشايخ ذو غيلان بواسطة الشيخ أمين أبو رأس والشوفي، أين ضيفكم والملتجئ بكم أين القاضي محمد يا عاره عليكم يا ذو غيلان، له 30 سنة يجاهد ولم يقتل إلا في ساحتكم ووجهكم، تحياتي». فرد عليه أمين أبو رأس برسالة تلمح إلى ما كان يعتمل في نفوس المواطنين تجاه المسؤولين في صنعاء تقول الرسالة «من مشايخ ذو غيلان بواسطة أمين أبو رأس إلى الأخ اللواء حسن العمري، الشهيد الزبيري قتله رصاص الغدر والخيانة وذو غيلان قائمة بالثأر من القتلة وممن وراءهم وأنتم السبب ولو كان فيكم وطنية وشهامة لطهر دم الشهيد ضمائركم ونفوسكم فتركتم ما أنتم فيه وكرمتم الشهيد بتوحيد كلمة الشعب وحل مشاكله». ------------------------------------------- الشعوب المتحضرة هي من تقدر المناضلين وتخلد تاريخهم: -------------------------------------------- يقول الشيخ فيصل أمين أبو راس نجل الفقيد الشيخ أمين حسن أبو راس : " فقط هي الشعوب المتحضرة التي تقدر نضالات وكفاح ابنائها والارض اليمنية تزخر بالكثير ممن صنعوا المجد وقدموا حياتهم فداء لهذا الوطن في ميادين العزة والشرف من اجل التحرر والخلاص من الظلم والاستبداد والتخلف والى ان ننصفهم سنبقى شعب غير حضاري مهما علا البنيان وانتشر. ان الساحة اليمنية مليئة باروع قصص البطولة والتضحية وانه من الحق والعدالة انصاف كافة المناضلين ومطالبته الى اهمية ان يكتب التاريخ بمصداقية وأمانة من اجل الاجيال القادمة والحفاظ على المبادئ والقيم، نجدها اليوم فرصة مناسبة وملائمة من اجل إعادة الصفحات المضيئة المنزوعة والمفقودة من كتاب نضال وكفاح ابناء هذا الوطن وممن ساهموا في صناعة مجده وهم بالطبع كثيرون وليس كما اريد لنا ان نتوهم بانهم لا يتعدون اصابع اليد ولعل الحيز الكبير من ا للوم يقع على الأعلام كونه تعود أن لا يسمع الا للاحياء فقط على الموائد العامرة او الدواويين الفسيحة المحاطة بمقابر الشهداء ولا يكلفون أنفسهم عناء البحث فيها ومعرفةمن يقطنها.. وأصبح الشهداء الذين ساهموا في صنع التاريخ في نظرهم اموات «وهم أحياء» وهكذا أريد لادوارهم ان تموت وتتوارى معهم فيتغافلهم المؤرخون واستقصاهم رفاق درب النضال من دون ادنى وجه حق والمواطن أمين بن حسن ابو راس واحد من اولئك الابطال على امتداد طول الوطن وعرضه.. ووالدي الشيخ أمين بن حسن ابو راس صقر من اعالي جبال اليمن وانا لن اتحدث عنه وساترك المجال للاخرين من المنصفين ان يذكروه وان اطلق العنان لوثائقه تحدثكم عنه لان وثائق الشهداء اكثر قوة وصدقا ًمن تصريحات الأحياء في الكثير من الأحيان والوثائق حق لكل مواطن ولمن يريد الاطلاع عليها فهي رهن الطلب». أخيراً: لم يتوقف الدور النضالي للشيخ أمين أبو راس من معارك برط الضارية الى معارك الدفاع عن العاصمة التاريخية صنعاء والقضاء على الإمامية ودحرهم إلى الأبد بل تواصل النضال وظل مدافعاً عن أهداف الثورة التي قدم في سبيلها الغالي والرخيص مدافعاً عن حقوق شعبه . لقد عاش عظيماً وقدم روحه في سبيل الوطن أحبه الكبير والصغير وشهد له الكثير ممن عاشوا في عصره .. ويبقى الشهيد الشيخ فيصل أبو راس أنموذجاً حياً ضرب أروع معاني الإنسانية أحب شعبه وأحب وطنه وبذل حياته في سبيل حرية الشعب واستقلال الوطن رحمه الله . مراجع: - كتاب من الثورة البكر إلى الثورة الأم للأستاذ محمد محمد اليازلي - صحيفة 26 سبتمبر الأعداد : 1095 و 1094 - الوثائق والرسائل والأبيات الشعرية : تفضل بإرسالها الشيخ فيصل أمين أبو راس

الخبر التالي : ميسون الإرياني وسارة رشاد والمرتضى في بيت الثقافة

الأكثر قراءة الآن :

هام...قيادي بارز في المجلس الانتقالي يُعلن استقالته(الإسم)

رئيس مجلس الشورى يحث واشنطن على ممارسة ضغط أكبر على الحوثيين !

منظمة ميون تجدد مطالبتها للحوثيين بفك الحصار على مديرية العبديه

بحوزة سعودي ومقيم...السلطات السعوديه تحبط تهريب شحنة مخدرات ضخمة

الخدمة المدنية تعلن يوم الخميس اجازة رسمية

مقترحات من