2014/09/24
كيف أفشل الرئيس هادي الإنقلاب وحمى العاصمة صنعاء ؟ ..تفاصيل
رغم الوجع الذي خلفته الأحداث الأخيرة في صدور معظم اليمنيين ممن خرجوا وناضلوا من أجل التغيير واليمن الجديد، إلا أنه من الضروري النظر إلى ما حدث من زاوية مغايرة للسياق العام للأحداث، بعيداً عن التخوين أو الاتهام.
 
صحيح أن ما حدث هو سقوط للعاصمة صنعاء في يد المليشيات المسلحة التي لا يمكن أن تكون يوماً لبنة صالحة في بناء الدولة المدنية المنشودة، إلا أن نظرة فاحصة للأحداث تؤكد لنا بأن ما حدث هو اختيار أٌقل الأضرار.
 
لقد دأب الرئيس عبد ربه منصور هادي على اختيار أقل الخيارات كُلفة، في فترة كانت كل الخيارات مكلفة، بسبب التآمر الكبير داخلياً وخارجياً على ثورة الربيع اليمني.
 
ورغم أن الخيار الأخير الذي أخذ به الرئيس هادي ومختلف القوى السياسية والوطنية كان باهض الثمن، لأنه نقل الشرعية من مؤسسات الدولة إلى المليشيات المسلحة، إلا أن ذلك قد جنب البلاد الانهيار المخيف، والحرب الأهلية، تلك الحرب التي كانت ستذهب بالأخضر واليابس، وتحصد ربما آلاف الضحايا.
 
ومما لا شك فيه، أن الرئيس هادي كان ولا يزال ينطلق في سياساته من منطلقات وطنية بحتة، دافعاً المفاسد الكبرى، بمفاسد أصغر منها، ومولياَ وجهه شطر السلم، بدلاً من الحرب.
 
وهذه سياسة وإن كان لها وقع مؤلم حالياً كون أحد أطرافها يجهل معنى الجنوح للسلم - أقصد مليشيات الحوثي -  إلا أنه سيكون لها على المدى البعيد أثر إيجابي، وستنعكس على مستقبل اليمن انعكاس محمود سيحسب حتماً للرئيس هادي.
 
ومع هذا يجب التأكيد على ضرورة ألا نبالغ جميعاً في تمييع الدولة، وإرخاء حبالها بدعوى الجنوح للسلم، والمطلوب الآن بعدما تم الاتفاق عليه هو أن تستخدم الدولة والرئيس صوت الحزم هذه المرة.
 
يجب على الدولة الآن أن تتوشح سلاح الهيبة والقانون، ويجب إنفاذ الاتفاقات على كل الأطراف، ويجب أن تعود سلطة الدولة إلى كل شبر في الوطن، فضلا عن ضرورة استعادة سلاح الدولة من أيدي المليشيات جميعها.
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news35884.html