قال القائد الامريكي السابق لفريق العمليات الخاصة في اليمن ان النهج الامريكي في مكافحة الإرهاب والذي يعتمد على هجمات الطائرات بدون طيار وغارات العمليات الخاصة عبارة عن خيال واوهام.
 

واوضح الكابتن روبرت نيوسن في تقرير أعده للاكاديمية العسكرية الامريكية ان الخيال هو تدافع الكثير من الناس لتركيز كل الجهود على هجمات الطائرات بدون طائرات والغارات مشيرا إلى ان هذه الجهود رخيصة واكثر امنا ولكنه تشبه إلى حد ما قص الاعشاب الضارة في غابة كثيفة وان الولايات المتحدة بحاجة إلى شريك محلي في اليمن لمعالجة المشاكل هناك، ولم يحدد نيوسن أي أسماء. 

وقد حافظ البيت الابيض قبل انهيار الحكومة اليمنية في كانون الثاني/يناير الماضي على النهج الحالي في مكافحة الإرهاب الذي يعتمد على هجمات الطائرات والعمليات الخاصة وعدد صغير من القوات الامريكية لتدريب القوات الامنية، وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما قد قال في ايلول/سبتمبر الماضي ان استراتيجية مكافحة الإرهاب في اليمن باستخدام القوة الجوية ودعم الشركاء المحليين على الارض هي نموذج للنجاح مما اثار السخرية والانتقادات.

وناقش نيوسن الذي شغل منصب قائد مهمة قيادة العمليات الخاصة في اليمن بين عامي 2010 و2012 اوجه القصور في هذه الاستراتيجية وكشف ان جهود مكافحة الإرهاب لا تمتد بعيدا خارج العاصمة صنعاء من اجل ملاحقة تنظيم القاعدة في شبهة الجزيرة العربية في الجنوب بسبب مخاوف امنية، وقال ان اختصاص الحكومة لا يذهب بعيدا جدا عن العاصمة وليس مثمرا للغاية لتطوير مكافحة الإرهاب مشيرا إلى انه تم ابقاء القوات اليمنية الرئيسية في صنعاء ونادرا ما كانت تشارك في معارك.

واوضح ان « قاعدة اليمن « استولت على مساحات واسعة من الجنوب وان الجيش الامريكي يعتقد بانه كان هناك حاجة للتوجد هناك ولكن المخاوف الامنية والطلب المتزايد على المستشارين اضافة إلى طبيعة المنطقة بالمنحدرات الزلقة قد حالت جميعا دون تقديم المشورة او القيام بجهد اوسع.

واعترف القائد العسكري الامريكي بأنه ان من الصعب جدا في ظل نظام الرئيس السابق على صالح الحصول على قوات يمنية لوقف تنظيم القاعدة من الاستيلاء على مزيد من الاراضي في الجنوب بدون قتال, وقال أن هجمات الطائرات بدون طيار مهمة جدا بشكل منقطع النظير ولكنها في الوقت نفسه تؤخر العمل الحقيقي مشيرا إلى ان القيادة الامريكية في العراق وافغانستان واليمن تشاركه بهذا الراى.

وقال إنه تم تعليق المهمة الامريكية لمساعدة القوات اليمنية المحلية لمحاربة القاعدة بعد اخلاء السفارة الامريكية في صنعاء الشهر الماضي والاكتفاء فقط بتنفيذ الغارات والهجمات الجوية مؤكدا ان الولايات المتحدة تنظر إلى «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» باعتبارها الأكثر تهديدا للأمن القومي الامريكي بعد ان نفذت عدة محاولات لمهاجمة الولايات المتحدة.
 

وقال الحوثيون الذين يسيطرون على العاصمة بانهم على استعداد للعمل مع الولايات المتحدة ولكن كما اضاف نيوسن فإن الافكار الايدلوجية للجماعة التى تقوم على « الموت لامريكا، الموت لاسرائيل « ستجعل من الصعب التعامل معهم.

واقترح نيوسن بان الحل الوحيد لمواصلة جهود مكافحة الإرهاب ضد القاعدة يمكن التوصل اليه عبر التعاون مع القبائل السنية في الجنوب والتى تقاوم معا جماعة الحوثي والقاعدة في شبه جزيرة العرب، وقال التماسك الوطني في اليمن اخذ في الانخفاض مع لعبة تبديل الحكم فإنه بالتاكيد سيكون رصيدا استراتيجيا ان تكون هناك علاقة مع القبائل السنية الجنوبية.