2015/04/25
علي عبدالله صالح يقاتل على الأرض ويناور بالمبادرات
أثارت الدعوة التي وجهها الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح لجماعة الحوثي للاستجابة لقرارات مجلس الأمن الدولي والانسحاب من المدن ردود فعل مختلفة، أبرزها رفض الحوثيين، في حين اعتبرها سياسيون محاولة للنأي بنفسه عن الصراع الدائر في البلاد، في إطار تبادل الأدوار مع حلفائه.
 
وطالب المخلوع -في بيان نشره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مساء الجمعة- جميع من وصفها بالمليشيات وتنظيم القاعدة والمسلحين التابعين للرئيس عبد ربه منصور هادي بالانسحاب من جميع المحافظات، خصوصا عدن، وتسليمها للجيش والأمن.
 
ودعا صالح لوقف الاقتتال والعودة للمفاوضات محليا، وعقد حوار يمني سعودي تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف.
 
وتأتي هذه الدعوة مع انتهاء مهلة مجلس الأمن، الذي أصدر يوم 14 أبريل/نيسان الجاري القرار 2216 تحت الفصل السابع، ويدعو فيه جماعة الحوثي وقوات صالح للانسحاب من المدن التي سيطروا عليها بما فيها العاصمة صنعاء، وتسليم السلاح للدولة وتلبية الدعوة الخليجية للحوار في الرياض تحت سقف المبادرة الخليجية.
 
صفقة مع السعودية
واعتبر القيادي بجماعة الحوثي محمد المقالح أن دعوة صالح تعبر عن اتفاق حدث في الرياض مساء الخميس بين أجهزة الاستخبارات ودوائر الخارجية السعودية مع قيادات من حزب المؤتمر الشعبي العام ضمن "صفقة لا تعنيهم"، على حد قوله.
 
من جهتها, قالت الناشطة اليمنية توكل كرمان إن المجتمع الدولي لن يقبل إفلات صالح والحوثيين من الانسحاب من المدن وتسليم السلاح.
بدوره, قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الحديدة نبيل الشرجبي إن الرئيس المخلوع حاول النأي بنفسه عن أي أحداث ترتبت عليها عاصفة الحزم، والتعامل مع الخارج وكأنه طرف محلي.
 
وأشار -في حديث للجزيرة نت- إلى أن دعوة الحوثيين للانسحاب من المدن تأتي ضمن سياق العلاقة معهم وتبادل الأدوار، لأن طلب وقف إطلاق النار دون الانسحاب من المدن وإعادة السلاح المنهوب مقبول لدى الحوثيين.
 
واعتبر اقتراح صالح بعقد الحوار مع السعودية في جنيف يهدف لتدويل القضية اليمنية، لاعتقاده أن هذا يحقق له مقايضات عديدة لحلها مقابل حل قضايا أخرى في المنطقة, مشيرا إلى سعيه لحماية نفسه من أي مطالب بالخروج من اليمن ليتحول إلى جزء من الحل على غرار وضعية الرئيس السوري بشار الأسد.
 
توازن قوى
وأوضح الشرجبي أن صالح يرى أن الموافقة على الحوار معه تعني اﻻعتراف بدوره، بما يسمح بإيجاد توازن داخل اليمن بين الأطراف العربية ممثلة بالخليج والإقليمية ممثلة بإيران.
 
وخلص للتأكيد على أن القدرات العسكرية لصالح والحوثيين قد أصابها الكثير من التدمير والعجز نتيجة الضربات الجوية لطيران عاصفة الحزم.
 
من جانبه أوضح الكاتب والمحلل السياسي علي الشريف أن صالح مستميت في اختزال المشكلة الحالية بين الحوثي والرئيس هادي، وفي مرحلة تالية بين اليمن والسعودية، بهدف تبرئة نفسه من الوقوف وراء تدمير مقدرات البلاد.
 
ورأى في دعوته لتسليم المدن لقوات الجيش والأمن محاولة التفافية منه للسيطرة على البلاد من خلال هذه القوات، التي حولها إلى عصابات لصالحه, مستبعدا وجود خلاف بين صالح والحوثي.

"الجزيرة نت"
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news46773.html