تشهد المدن التركية الجنوبية المتاخمة للشريط الحدودي مع سوريا، تغيرًا في ملامح الحياة وفقًا للقوة الحاكمة والمسيطرة على المناطق المقابلة لها في شمال سوريا.

 

وقالت صحيفة «بوجون» التركية أن التنظيمات الإرهابية بدأت تتمركز وتسيطر على البلدات الواقعة على الشريط الحدودي لسوريا، مشيرةً إلى أن بلدة سروج التابعة لمدينة شانلي أورفا، والتي شهدت الحادث الإرهابي الأخير، وصل بها سطو وسيطرة تنظيمي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، لدرجة أنهم يقومون بفحص وتفتيش الصحفيين القادمين إلى المدينة بدلًا من قوات الشرطة والجيش.

 

كما بات من الواضح للعيان سيطرة داعش على بلدة أكتشا قلعة، وسيطرة داعش والاتحاد الديمقراطي الكردي على جيلانبينار.

 

وكشفت الصحيفة أنه في الوقت الذي تنشغل فيه تركيا باستهداف مواقع التنظيمات الإرهابية على الجانب الآخر من الحدود في الأراضي السورية، بدأت العناصر الإرهابية التابعة لتلك التنظيمات تقسيم المدن والبلدات التركية المتاخمة للحدود فيما بينها.

 

وتشهد المناطق الحدودية انتقالاً مكثفاً للشباب الأكراد من بلدة سروج التركية إلى بلدة عين العرب (كوباني) للانضمام إلى صفوف القوات الكردية المشاركة هنا، في وقت تقوم سيارات نقل الموتى التابعة لحزب الشعوب الديمقراطي بنقل جثامين القتلى إلى معبر مرشد بينار الحدودي، حيث تصل تلك السيارات في أفواج رافعة علامات النصر وشعارات كردية، وسط استقبال حافل من الأهالي الذين يتركون أعمالهم ويقفون في المحال والشرفات للتصفيق. وسط غياب تام لقوات الشرطة والجيش التركية التي تلتزم الصمت التام جراء ما يحدث.

 

تجدر الإشارة إلى أن بلدة أكتشا قلعة التركية المقابلة لبلدة تل أبيض الواقعة داخل الأراضي السورية، كانت تشهد استعراضات للقوى من قبل عناصر تنظيم«داعش» الإرهابي، الذي كان يسيطر على الأخير، إلى أن هرب جزء كبير من جنوده إلى بلدة أكتشا قلعة بعد سقوط بلدة تل أبيض السورية في يد القوات الكردية التابعة لتنظيمي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية.