يحشد الحوثيون شيوخ ووجهاء القبائل الشمالية لتأييد الحروب الظالمة التي يشنونها حاليا على اليمنيين في عدة محافظات، تحت ذريعة رفض "العدوان" ومحاربة عملائه في الداخل، وذلك في محاولة من تلك المليشيات للتغطية على جرائمها بحق الشعب اليمني، وكذلك لضمان استمرار الحاضنة القبلية في تلك المحافظات، والتي باتت تتلاشى يوما إثر يوم بسبب ممارسات الجماعة وجرائمها المستمرة.
وفي هذا السياق أفادت مصادر خاصة أن مشائخ وقيادات مؤتمرية موالية للحوثيين في مديرية الحيمة الخارجية بمحافظة صنعاء، عقدت اجتماعا اليوم الثلاثاء دعت إليه كافة مشائخ ووجهاء وأعيان المديرية، وذلك للتوقيع على وثيقة أسموها بـ"وثيقة رفض العدوان".
وبحسب المصادر، فإن الوثيقة تنص على رفض المشائخ والوجهاء لعمليات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، منذ عدة أشهر، والوقوف صفا واحدا إلى جانب "أنصار الله" في مواجهة ذلك "العدوان"، في الوقت الذي تجاهلت تلك الوثيقة الاعتداءات والجرائم التي ترتكبها المليشيات في عدن وتعز وأبين ولحج والضالع ومأرب وغيرها من المحافظات.
وقال المصدر، بأن تلك الوثيقة التي يسعى الحوثيون إلى إجبار شيوخ مختلف القبائل اليمنية على التوقيع على مثلها، تعتبر بمثابة إشراك لأولئك الشيوخ والوجهاء في تلك الانتهاكات، والجرائم، فضلا عن أنها تمهد لأن يضغط الحوثيين على زعماء القبائل للمشاركة في الحرب من خلال إمداد جبهات القتال بالمقاتلين من أبناءهم ورعيتهم.
وقال المصدر، إن الشيخ عادل حمود الصبري، وكيل محافظة أبين السابق، وأحد أبرز مشائخ الحيمة الخارجية، رفض التوقيع على الوثيقة، مشيرا إلى أنها تعتبر شرعنة للجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها أبناء اليمن في عدن وتعز ولحج وأبين والضالع ومأرب، وفي بقية المحافظات، وحتى في مديرية الحيمة الخارجية التي لم يسلم أبنائها من انتهاكات واعتداءات أتباع جماعة الحوثي.
وبرر الصبري عدم توقيعه، بأنه يجب أن تتضمن الوثيقة تجريم ورفض الحروب الداخلية، ورفض الاعتداءات والجرائم التي ترتكب بحق اليمنيين من قبل الجماعات المسلحة، وفي مقدمتها مليشيات الحوثي.
من جانبهم طال عدد من المشاركين في الاجتماع بضرورة تحمل المسؤولية والوقوف أمام الاعتداءات التي تعرض لها عدد من أبناء الحيمة الخارجية مؤخرا على يد عناصر الحوثي، خصوصا في قرية بيت السلامي والقرى المجاورة.