2015/08/02
الحوثيون يصعّدون على الحدود بحثاً عن نصر معنوي
عادت المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية إلى صدارة الأحداث، بعدما باتت الحوادث اليومية بتبادل القصف، صورة روتينية شبه يومية في الفترة الماضية، ويبدو أن الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، عادوا لتنفيذ هجمات بوتيرة أعلى تكلّفهم الكثير من الخسائر، غير أنهم يحتاجونها لرفع معنويات أتباعهم داخلياً، وفي إطار محاولات إثبات جدية تهديداتهم التي يطلقون عليها "الخيارات الاستراتيجية".
 
وكشفت مصادر يمنية وأخرى سعودية لـ"العربي الجديد"، أن تعزيزات من الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح وصلت، في الأسابيع الماضية، إلى مناطق قرب الحدود، وتحديداً في محافظتي حجة وصعدة، ونفّذت عدداً من الهجمات بالقذائف الصاروخية والمدفعية. غير أنها واجهت ضربات مكثّفة من قبل التحالف ألحقت بصفوفها خسائر في المعدات والمقاتلين. وحسب المصادر، فإن المجموعات التي تم إرسالها لتعزيز قوات الحوثيين وصالح في مناطق قرب الحدود، تعرضت لضربات استباقية في مواقع تمركزت فيها قبل أن تتحرك أو على الطريق العام.
 
وتداولت صفحات ناشطين حوثيين على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لجنود قيل إنهم قتلوا قرب الحدود مع السعودية. في المقابل، أعلنت السعودية الجمعة عن أعلى معدل ضحايا خلال الفترة الأخيرة، وهو أربعة قتلى وثمانية جرحى من حرس الحدود، سقطوا بمقذوفات من الجانب اليمني في جيزان ومحافظة "ظهران الجنوب" التابعة لمنطقة عسير.
 
وكانت مصادر سعودية كشفت، في وقت سابق، لـ"العربي الجديد"، أن التحالف تمكّن من إحباط هجوم على جيزان بصواريخ "لوانا" الباليستية، وهي صواريخ قصيرة المدى، لكنها ذات قدرة تدميرية كبيرة، ويبدو أنها إحدى المفاجآت الحوثية التي فشلت من دون أن تصل إلى النور.
 
وتمكّن الحوثيون، خلال الأشهر الماضية، من جعل المناطق الحدودية بؤرة توتر، بإطلاق قذائف باتجاه السعودية، إذ بحسب معلومات "العربي الجديد"، قُتل 122 سعودياً منذ بداية الحرب، أغلبهم في المناطق الحدودية. وفي المقابل، فإن الخسائر الحوثية، لا تُقارن بما يحدثونه من خسائر في الطرف السعودي، إذ إنهم يزجّون بمسلحيهم من دون غطاء جوي، ويفقدون العشرات من مهاجميهم بواسطة القصف من القوات البرية السعودية أو بواسطة طائرات الأباتشي.
 
الخيارات الاستراتيجية
 
ويأتي تصعيد الحوثيين مجدداً على الحدود ضمن ما يصفونه بـ"الخيارات الاستراتيجية"، والتي يحشدون تحت عنوانها بشكل يومي ويكررونها في وسائلهم الإعلامية. وكانت مصادر مطلعة أكدت، في وقت سابق، لـ"العربي الجديد"، أنه يتم الحشد بمبرر التوجّه لمعارك في الحدود مع السعودية.
وكان من اللافت في الحوادث الأخيرة تصاعدها في الحدود على محافظة حجة (غرب صعدة)، وجيزان، بوتيرة أعلى من الهجمات التي تنطلق من مناطق محافظة صعدة، معقل الحوثيين، في مؤشر على تأثير الضربات المدفعية والجوية التي تستهدف بشكل شبه يومي المناطق الحدودية ومديريات صعدة المختلفة.
وبدت الخيارات الحوثية أقل قيمة مع التلويح المستمر بها، دونما حدوث أي تطور نوعي يغيّر الموازين على الأرض، أو يمثّل تطوراً مفصلياً. وعلى العكس من ذلك، فقد تراجع الحوثيون خلال الفترة الأخيرة جنوباً في مختلف الجبهات، وتزايدت خسائرهم بضربات "المقاومة" والغارات الجوية المستمرة. ويبدو التوجّه إلى الحدود في ظل هذه الخسائر محاولة لتحقيق نصر معنوي، وهروباً إلى الأمام من الضغط الذي تواجهه الجماعة داخلياً، أكثر من إمكانية أن تحدث نصراً عسكرياً على أرض المعركة.
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news52260.html