أظهرت الصواريخ البالستية التي تطلقها عصابات الحوثي ومليشيات المخلوع صالح على مناطق الجنوب في المملكة مدى يأس وبؤس الانقلابيين، حيث بات ذلك أحد عناوين الفشل الكبير لتلك العصابات أمام منظومة دفاعية اعترضت وأحبطت ودمرت جميع محاولات الوصول لأراضي المملكة، خاصة خلال الـ 12 ساعة الماضية عبر "باتريوت" الصحراء".

 

جازان تتصدى 

كانت مدينة جازان القاسم المشترك لصواريخ سكود التي حطمتها بطاريات باتريوت أمس الثلاثاء وصباح اليوم الأربعاء قد حددت مليشيا الحوثي والمخلوع صالح هدفاً لصواريخ "سكود "على جازان وذلك من خلال محاولتين الفارق الزمني بينهما قرابة 12 ساعة ما بين الصواريخ التي أطلقت في مساء أمس والتي تم تدميرها قرب الحدود، والأخرى في مدينة جيزان صباح اليوم الأربعاء، حيث كانت "بطاريات الباتريوت "مجهزة لصد تهديداتهم وصواريخهم والتي حطمت كل آمالهم.

 

باتريوت الصحراء

أعادت "باتريوت" ذاكرة الأمس للكثيرين ممن عاصروا حرب الخليج "عاصفة الصحراء" قبل أكثر من 25 عاما، حيث استخدمت حينها منظومة الدفاع الجوي الصاروخي "باتريوت" من قبل أمريكا والقوات السعودية للتصدي لأي خطر تجاه الأراضي السعودية، وهي المنظومة ذاتها التي استخدمتها قوات الدفاع الجوي السعودية للتصدي لصواريخ المليشيات الحوثية وقوات صالح.

 

منظومة متطورة

وتمتلك السعودية منظومة من الأسلحة المضادة المتطورة وعلى رأسها نظام "باتريوت"، وهو النظام الذي استخدمته أمريكا في حرب الخليج لتحرير الكويت، وتم بعدها عقد صفقات بين السعودية وأمريكا لامتلاك هذا النظام الدفاعي، وكان له الأثر القوي في حماية الأراضي السعودية من الصواريخ التي كانت تطلق من العراق باتجاه العديد من المدن السعودية.

 

مشرفون سعوديون

وتعد منظومة باتريوت من الأنظمة المعقدة الحاسوبية التي تشتغل على الأنظمة الحرارية بالنسبة لاصطياد الهدف، الأمر الذي يوجب وجود خبراء لاستخدامها، ويشرف عليها ضباط وأفراد سعوديون مدربين تدريباً كاملاً في استخدامها ونظام باتريوت نظام دفاعي قوي ضد الصواريخ بعيدة المدى والطائرات. وتنشر قوات الدفاع الجوي "باتريوت"، على كافة الحدود 

 

الصفقة المتقدمة

وأعلنت وكالة التعاون الأمني التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية نهاية شهر يوليو المنصرم أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" وافقت على صفقة بقيمة 5.4 مليار دولار لبيع منظومة الصواريخ "باتريوت" المتقدمة "باك – 3" إلى المملكة العربية السعودية. وأفادت أن المملكة طلبت 600 صاروخ "باك – 3" وملحقاتها، وقد تم إخطار الكونجرس بذلك.

 

ومن جانبها، ذكرت شركة "لوكهيد مارتن" – المنتجة لمنظومة الصواريخ الاعتراضية "باتريوت" – أنها تدعم مفاوضات الصفقة المحتملة بين الحكومة الأمريكية والمملكة من أجل تحديث قدرات الدفاع الجوي السعودي. يشار إلى أن "باتريوت" (باك – 3) عبارة عن منظومة دفاع جوي متقدمة لاعتراض الطائرات والمقاتلات والصواريخ، وتخدم حالياً في جيوش كل من الولايات المتحدة وهولندا وألمانيا واليابان وتايوان والإمارات العربية المتحدة.