الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:١٤ مساءً

الوهن الهادوي لايمكن تفسيره؟!

محمود ياسين
الثلاثاء ، ٠٣ مارس ٢٠١٥ الساعة ٠٤:٣٦ مساءً
إلى الان يبدو هادي وكأنه مصمم، لا كتلة عسكرية حوله بدأ يكونها ولا سياسية كذلك.

لمن المحبط حقا ان تنبه هادي مجددا لما كان يتمتع به صالح وهو يتصل بالقادة العسكريين المنشقين عنه العام الفين واحد عشر يحاول معهم وعندما يرفضون بشكل قاطع لا يقطع بل ينصح بإبقاء الوحدة العسكرية متماسكة وضمن الخيارات الوطنية وفي خندق البلد.

ديناميكية لم نجدها في رئيسنا هذا فرحنا نمتحها من تجربة رئيس سابق لا يزال الى الان يمثل بمزاجه وتموضعه صورة مناقضة للوهن الهادوي الذي لا يمكن تفسيره .

إنها لمأساة حقيقية ان تثور ضد رئيس فتحصل على بديل تريد منه ان يتشبه بالذي ثرت عليه ، ذلك إنك لمضطر.

وبالنسبة للمضطرين التعويل على الرئيس السابق بدافع وطني او ثأري ، أعتقد لا ، لم يعد بيده الا ان يشارك الحوثي في احسن الاحتمالات بالنسبة اليه ،، او ينجو شخصيا من الالة الثأرية الصماءهذه .

هادي اضطرنا لكل الذي لم نحتسبه يوما ابتداء بالمليشيا وانتهاء بالاضطرار للتعويل عليه وذلك هو الاكثر فداحة.

شخصيا لا اعول عليه لكن يقال ان من يعمل في المجال العام لا ينبغي عليه بث اليأس في الوجدان .

وانا واحد من الغالبية العظمى التي تتوله بهذا البلد الفاتن واجدني معهم مضطرون على الدوام لحث اكثر الرجال خورا على الدفاع عن فاتنتنا هذه التي نتواجد جميعا بحس وجودها آمنة وعزيزه .

عندما غادر صنعاء تلقى الحوثيون حقا ضربة في العمود الفقري ولأنني اعرف هادي فقد افصحت عن انطباعي انه سيفوتها ،، لكن حقا لو انه كان عاديا لملأ اللحظة تلك التي وصل فيها عدن باعتبارها بالنسبة للكثيرين "طوق نجاة" حد وصف عبد الحكيم هلال ،، لكنه الان يلعب بالطوق ويتسلى بالنجاة الشخصية تاركا صنعاء لقدرها مع تصريح خجول تأخر اسبوعا كاملا "صنعاء محتلة" .

،هناك اسبوع ساقط من احساس هذا الرجل بالزمن ، دائما بعد اسبوع تصدر عنه استجابة لكل ركلة وخبطة ، عودوا لتواريخ الاحداث الاخيرة ، وأظننا لو راجعنا سجلات يناير 86العسكرية قد نجد ان القائد العسكري عبد ربه منصور هادي لم يتحرك الا يوم 20 يناير واصدر امرا عسكريا بينما كان علي ناصر قد تسلم اول مخصصات اللجوء في منفاه ،، فتحرك هادي بعد فوات الأوان الى الشمال وهاهو يتحرك عكسيا الى الجنوب ، ينجو بجسده في كل مرة مخلفا الخذلان ،، انخرط في مشروع انتقام بعد سته وثمانين منطلقا من خندق شطري وهذه المرة كان عليه التحرك لرد اعتبار بلد لا يزال واحدا ،، تصريحه بشأن وحدة البلد من عدن ربما يكون الفعل الانساني اليمني الوحيد الذي فعله مؤخرا.
هو الآن في عدن..
ما لذي فعله للآن؟؟
حاولت انا بدون مباهاة بالحذاقة ان اغششه بجملة نقاط وتدابير يظنها مواطن مثلي مجدية الان من بينها اعلان قائمة حوثيين مطلوبين للعدالة وفي اليوم التالي اعلنوه هم مطلوبا للعدالة، يقال ان نصيحة كتلك بقائمة حوثية هي بمثابة اعلان حرب وقطع لكل طرق العودة وانا لا ادري حقا ما ان كان هو لا يزال يراوده شئ من هذا التروي بعد هذا كله ،، تعويلات المتشبثين بالقشة هي معقولة لو انها قشة وليس هادي.

بمعنى انه كان بوسعه -لو تصرف كقشة وليس كهادي - ان يحيل وزارات صنعاء ومؤسساتها المحتلة لمجرد احجار وممرات تصفر فيها الخيبة الحوثية والوهم اذ يقوم بتفعيل مؤسسات الدولة من مدينة يمنية اخرى اسمها عدن تاركا لهم بطالة من لم يعد لديه غير الجدران والتساؤل عن موعد وصول الطائرة الايرانية.

لكنه غادرها فحسب، ترك فيها ثلاث فرص مهدورة واكثر من خمسين طائرة حربية اعاد بعضها من العند قبل دخول الحوثيين بأيام.

ترك فيها ثلاث فرص مهدورة واكثر من خمسين طائرة حربية اعاد بعضها من العند قبل دخول الحوثيين بأيام ، وكأنه الرجل الذي أولم للعصابة ومنحهم مفتاح مخزن الطعام والذخيرة وقال : خاطركم .

من صفحته على "الفيس بوك"