الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٠٩ مساءً

المقالح وفن تحوير الحقائق

عبد الإله الحريبي
السبت ، ٠٧ مارس ٢٠١٥ الساعة ٠١:٠٢ مساءً
مذهب كل كاتب وصاحب رأي مفترض أن يكون في سبيل الحقيقة حيث وجدت ، وكشفها للرأي العام وعدم التدليس على الناس بشعارات براقة ، أو التخفي تحت يافطات هو أول من يعارضها ، الكاتب المقالح وأنا هنا أقصد محمد المقالح القيادي المزدوج في الحزب الاشتراكي وأنصار الله الحوثيين ، تارةً يوصف بالقيادي الاشتراكي ، وتارة بالقيادي في اللجنة الثورية لأنصار الله ، هو فكراً أقرب لأنصار الله وإنضمامه للحزب الاشتراكي اليمني كان في فترة قريبة ، في كتاباته الأخيرة يعتبر الاشتراكي ملحق لحزب الإصلاح ، وهو هنا ينتقد طريقة تعامل الاشتراكي مع القضايا الوطنية الكبرى ويعتبر أن مواقف الاشتراكي تبعية للإصلاح ، وغير متوافقة مع ما يطرحه الحزب الاشتراكي ويريد من الاشتراكي ان يكون في صف انصار الله حملة مشاعل الثورة بنظره ، وهذه التصورات عن مواقف الاشتراكي هي خاطئة وغير صائبة ، والاشتراكي في مواقفه ينطلق من رؤية وطنية وإستشرافية للمستقبل ، وليست محدودة الأفق كما هو حال بعض القوى التي تنظر للحلول من منطلق مصالحها الخاصة ، من يتابع مواقف الاشتراكي التي تبدأ منذ التوقيع على الوحدة مروراً بالازمة التي نشبت بعد الوحدة نتيجة سعي قوى الشمال التي كان يمثلها المؤتمر الذي يرأسه علي صالح وحزب الإصلاح الذي كان يرأسه الشيخ / عبدالله الأحمر والشيخ / عبدالمجيد الزنداني لتدجين الجنوب ثقافة دولة الشمال القبلية ، بينما كان الاشتراكي يقف بقوة مع خيار الدولة المدنية الحديثة ، وتسبب موقفه هذا بهجوم غير أخلاقي عليه تحت يافطة الشريعة الإسلامية ، وصمد الحزب الاشتراكي بمواقفه حتى تبلورت بوثيقة العهد والاتفاق التي وافق عليها علي صالح والاحمر تحت ضغط المجتمع الدولي ورعاية الملك الأردني الحسين ابن طلال ، وكانت هذه الوثيقة تنص على نقل العاصمة مؤقتاً الى تعز ، حتى يتم تنظيف صنعاء من السلاح ونقل المعسكرات الى خارج المدن ، وتقسيم اليمن الى أقاليم أو ولايات بحيث تنتهي المركزية المعرقلة للتنمية ، والتي بسببها ينتشر الفساد بقوة في أجهزة الدولة المختلفة ، وتستنزف خيرات الوطن لصالح قلة في المركز تحكم وتستبد وتتخلص من الكوادر الوطنية ذات الكفاءة عبر الاغتيالات وعبر إحالتهم للتقاعد ، قامت حرب 94م ليس ضد الانفصال كما أشاعه إعلام صالح وخطب الزنداني ، ولكنها قامت ضد مشروع الدولة المدنية الحديثة ، أعلنت الحرب في 27ابريل 94م من ميدان السبعين وأطلق شرارتها في 4مايو 94م ، ولم يكن هناك بعد أي إعلان للانفصال ذريعة علي صالح والقبيلة لإزاحة المشروع الحضاري للحزب الاشتراكي اليمني ، في يوم 21مايو أعلن السيد / علي سالم البيض الانفصال كمحاولة لوقف تقدم جحافل القبيلة وجيش علي محسن وعلي صالح ومجاهدي الزنداني أرض الجنوب ، ولو كانت هناك نية حقيقية للإنفصال لكان مثل هذا الإعلان قد تم قبل ذلك ، وبعد دخول جحافل القبيلة أرض الجنوب اليمني الحر مورست عمليات نهب الأراضي والمؤسسات بشكل كبير ، وتم دفن وثيقة العهد والاتفاق ، ووصفها النظام الحاكم في صنعاء بأنها وثيقة الخيانة ، ولو كانت إتهاماتهم حقيقية للجنوبيين لكانوا نفذوا هذه الوثيقة التي كانت أجمل ما اتفق عليه اليمنيون لبناء يمن جديد ، وظل الاشتراكي على مواقفه خلال الفترة التي تلت حرب 94م ، وحتى اليوم بنفس المبادئ والقيم بل وطور من أفكاره وبرنامجه السياسي ، وقد حدث شيء من ذلك للإصلاح الذي طور من نظرته لشكل الدولة نتيجة هذا التقارب ، وإن لم يكن بالشكل المطلوب نتيجة تسيد قيادات قبلية لقراره السياسي ، في مقال كتبه يقول : ان المعارضين لسيطرة انصار الله وإعلانهم الدستوري الغير شرعي يركزون على انصار الله ويتركون علي صالح ، ويتغافل أو يستغفل الجمهور أن أنصار الله صاروا دمية في يد علي صالح يحركها حيث يشاء ، سلطة أنصار الله هي من عينت قيران مديراً لكلية الشرطة وهو المتهم بعدة جرائم في عدن وتعز ، سلطة أنصار الله هي من عينت حمود خالد الصوفي رئيساً لجهاز الامن السياسي ، سلطة أنصار الله هي من عينت حمود عباد محافظاً لذمار ، سلطة أنصار الله هي من تعيد أركان النظام السابق الى مواقع المسئولية التي فشلوا فيها خلال عقود من الزمن ، وسلطة أنصار الله هي من عينت شخصيات في مناصب قيادية عسكرية تنتمي لطائفة محددة ولتيار معين ، وليتذكر الزميل المقالح أيام إختطافه على يد أجهزة نظام علي صالح وموقف الرفاق معه ، ليتذكر الزميل الخيواني محنته أيضاً في تلك الأيام الخالية والمليئة بالعبر ، ويعملوا على تصحيح مسار حركة انصار الله ، ويقطعوا حبل التبعية الذي يتهمون به الآخرين ، ومن يقوم اليوم بالتبعية فهو يقوم بذلك نكاية بتبعية أنصار الله وعلي صالح لإيران ، لم يلمس الشعب أي محاربة جادة للفساد على يد انصار الله ، وهم في مركز القرار وبؤرة الفساد صنعاء ، بل يشاهدون كل يوم عرى تتوثق بين أركان الفساد وأنصار الله ، الشعب اليمني لم يعد يستسيغ الاتهامات ، ولا يقبلها من ممن يمارس عكس قوله ، رموز النظام السابق يبعثهم أنصار الله كنوع من الاستغلال الرخيص ضد القوى المدنية الأخرى ، ومحاولة فرض سلطة الامر الواقع ، وهو ما لن يكتب له النجاح ، الطريق يتحدد بحوار ندي ليس فيه إستقواء بالقوة ، ويتم الخروج بما يرضي الشعب ويحقق له أهدافه في الحرية والاستقلال الوطني للقرار السياسي بدون تبعية لإيران أو للسعودية ، أو حرب ضروس تفتت الوطن وتمزقه ، عندها لن يجد أنصار الله وأنصار علي صالح ما يحكمونه سوى الأمتار التي يضعون بها اقدامهم هنا أو هناك في هذه المحافظة أو تلك ، محمد المقالح بعد عضويته في اللجنة الثورية العليا التي قزمت الوطن أصبح ينافح عن مكتسباته في داخل الجماعة بالحق وبالباطل ، بالمناسبة ذكر الشهيد الحمدي في مقالته وهو أكثر الناس خلفية بمن قتل الشهيد الحمدي رحمة الله عليه ، وهو اليوم من يحمي المسئولين عن تلك الجريمة الشنعاء بحق الوطن ، في الختام يبقى الرئيس / عبد ربه منصور هادي هو الرئيس الفعلي للبلاد ، مهما إختلفنا حوله ، وتبقى سلطة أنصار الله سلطة قوة فرضت نفسها على الشعب والوطن وسيناظل الشعب لإنهاء سيطرة هذه القوة عليه ، وعاجلاً أو آجلاً ستسقط إن إستمرت على هذا النهج ، ونذكر أن إيجابيات أنصار الله يتم دفنها على يد أنصار الله بالسياسات الخاطئة التي يمارسونها في مواجهة الاحداث المتطورة يوماً بعد يوم ، نأمل من المقالح والخيواني مراجعة ما يقومان به في طريق هدم الدولة المؤسساتية ، أو بعض مابني من مؤسسات شكلية ليتم العمل عليها لبناء يمننا الجديد ، يمن سيد قراره ، يمن حر ديمقراطي موحد ، يمن لجميع أبناءه ، السلطة فيه للدستور والقانون ، وليس للقبيلة والاسرة والطائفة ..اللهم احفظ اليمن من شرور أعدائها ومؤامراتهم.