الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٢٦ صباحاً

صاحب الظل الطويل!

محمود ياسين
الثلاثاء ، ١٧ مارس ٢٠١٥ الساعة ٠٩:٠٤ صباحاً
صادفت اليوم مأرييا كأنه افلت للتو من صخور مأرب ..
رجل جرانيتي ذكرني بالمأربي الذي توغل في العتمة ليلة ذهبنا لفك الحصار الحوثي عن الأرملة ، اتصل بي عندما كتبت اول منشور وقال أنه قادم بعد اربع ساعات وكنا قد عدنا بعد مغادرة الحوثيين اتصل من جولة الساعه بالحصبة وكان يصرخ اين انتم؟

سيارة جيب ونزل الرجل يمسك بي بقوة ويريد الذهاب الى هناك "اينهو البيت يا استااااااد" وكنت اخشى اثناء محاولة الافلات ان يعلق زرار الكوت بحلقة القنبلة التي تتدلى من جرمنديته بينما هو فاتح فمه ويهتز وكأنه الجمل آكل المرار.

أخبرته اننا عدنا من هناك وان الحوثيين غادروا وان السيدة واطفالها بأمان ،، وتساءلت ما لذي يحمل رجلا ليجوب الليل والمخاطر ؟
لا زلنا نملك ذلك الحس الانساني النبيل وهو يدفع رجلا كهذا للمجازفة بحياته بلا تردد.

انعطف عائدا الى مأرب وانا أتساءل : ماذا لو كان معنا اذ توجهنا الى هناك وهو بهذا الانفعال والقنابل؟
ولماذا طلب عدم الافصاح عن اسمه؟

ماربي طويل في اواسط الثلاثينات جاء من مأرب لينقذ ارملة ،، غاضب ومحتدم ودموعه تفيض بينما يردد : عيب عيب أسود .

كان ظله طويل على الاسفلت وكنت اشبه بمصادفة كائن اسطوري يمر في ليالي الحكايات التي لا تنسى ،، يترك احساسا بالثقة والغرابة ويمضي ، ويبقى ظله .

لم احتفظ حتى برقم تلفونه ضمن ما أثر عني من شرود ..

أين تراك الان يا صاحب الظل الطويل ؟

من صفحته على "الفيس بوك"