الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٥٣ صباحاً

«التكتل» ضرورة وطنية

عارف أبو حاتم
الثلاثاء ، ١٧ مارس ٢٠١٥ الساعة ١١:٢٧ صباحاً
كان لابدّ من قوة جامعة جديدة، تتمكّن من احتواء كل هذه القوى المتناثرة، وتلملم الصوت اليمني الذي يرعد في كل اتجاه، فلا أحد راغب بالحرب غير من استولى على السلاح، وأخذه جنون العظمة وقوة البطش.

يُدرك عقلاء اليمن أن لا مشروعية لسلاح انتزع من يد الدولة، ولا قيمة لقوة باطشة بالظلم والعدوان حتى وإن كانت قوة الدولة، فظلم الجماعات كظلم الأنظمة الحاكمة، يأخذ دورته وينتهي بشكل مروّع ومرعب، تذكّروا كيف انتهت جماعتا طالبان ومجاهدي الصومال، وكيف انتهت أنظمة مبارك وبن علي والقذافي وصالح، وكيف فقد الأسد قوته وشرعيته.. كل تلك النماذج أخذت دورتها الكاملة في الظلم والجبروت، ثم حملتها سيقانها إلى الهاوية.

التكتّل الوطني للقوى اليمنية الذي أُعلن عنه السبت الماضي بصنعاء كان وجوده ضرورة وطنية مُلحّة، وإعلانه –على أهميته - كان خطوة متأخرة، فالشارع اليمني لم يعد يحتمل الانقسامات والشتات والخلافات البينية بين القوى المناهضة للميليشيات.
وما يحتاجه ذلك التكتّل في لحظته الراهنة هو أن يدرس خطواته جيداً وأن يتعرّف على مكامن الفشل في خطوات التكتلات التي سبقته، كاللقاء المشترك والمجلس الوطني لقوى الثورة، واللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني، وأن يمثّل إضافة نوعية للعمل السياسي اليمني، وليس نسخة شبيهة أو رديئة من نظرائه السابقين.

وأخشى ما أخشاه على هذا التكتّل الوليد هو أن يكون بأطيافه المتنوّعة نسخة من حكومة الوفاق الوطني التي كان أعضاؤها يتسابقون على نشر غسيل بعضهم في وسائل الإعلام، بحثاً عن تسجيل مواقف رخيصة.

يحتاج التكتّل الوليد أيضاً إلى تلافي خطوات القصور التي ظهر بها، وأهمها تمثيل أبناء تهامة فيه، والتخفّف من سيطرة قبائل شمال الشمال، وإفراد مساحة واسعة للمرأة والقوى الشبابية، فقد ملّ الناس من تلك الوجوه المتكرّرة منذ عشرات السنوات، والسعي إلى ضمّ أكبر عدد ممكن من القوى الجنوبية الفاعلة، حتى تكون قيادة التكتل مناصفة بين الشمال والجنوب، ثم السعي إلى استمالة الرئيس السابق وحزبه المؤتمر، حتى لا تختطفهم المليشيات المسلّحة، ويتحوّل المؤتمر من حزب وطني عريق إلى عامل طرقات أمام عربات الميليشيا.

"الجمهورية نت"