الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٢٩ مساءً

حتى لا تخذل عدن مرتين

حسين الصوفي
السبت ، ٠٤ ابريل ٢٠١٥ الساعة ١٢:٢٣ مساءً
طبقاً لإحصائية رسمية من عدن فإن عدد الأرواح التي أزهقت بلغت حوالي (182)قتيلا، في حين اخترقت رصاص القتلة الإرهابيون جسد (1258) مصاب حتى الان، هكذا أفاد مدير مكتب الصحة الدكتور الخضر ناصر في المدينة المنكوبة عدن.
والآن تعني هنا لحظة إطلاق التصريح، عند غروب شمس الجمعة..
عند شاطئ البحر الأزرق تتكئ أرواح الشهداء، يبتسمون من أعماقهم ، ويقبّلون ثغر المدينة الساحرة، ثم يرحلون..
في تواصل مكثف مع أصدقاء في أحياء عدن التاريخ، كانت الأخبار تأتي كالصواعق ، تشبه جنون ووحشية قذائف المجرمون.
عاد عوض التميمي -17 عاما- من صلاة الفجر، الأربعاء الماضي، وأرسل لي تصميم صورتين لصديقين من أبناء حافته، سقطا فجأة برصاصة واحدة.
قال لي عوض: ودعنا الآن شهيد صلينا على أحمد فضل العسل الذي قتله الحوثيون مع محمد المرفدي، لقد قتلهم قناص برصاصة واحدة، تخيل!!
في حي السلام كانت الفجيعة تنتشر، عندما انسكب دم الشهيدين، وهما يكابدان الموت الذي اسقاهما إياه قاتل قناص، كأنما كان في رحلة صيد!

عدن عاشت حكايات رعب وجريمة، عاشت تفاصيل إرهاب حقيقي لا يصدق، اهتز قلبها لأصوات التفجيرات الأضخم التي وصفها أدهم فهد شاب عدني بأنها نسخة من الحرب العالمية الآفلة!

في حافات عدن تغلغل القتلة ، بثوا الفزع في قلوب الصغار، وأكلوا أرواح الأبرياء..
في أحياءها الساحرة انغمست مخالبهم فأحرقوا وجه المليحة الفاتنة، شوهوا بمعالم الحضارة الضاربة في جذور التاريخ..

نهبوا محلات وبيوت وكادت نيرانهم تلتهم المكتبة الوطنية في كريتر ، أشهر المكتبات في اليمن!
صومعتي مسجد إبان هي الأخرى لا تزال تجأر من ظلم القتلة البغاة ..

هل نترك عدن تموت مرتين؟
هل قدر المدينة الباسمة أن تخذلها أوجاعنا وصدمة وحشية الإرهاب الحوثي العفاشي؟

أنادي زملاءنا في الحبيبة عدن أن ينزلوا في كل أحياء المدينة الجميلة، في شوارعها في أزقتها، أن يرسموا كل لحظات الوجع ، أن يوثقوا الهمجية التي نالت من بهاء عدن.

لا تتركوا عدن تذرف دموعها بصمت، استمعوا لأنينها وافتحوا له نوافذ العالم، ليدرك المجرمون اي ذنب اقترفوه.