الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٢٨ مساءً

أنا وصديقي الأردني نزار؟!

محمود ياسين
الثلاثاء ، ٠٥ مايو ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٤٣ صباحاً
أخبرني صديقي نزار من الاردن اننا صديقين افتراضيين وعدوين واقعيين فهو مع تدخل قوات بلاده وانا ضد التدخل
والفارق انني لا املك ان اقول "قوات بلادي" ،،انت منسجم يا نزار فانت مع التدخل وانتهى الامر بينما انا ضده وضد المليشيا ومع من يقاوم دفاعا عن عائلته ومدينته ولا اريد ان افقد الرؤية بينما تعمل وتدور الطواحين في رأسي ،
هو كان بهذه المفارقات بصدد التهكم حتى نضحك معا من نكتة تروي واقعا مأساويا ،، لكنني لم اضحك فاعتذر وسحب تصريحه ان اخاه الجندي ضمن القوات الاردنية وقال انه كان يكذب وانه ليس له اخوة البته ، واخبرته ان التدخل غير مضحك وانه لا يمكن سرد نكتة الا في حالة من اللا احتمال .وبالتالي انا من عليه سرد النكتة اذ لا احتمل الامر اما هو فليس مضطرا للهرب الى المرح ، قال : يا زين شباب اليمن ، هات ، ضحكني .

قلت : زين شباب اليمن يسقطون كل يوم ،، لا كهرباء ولا ماء والمئات يموتون في المستشفيات بسبب انقطاع الكهربا وانعدام الادوية ، وبلادنا تتمزق وتنقسم ، انا متضرر ومنقسم بين الدفاع عن سيادة اليمن والدفاع عن حياة اليمني ،، كان علينا يانزار التوقف قبل هذا لكننا لم نفعل وها نحن وبدلا من البحث عن تسوية نبحث عن تعريف اخلاقي للتدخل وموقف وطني ضد التدخل دون ان يكن هذا الموقف ضد من يقاوم المليشيا وهي تجبره على قبول الشيطان اثناء دفاعه عن من يحب .

نحن نفقد الوجهة واثناء سقوط اخوتنا يتساقط داخلنا شيئ ثمين.

اتعرف يا نزار ؟ نحن سنحتمل هذا كله الى ان نجد الطريق ، لذلك لا نكتة لدي لأرويها ، لكن ان كان وقوف يمني بين عشرات الجثث يرفع رئوس المغدورين ويلويها بحثا عن وجه اخيه فيجدهم متشابهين جميعا وبملامح اخيه فيجلس على الركام وينشج بالبكاء ،، ان كان هذا مضحكا فهي نكتتنا الوحيدة الان ، نحن اليمنيين الذين نروي حكاية موتنا .

ألا زلت تسمعني يا نزار ؟